التحق بالجامعة
الانتقال إلى الجامعة
انضم إلينا
وظائف أعضاء هيئة التدريس
رؤيتنا
المجلة العلمية
ألقت داڤا سوبل، المؤلفة الأكثر مبيعاً والكاتبة العلمية، كلمة في كاوست في 23 يناير 2019 خلال مشاركتها في برنامج الإثراء الشتوي الجامعي للعام 2019. الصورة بعدسة خلود معاذ.
-بقلمديفيد مورفي، أخبار جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية
تحرص داڤا سوبل، الكاتبة الأمريكية الأكثر مبيعاً، على أن تصف نفسها بأنها "حكواتيّة تستمتع بالعلوم". وُلدت داڤا سوبل في العام 1947 في منطقة البرونكس في مدينة نيويورك، ونشأت في أسرة منشغلة بالتحقيق العلمي، حيث درست والدتها الكيمياء، وكان والدها طبيباً. وتلقت سوبل في سن مبكرة التشجيع لمتابعة دراسة العلوم، وخاصة من خلال موهبتها المتفتّحة في صياغة الكلمة المكتوبة.
زارت داڤا سوبل جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) في 23 يناير 2019 كجزء من برنامج الإثراء الشتوي للعام 2019، وألقت فيها محاضرة أوضحت فيها أهمية الإحداثيات الجغرافية لخطوط الطول. وبشكل أكثر تحديداً، وصفت سوبل كيف أن خط الطول، كمسألة وقت، قد حلّ مشاكل في الملاحة التي تعتمد كلياً على ضبط الوقت بدقة.
بدأت المراسلة العلمية في صحيفة نيويورك تايمز سابقاً، والكاتبة الشهيرة المتخصصة بالموضوعات العلمية، حياتها المهنية في سبعينات القرن الماضي بالكتابة العلمية، وأصبحت منذ العام 1995 كاتبة متفرغة. تشمل كتبها، التي تهدف إلى كشف أسرار الزمان والمكان، كلاً من: " Longitude- خط الطول" (كتاب يروي حكاية جون هاريسون، صانع الساعات الإنجليزي الذي علم نفسه واخترع الكرونومتر البحري). " Galileo's Daughter- ابنة غاليليو" (الكتاب الذي يتحدث عن الأخت ماريا سيليست، ابنة العالم الإيطالي الشهير غاليليه غاليليو)؛ و"The Glass Universe- الكون الزجاجي" (قصة مجموعة عالمات مؤثّرات يعملن في مرصد كلية هارفارد).
في محاضرتها ضمن برنامج الإثراء الشتوي للعام 2019، لاحظت داڤا سوبل، الكاتبة الشهيرة، كيف أن البحارة والمستكشفين والملاحين عبر التاريخ استطاعوا بسهولة تحديد خطوط العرض، ولكن اكتشاف خطوط الطول كان دائماً أكثر صعوبة. مصدر الصورة: شترستوك.
وكان المستكشفون والملاحون والبحارة على مدار التاريخ بحاجة إلى أجهزة تمكّنهم من "حمل الوقت" معهم ومعرفة مكان وجودهم في جميع الأوقات. افتتحت سوبل محاضرتها في برنامج الإثراء الشتوي 2019 في كاوست بوصف سهولة حساب خطوط العرض على الأرض أو في البحر من خلال حركة الشمس والنجوم، الأمر الذي كان تحدياً يثبت دوماً أنه بعيد المنال.
أشارت سوبل إلى أنّه: "لا شيء متركّز في السماوات كمؤشر لخطوط الطول، إذ أن الأرض تدور دائماً". وقالت: "يستند تحديد خط الطول إلى حيلة معرفة الوقت في مكانين في وقت واحد: أي في المكان الذي نتواجد فيه وأيضاً في مكان خط طول معروف. كان ذلك صعباً جداً طوال معظم تاريخ البشرية. في الواقع، كان الأمر مستحيلاً، ومن المفزع الاعتقاد أن كل الاستكشافات قد تمت بالكامل من دون أن يعرف أحد أين مكانه".
غطّى القسم المتبقي من كلمتها مساحة واسعة من التاريخ بدءاً من "عصر الشراع" في العام 1571 إلى العصر الحديث واعتمادنا على الأدوات الملاحية مثل نظام تحديد المواقع العالمي GPS والهواتف الذكية. تحدثت سوبل عن شخصيات تاريخية مختلفة، بما في ذلك جون هاريسون، موضوع كتابها اتلأول "خط الطول".
بعد كارثة جزر سيلي البحرية في العام 1707، والتي عُدّ واحدة من أسوأ كوارث تاريخ البحرية البريطانية التي أسفرت عن فقدان أربع سفن حربية و1300 بحار، وضعت الحكومة البريطانية قانون خط الطول لعام 1714، وقدمت جائزة قدرها 20 ألف جنيه إسترليني (نحو 12 مليون دولار أمريكي اليوم) لكلّ من يمكنه حل مشكلة خط الطول. وفي نهاية المطاف فاز هاريسون بعد العديد من النماذج الأولية للساعات البحرية، ومعركة طويلة مع مجلس خطوط الطول والنخبة العلمية حينذاك.
قالت داڤا سوبل خلال محاضرتها في إطار برنامج الإثراء الشتوي 2019: "يستند تحديد خط الطول إلى حيلة معرفة الوقت في مكانين في وقت واحد: أي في المكان الذي نتواجد فيه وأيضاً في مكان خط طول معروف . كان ذلك صعباً جداً طوال معظم تاريخ البشرية". الصورة بعدسة خلود معاذ.
وأوجزت سوبل كيف أن البحث الرائد الذي قدّمه النجار الإنجليزي، الذي علم نفسه بذاته وتحوّل إلى صناعة الساعات، قد حل في نهاية المطاف أحد أكثر القضايا إثارة للقلق في القرن الثامن عشر: كيفية تحديد خط طول السفينة في البحر. وكان لإنجاز حياة هاريسون أن ينقذ أعدد من الناس لا تعد ولا تحصى في البحر.
وأوضحت سوبل: "كان على هاريسون، قبل أن يتمكن من المطالبة بالجائزة المالية، أن يثبت أن ساعته يمكن استنساخها. فأضيفت عدة إضافات جديدة إلى قانون خط الطول، نص أحدها على أنه سيتعيّن على هاريسون بناء ساعتين إضافيتين بالضبط مثل الساعة الرئيسية لإثبات إمكانية استنساخها من قبل الآخرين". وأضافت: "كان مجلس خطوط الطول أول وكالة بحث وتطوير في العالم ، وتمكّن المجلس حينها من تقديم منح لأشخاص لديهم أفكار واعدة".
وقالت سوبل للحضور: "انتهى الأمر بهاريسون في معركته مع مجلس خطوط الطول في أنه لم يتمكن من تنفيذ التصميم النهائي أبداً. كان لديه خطة لساعة تنظيمية قال إنها ستكون دقيقة ولن تخسر أكثر من ثانية واحدة خلال 100 يوم، وستستمر لمدة 100 عام من دون صيانة- إدعاء بدا مضحكاً وهزلياً تماماً في ذلك الوقت- إذ لم يكن هناك وقت لبنائها".
كان نيل أرمسترونغ، رائد الفضاء الشهير وأول رجل يسير على القمر، معجباً بجون هاريسون، صانع الساعات الإنجليزي الذي علّم نفسه والذي اخترع الكرونومتر البحري وحدد كيفية تحديد خطوط الطول في السفن. مصدر الصورة: شترستوك.
وتحدثت سوبل أيضاً عن نيل أرمسترونغ، رائد الفضاء الشهير ومهندس الطيران، وأول رجل يسير على القمر، وهو رجل معجب بهاريسون وعمله.
قالت سوبل: "سنحتفل هذا العام بالذكرى الخمسين لنزول أبولو 11 على سطح القمر. وقد قدّر أرمسترونغ جون هاريسون حقّ تقدير قبل صدور كتابي بكثير". وأضافت: "في الواقع، عندما عاد من القمر، قام هو وزملاؤه من رواد الفضاء بجولة حول العالم، وعندما زاروا مقر إقامة رئيس الوزراء البريطاني في لندن، رفع أرمسترونغ نخب جون هاريسون بوصفه الشخص الذي بدأ مشوار رحلتهم".
أكّدت داڤا سوبل أن مصير البشرية هو رهنٌ أيدينا مباشرة، واستخدامنا المستدام لتقنياتنا.
قالت داڤا سوبل، الكاتبة الأكثر مبيعاً، لجمهورها في محاضرة ألقتها في كاوست خلال مشاركتها في برنامج الإثراء الشتوي الجامعي 2019: "المستقبل بين أيدينا. كوكبنا سيتحسن كثيراً من دوننا إذا جعلناه مكاناً غير قابل للعيش، ولكن من أجل ازدهارنا، فإنّه المكان الذي يتعين علينا أن نوليه انتباهنا الآن". الصورة بعدسة خلود معاذ.
وقالت: "نعم، لدينا الكثير من التكنولوجيا، ونحن نعرف أقل وأقل، ونميل أكثر إلى اعتبار التكنولوجيا تحصيل حاصل. وجدت أن في الولايات المتحدة اعتماداً هائلاً على التكنولوجيا وكذلك وفي الوقت نفسه تجاهلاً صريحاً للعلم كما لو أنهما أمران لاعلاقة لأحدهما بالآخر".
وأضافت: "المستقبل بين أيدينا. كوكبنا سيتحسن كثيراً من دوننا إذا جعلناه مكاناً غير قابل للعيش، ولكن من أجل ازدهارنا، فإنّه المكان الذي يتعين علينا أن نوليه انتباهنا الآن".
واستطردت قائلة: "لا أحد بالطبع يحتاج في الوقت الحاضر إلى ساعة، لأن لدينا جميعاً نظام تحديد المواقع GPS ضمن هواتفنا. نحن نعرف بالضبط أين نحن في كل لحظة. ونعرف إلى أين نذهب. ثمّة صوت يوجّهنا: استدر لليسار، اتجه يميناً. لكن إذا فكرت في الأمر، فإنّ نظام تحديد المواقع العالمي، يعمل على نظام أقمار صناعية تدور في مدارات، أشبه بنجوم من صنع الإنسان. ومن ثمّ فإنّ الأقمار الصناعية تبثّ إشارات التوقيت من الساعات الذرية، لذا فإن نظام تحديد المواقع العالمي هو في الواقع الزواج المثالي لنظامين متنافسين من القرن الثامن عشر. ومن الطريف التفكير في ما كان يمكن أن يقدمه مجلس خطوط الطول في هذا الشأن".