التحق بالجامعة
الانتقال إلى الجامعة
انضم إلينا
وظائف أعضاء هيئة التدريس
رؤيتنا
المجلة العلمية
قامت خريجة كاوست، فاسيليكي كردوباتي، بتحويل مشروعها البحثي إلى الشركة الناشئة "أويسيس لنظم الإضاءة" في مدينة الأبحاث والتقنية في الجامعة. المصدر: كاوست.
بقلم أوريلي أرسوز ، ابتكارات كاوست
في صيف عام 2017 شاركت طالبة الماجستير في هندسة الحاسب الآلي في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، فاسيليكي كردوباتي في احد الدورات التي تقدمها الجامعة في مجال ريادة الاعمال في كل عام تحت اسم "تسويق المشاريع الجديدة والمنتجات المبتكرة". في هذه الدورات التدريبية يتعين على طلبة الجامعة المشاركين اختيار تقنية من قائمة التقنيات المطورة والمبتكرة في الجامعة، ثم وضع خطة متكاملة لتسويقها.
تعتبر هذه الدورة فرصة كبيرة لطلبة الجامعة لاختبار ابداعاتهم في مجال أخر مختلف تماماً عن مجال دراستهم. وفي حالة كردوباتي فلقد دلفت إلى مجال مختلف عن تخصصها الاصلي واختارت تقنية الإضاءة بالليزر في عملية البستنة والزراعة الداخلية. بعد اتمامها للدورة قررت كردوباتي تحويل مشروعها الذي شاركت به إلى شركة ناشئة وتسجيلها في برنامج (تقّدم) لتسريع المشاريع والشركات الناشئة المقدم من كاوست. لم يكن يخطر على بال كردوباتي أنها ستتجه يوماً لمجال ريادة الأعمال كمستقبل وظيفي. واليوم، وبعد عامين من مشاركتها في تلك الدورة ، أصبحت الرئيس التنفيذي الحالي لشركة أويسيس لنظم الإضاءة (Oaesis Lighting Systems)، وتقوم الآن بتطوير مشروع تجريبي رائد في مدينة الأبحاث والتقنية في الجامعة، فضلاً عن فتح قنوات وإجراء محادثات مع كبار الموردين الزراعيين المحلين والعالمين.
تصف كردوباتي كيف كانت رحلتها الى المستقبل بقولها: "لم يكن تأسيسي لشركة ناشئة جزءً من خطتي للمستقبل. كانت رحلة مدهشة في جميع مراحلها منذ بداية تصميم التقنية إلى طرح الفكرة للمستثمرين المحتملين من جميع أنحاء العالم. وأنا اليوم فخورة جداً بأن أكون جزءًا من شركة ناشئة لديها القدرة على تغيير طريقة زراعة المنتجات الغذائية في المستقبل. "
أسست خريجة كاوست، فاسيليكي كردوباتي، الشركة الناشئة "أويسيس لنظم الإضاءة" لتطوير تقنيات الإضاءة بالليزر في عملية البستنة والزراعة الداخلية. المصدر: كاوست.
عند تسمية أحد أشهر مؤسسي الشركات الناشئة في العالم فإن أول اسم قد يتبادر لأذهان معظم الناس هو مارك زوكربيرغ الذي أسس موقع فيسبوك الشهير من غرفته في مبنى جامعة هارفارد عندما كان عمره 20 عامًا. ومع ذلك، فإن القيمة الحقيقية للجامعات وتأثيرها في إعداد وتشكيل رواد الأعمال وقادة المستقبل يتجاوز قصة نجاح أي شركة ناشئة حتى وإن بلغت قيمتها مليارات الدولارات.
لقد أصبحت جامعات اليوم تدمج ريادة الأعمال ضمن تجربتها وبرامجها الأكاديمية. ويشمل ذلك تقديم مناهج مبنية على الابتكار وريادة الأعمال والتواصل مع القادة والصناعة وتأمين رأس المال. وهي بذلك تصبح الحاضنة المثالية في هذا المجال لقدرتها على تقليل المخاطر من خلال منح المبتكرين الفرصة والارضية المناسبتين للتجربة والفشل.
تستضيف كاوست بانتظام فعاليات وبرامج ريادة الأعمال في حرمها الجامعي مثل مسرعة "تقّدم" لتسريع المشاريع والشركات الناشئة، مما يعزز بيئة الجامعة كبيئة فريدة وجاذبة لريادة الأعمال. المصدر: كاوست.
يعتبر برنامج (تقّدم) أحد أشهر البرامج الرائدة التي يقدمها مركز جامعة الملك عبدالله لريادة الأعمال، وهو برنامج مشترك بين كاوست والبنك السعودي البريطاني (SABB) لتسريع المشاريع والشركات الناشئة. البرنامج حالياً في نسخته الثالثة حيث جرى تسريع 69 شركة ناشئة، حصلت جميعها على منح بقيمة 20,000 دولار من تمويل على شكل مساهمة في رأس المال، فضلاً عن تقديم الإرشاد، والمساحات المكتبية والمختبرية، والتواصل مع الجهات الصناعية والحكومية والاستشارية.
يعتبر برنامج (تقّدم) أحد أشهر البرامج الرائدة التي يقدمها مركز جامعة الملك عبدالله لريادة الأعمال، وهو برنامج مشترك بين كاوست والبنك السعودي البريطاني (SABB) لتسريع المشاريع والشركات الناشئة.
فريق الشركة الناشئة يونت إكس (UnitX) يطرح فكرته عن الشركة خلال نسخة سبتمبر 2018 من مسرعة المشاريع الناشئة "تقّدم". في الصورة من اليسار إلى اليمين: المؤسسين المشاركين ليونت إكس، كيران نارايانان وأنكيتا شري ورافي سامتاني. المصدر: كاوست.
فريق الشركة الناشئة يونت إكس (UnitX) أثناء عملهم في حرم الجامعة. الصورة بعدسة ريان يانغ يانغ.
وفي سياق زخم ريادة الأعمال في كاوست، أعلن رئيس الجامعة توني تشان أخيراً أن الجامعة ستقدم برنامج تعليم ريادة الأعمال لجميع طلبتها. ومن المتوقع أن يتم إطلاق البرنامج في عام 2020، حيث سيقدم فصول دراسية في مهارات التفكير والتصميم والقيادة والمهارات الأساسية اللازمة للتوظيف. كما ستطلق الجامعة صندوق تمويل يهدف إلى نقل الأبحاث من مرحلة الفكرة الى المختبر الى السوق.
لا ينحصر التزام كاوست بتعزيز وتنمية بيئة ريادة الاعمال داخل أسوارها فقط، بل يمتد ذلك ليشمل المملكة ككل خصوصاً أن ريادة الأعمال تلعب دوراً كبيراً في تنمية الاقتصاد الوطني والذي بدوره في صميم رسالة الجامعة. وفي هذا السياق، يوضح هتان أحمد، رئيس مركز ريادة الأعمال في كاوست بانهم يعملون على تسريع ريادة الأعمال داخل المملكة بأكملها من خلال اطلاق كاوست للبرامج التي تثقف رواد الأعمال وتقدم لهم التوجيه اللازم ليطلقوا مشاريع جديدة مؤثرة. وحتى الآن، تم تدريب أكثر من 8000 مبتكر من المملكة بالشراكة مع 18 جامعة سعودية وبتخريج 206 شركة ناشئة.
حصلت الشركة الناشئة "نوماد لحلول الطاقة الشمسية" من كاوست على تمويل من شركة البناء السعودية (CEPCO). المصدر: كاوست.
ويشهد صندوق جامعة الملك عبدالله للابتكار أيضًا نشاطًا من جانب الشركات المهتمة بالاستثمار في التقنيات النوعية. ففي العام الماضي، حصلت الشركة الناشئة "نوماد لحلول الطاقة الشمسية" من كاوست والمتخصصة في تقنية التنظيف الذاتي للألواح الشمسية دون الحاجة للماء-على تمويل من شركة البناء السعودية (CEPCO). وفي النصف الأول من عام 2019، شارك الصندوق في استثمارات بقيمة 4 ملايين دولار في شركتين ناشئتين في السعودية مع مركز أرامكو السعودية لريادة الاعمال (واعد).
رائد أعمال شاب يطرح أفكاره المبتكرة خلال مسرعة الأعمال "تقّدم" 2018 في كاوست. المصدر: كاوست.
وفي نظرتها للمستقبل، تعمل كاوست على توسيع دورها في دعم شركات التقنية المتطورة الناشئة في المملكة، وفي نفس الوقت ستقدم نفسها كمحطة للشركات الناشئة الدولية التي تتطلع إلى الوصول إلى السوق السعودية. فالجامعة لديها خطة استراتيجية في السنوات العشر القادمة تعتمد في جوهرها على قيادة البحوث العالمية والاستثمار في الشركات الناشئة من أجل وضع حلول مؤثرة للتحديات العالمية المشتركة في مجالات مهمة مثل عزل الكربون وتحلية المياه والزراعة الصحراوية.
ان كاوست، وما تمتلكه من شراكات صناعية وحكومية متميزة ونظام ريادة أعمال فريد من نوعه داخل حرمها الجامعي، يضعها في موقع الصدارة لقيادة الجيل الجديد من المبتكرين السعوديين إلى المستقبل.