عَقدت مبادرة الصحة الذكية في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) منتداها السنوي في الفترة من 2 إلى 3 نوفمبر 2022، تحت عنوان " التأثير على مستقبل الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية"، حيث اجتمع الأساتذة المنتسبون إلى مبادرة الصحة الذكية في جامعة كاوست مع شركاء محليين ودوليين لعرض المشاريع البحثية الحالية وتبادل الأفكار حول تطوير مناهج الرعاية الصحية والطب الشخصي الدقيق في المملكة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

هدف هذا الحدث بصورة أساسية لتقديم العديد من المشاريع البحثية التعاونية بين كاوست وشركائها في المملكة، بما في ذلك مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، ومركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية، وجامعة الفيصل، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية. كما شارك في المنتدى ممثلون عن وزارة الاستثمار السعودية، والهيئة الملكية لمدينة الرياض ومشاركون من كبرى شركات الأدوية والتقنية الحيوية مثل شركة ميرك، وجونسون آند جونسون، وجينكو بايووركس.

وأقيم على هامش المنتدى معرض للملصقات البحثية بقيادة طلبة جامعة كاوست، تم خلاله عرض أكثر من 40 مشروعًا بحثيًا قيد التنفيذ في مختبرات الجامعة. وتضمنت الأبحاث مجموعة من التقنيات والتطبيقات، بدءًا من الأجهزة التي تساعد على رصد العلامات الحيوية للمريض، والمستشعرات المستخدمة لتشخيص أمراض القلب والأوعية الدموية، إلى التصور ثلاثي الأبعاد للبيانات وتسلسل الجينوم وعلم الجينوميات المجتمعية لتحليل بيانات المريض.

الدكتورة سارة الثاري، مدير عام التقنية الحيوية والأدوية، والمستشارة بوزارة الاستثمار السعودية

وقالت الدكتورة سارة الثاري، مدير عام التقنية الحيوية والأدوية، والمستشارة بوزارة الاستثمار السعودية في تعليقها على أهمية التعاون في مجال الرعاية الصحية مع الجامعة والأطراف الأخرى: "استطاعت كاوست إقامة شراكات عميقة وذات مغزى مع النظام البيئي للرعاية الصحية والتقنية الحيوية في المملكة، وكانت مؤثرة جدًا وبشكل ملحوظ في بناء علاقات قوية مع قادة الصناعة التقنية الحيوية الطبية الدوليين ".

يشار إلى أن مبادرة الصحة الذكية في كاوست عملت منذ إنشائها في 28 مارس 2021، كمركز لإنشاء تعاون فعال مع الباحثين والأطباء في كلٍّ من المؤسسات الأكاديمية ومؤسسات الرعاية الصحية وصناعة التقنية الحيوية الطبية. واستطاعت توفير بيئة رعاية مثالية للأفكار المبتكرة التي قد تحل المشاكل القديمة في نظام الرعاية الصحية بالإضافة إلى الاستفادة من التقدم الهائل لتقنيات تسلسل وتحليل البيانات الجينومية لفهم طبيعة المرض وحالة المريض بشكل أفضل. إن تنفيذ هذه الأفكار المبتكرة بعد الاختبار والتحقق سوف يساعد في تحويل نظام الرعاية الصحية السعودي من مناهج الطب التقليدي إلى عصر الطب الدقيق والشخصي بما يتماشى مع الأهداف الاستراتيجية لرؤية السعودية 2030.

البروفيسور بيير ماجستريتي، نائب رئيس كاوست للأبحاث ومدير مبادرة الصحة الذكية في كاوست، أثناء إلقائه كلمة افتتاحية في المنتدى السنوي لمبادرة كاوست للصحة الذكية 2022. المصدر: كاوست

وصرح البروفيسور بيير ماجستريتي، نائب رئيس الجامعة للأبحاث، ومدير مبادرة الصحة الذكية في كاوست، أن "برامج الأبحاث الانتقالية في مجال الصحة أساسية لجذب منصات التقنية ورأس المال البشري وبرامج التدريب ومراكز تنسيق التجارب السريرية، بالإضافة إلى خلق شبكة من التفاعل بين أصحاب العلاقة من الجامعات والمراكز الأكاديمية إلى المستشفيات والشركات الصناعية إضافة إلى الشركات الناشئة. إن مثل هذا التفاعل ضروري لمعالجة الفجوات الحالية في الرعاية السريرية والبحث والتطوير في مجال الطب الحيوي". 

وقال البروفيسور عماد غالوزي، المدير المشارك ومدير العمليات في مبادرة الصحة الذكية في كاوست: "من المثير رؤية الروابط بين الباحثين في الأوساط الأكاديمية وبين الحكومة وشركات التقنية الحيوية، حيث تلعب هذه الروابط دورًا حيويًا مهمًا لتحقيق رسالة مبادرة الصحة الذكية في كاوست الهادفة لتعزيز االاكتشافات العلمية ودفعها نحوالتطبيق المحلي في تشخيص وعلاج المرضى".

وكان من أبرز الأحداث في هذا المنتدى تقديم أول دفعة من أول برنامج للدكتوراه في الطب والأبحاث الطبية (MD-Ph.D) في المملكة العربية السعودية والذي تم تطويره بين كاوست وجامعة الفيصل لتدريب الأجيال القادمة من الأطباء العلماء.

وقال البروفيسور توني تشان، رئيس كاوست بهذه المناسبة:" إن الشراكة مع جامعة الفيصل التي تعتبر من أفضل مؤسسات التعليم الطبي في المملكة، ستساهم في تنشئة الجيل القادم من القادة الذين سيقودون تطبيق الصحة الذكية والطب الدقيق في نظام الرعاية الصحية في البلاد. 

وتخطط مبادرة الصحة الذكية في كاوست مواصلة البناء على نجاح مشاركتها مع الأطباء وقادة صناعة التقنية الحيوية الطبية لتحسين الوقاية من الأمراض وتشخيصها وعلاجها، من خلال طرح مجموعة من البرامج الهادفة لتعزيز رسالتها، والتي تشمل تطوير بنك حيوي للطب الدقيق، وتأسيس مركز امتياز لأبحاث الأمراض الوراثية للوقاية والعلاج منها مثل الأبحاث المتعلقة بمرض "الثلاسيميا"، وهو اضطراب دم وراثي خطير ومنتشر بين السعوديين.