التحق بالجامعة
الانتقال إلى الجامعة
انضم إلينا
وظائف أعضاء هيئة التدريس
رؤيتنا
المجلة العلمية
من المرتقب أن يشهد عام 2025 تحوّلاً نوعياً في مبادرة إحياء الشعاب المرجانية في كاوست (KCRI)، من خلال محطات استراتيجية تبرز نموها وابتكاراتها. ويُسلط البروفيسور ديفيد سوجيت، كبير علماء المبادرة والمدير المعين حديثاً، الضوء على التوائم الرقمية والحضّانات البرّية بوصفها تطورات محورية في المرحلة المقبلة من البرنامج.
وقال سوجيت "إنها أكبر عملية ترميم للشعاب المرجانية تُنَفَّذ على كوكب الأرض"، موضحاً أن ما جذب انتباهه للمبادرة هو حجمها الهائل وتوظيفها للتقنيات المتقدمة، والأبحاث العلمية، والشراكات الاستراتيجية- مثل الشراكة مع نيوم- بهدف الحفاظ على بيئة بحرية مستدامة. وأضاف "لدينا فريق رائع، وكنت محظوظاً بمشاهدته ينمو منذ المراحل الأولى للمشروع".
تغطي المبادرة مساحة طموحة تبلغ 100 هكتار من الشعاب المرجانية المتاخمة لجزيرة شوشة. وقد قُسِّمَت بشكل منهجي إلى شبكات تشغيلية لتسهيل التخطيط والتنفيذ الفعال على هذا النطاق غير المسبوق، وتشمل أنشطة الإحياء زيادة عدد المرجان وتعزيز الموائل وإكثارها باستخدام الهياكل الاصطناعية. ويأمل القائمون على المبادرة أن تسهم هذه الجهود في استعادة نظام بيئي مرجاني أكثر ازدهاراً وصمودًا بحلول عام 2040.
وعلى المدى القريب، أوضح سوجيت أن المبادرة تعتمد نهجاً ذا مرحلتين، قائلاً "في هذا العام، نُركّز على تحسين أساليبنا في تكاثر الشعاب المرجانية- أي تربيتها وإعادة زراعتها، إلى جانب التخطيط الاستراتيجي للترميم على نطاق واسع. أما في العام المقبل وما يليه، فسيتركز العمل على تنفيذ هذه الخطط ميدانيًا ضمن سياق يعيد إلى الشعاب عافيتها".
انضم سوجيت إلى كاوست في يناير 2023، وهو عالم أحياء بحرية سبق له أن أسس وقاد برنامج "الشعاب المرجانية المستقبلية" في جامعة التقنية في سيدني، والذي يركز على تكيّف الشعاب المرجانية في الحاجز المرجاني العظيم. وقادته أبحاثه إلى المشاركة في تأسيس "برنامج طبيعة الشعاب المرجانية"، وهو شراكة فريدة بين العلماء وقطاع السياحة المرتبط بالشعاب المرجانية في أستراليا، يُعد الأول من نوعه عالمياً في تنفيذ ترميم الشعاب على نطاق واسع من خلال أنشطة مترابطة.
وفي كاوست، يتطلع سوجيت إلى محطة محورية في عام 2025 تتمثل في إطلاق التوأم الرقمي eCoral™، وهو نظام رقمي بيئي طورته المبادرة يدمج الذكاء الاصطناعي والتحليلات المعتمدة على تقنية تعليم الآلة لتيسير عمليات إحياء الشعاب المرجانية، ونمذجة السيناريوهات، واتخاذ القرارات.
وعبر هذه البيانات والتحليلات المستوحاة من التوأم الرقمي يمكن للعلماء الحصول على رؤى لحظية للتخطيط الاستراتيجي اللازم لتحسين كفاءة إحياء الشعاب وترميمها. وقال سوجيت "لم يسبق لأحد تنفيذ ذلك من قبل - أي أخذ نموذج ثلاثي الأبعاد عالي الدقة لشعابنا المرجانية وتغذيته بكافة النماذج لتحويله إلى نظام بيئي مرجاني متكامل الوظائف"، مضيفاً أن هذه التقييمات الواسعة النطاق لحالة الشعاب بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي ستساعد على التنبؤ بقدرة الشعاب المرجانية على الصمود وصياغة السياسات الخاصة بها.
تُنتج الحضّانات المرجانية التابعة للمبادرة، والواقعة قرب جزيرة شيشة، أنواعاً من الشعاب المرجانية ضمن بيئاتها الطبيعية قبل أن تُنقل إلى مواقع الترميم. وأشار سوجيت إلى أن هذه الحضّانات قادرة على إنتاج ما يصل إلى 100,000 شعاب مرجانية سنوياً، مما يسرّع من جهود الاحياء.
وأوضح "تشمل التقنيات التي نطورها هنا مركبات ذاتية القيادة تحت الماء (AUVs) للرصد والمراقبة، وتقنية التصوير المجسم لإعادة بناء رقمية دقيقة للشعاب المرجانية، وتصميم هياكل مبتكرة للحضّانات تحت الماء ضمن نظام متكامل لتكاثر الشعاب".
وفي شاطئ حدّة في نيوم، تُشغّل المبادرة منشأة تُعد من أكبر مزارع الشعاب المرجانية في العالم- ورغم ذلك لا تزال هذه المنشأة التجريبية صغيرة الحجم. ومنذ انطلاقها في مارس 2024، تخدم هذه المنشأة التي تمتد على مساحة 1,000 متر مربع كمختبر لاختبار طرق متقدمة لتكاثر الشعاب المرجانية، بما في ذلك تقنيات التكاثر الجنسي واللاجنسي. ومن خلال تطبيق تقنيات التجزئة الدقيقة للشعاب ودمجها، يعمل فريق رعاية الشعاب على تسريع نموها لتعزيز فرص بقائها وزيادة التنوع الحيوي.
وفي الوقت ذاته، ومع قرب اكتمال البناء المتوقع بحلول نهاية عام 2025، ستُصبح المنشأة الرئيسية للمبادرة أكبر وأحدث حضّانة مرجانية برّية في العالم. وستمثل هذه المنشأة-التي تعادل مساحتها خمسة ملاعب كرة قدم، وتضم أكثر من 400 حوض- قدرة إنتاجية تصل إلى 400,000 شعاب مرجانية سنوياً. ومن الابتكارات التي تتضمنها المنشأة إدارة ذكية لإنتاج الشعاب المرجانية، وأتمتة جزئية لتربيتها، وعمليات تكيف مناخي لضمان صحة الشعاب المرجانية.
أُطلق برنامج تطوير المواهب في المبادرة عام 2023، ويقدّم تدريباً مكثفاً لمدة عام للخريجين السعوديين، يمنحهم خبرة في الحفاظ على الشعاب المرجانية، وعلم الأحياء البحرية، واستعادة النظم البيئية. وقال سوجيت "يوفر البرنامج فرصة مثالية لإعداد الجيل القادم من الخبراء الذين سيشكّلون القوة العاملة الماهرة واللازمة لحماية شعابنا المرجانية واستعادتها".
ويشارك حالياً خمسة سعوديين في البرنامج (فيما تخرج أربعة آخرون)، حيث يكتسبون خبرة عملية في تكاثر الشعاب، وزراعتها، ومراقبتها، إلى جانب تلقي الإرشاد والانخراط في شراكات بحثية عالمية في مجال الحفاظ على البيئة البحرية. ووفقًا لسوجيت، لا يمكن بناء نتائج مستدامة ومرنة في مجال الاستعادة إلا من خلال نهج موحد يشمل العلم والتطبيق والحوكمة.
وبفضل طموحاتها الكبيرة وابتكاراتها الرائدة، تستعد مبادرة إحياء الشعاب المرجانية في كاوست ومديرها الجديد لجعل عام 2025 عاماً محورياً في إحياء الشعاب المرجانية وترميمها عالمياً، بما يمهّد الطريق لحماية البيئة البحرية في المملكة العربية السعودية لسنوات قادمة.
التخطيط لزراعة أكثر من 2 مليون شعاب مرجانية بحلول 2030
ترميم 100 هكتار من الشعاب المرجانية
إنتاج 400,000 شعاب مرجانية سنوياً في الحضّانات البرّية
إنتاج 100,000 شعاب مرجانية سنوياً في الحضّانات البحرية
نشر أكثر من 200 هيكل منتج من في الحضّانة
المشاركة في أكثر من 35 مشروع بحث وتطوير يدعم الابتكار