الصحة الواحدة

"الصحة الواحدة" هي استراتيجية بحثية شاملة تهدف إلى مواجهة الأمراض المعدية التي تشكل تهديدًا للمملكة العربية السعودية. وتجمع في مفهومها انسجام تكاملي بين رفاهية الإنسان والحيوان والبيئة، كما ترتبط بالميكروبيومات الحيوية (البكتيريا المتعايشة مع الانسان أو أي من الأحياء الأخرى) التي تساهم في وظائف النظام البيئي. تساهم الميكروبيومات الصحية في تحقيق توازن النظم البيئية وتقليل الملوثات، مما ينعكس إيجابًا على صحة الإنسان، ويساعد أيضًا في تطوير التقنية الحيوية. تؤدي الاختلالات الكبيرة في النظم البيئية إلى تفشي الأوبئة وزيادة مقاومة مضادات الميكروبات، مما يهدد الصحة العامة في المملكة والمنطقة والعالم. سيتبنى موضوع "الصحة الواحدة" هذا النهج لمراقبة النظم البيئية وتصحيح الاختلالات، والعمل على حماية المملكة من التهديدات الصحية الناشئة والمرتبطة بالميكروبات والمواد الكيميائية، والتي ستتزايد نتيجة لتغير المناخ والأنشطة البشرية وارتفاع حركة السفر العالمية.

لتحقيق هذا الهدف، ستستفيد هذه المبادرة من الخبرات متعددة التخصصات لأعضاء هيئة التدريس الـ 12 في كاوست المرتبطين مباشرةً بموضوع "الصحة الواحدة"، بالإضافة إلى الخبرات الواسعة لمركز التميز للصحة الذكية بالجامعة، وذلك لتطوير مجموعة شاملة من الأدوات الدفاعية للأمن الصحي الوطني. ستتضمن هذه الأدوات أحدث تقنيات الكشف، ونمذجة علم الأوبئة، وأدوات تنبؤية لإدارة التهديدات البيولوجية، مثل ناقلات الأمراض المعدية، والتهديدات الكيميائية مثل تلوث الهواء. علاوة على ذلك، ستعمل مبادرة "الصحة الواحدة" على تأسيس أول بنك ميكروبي في المملكة، الذي سيجمع العزلات الميكروبية القيّمة التي يمكن استخدامها كمصدر للبروبيوتيك (البكتيريا النافعة) وغيرها لأغراض المعالجة البيئية وحماية الصحة العامة.