Top

كاوست تنشر دراسة في البحر الأحمر عن اكتشاف نادر يشرح كيفية بدء الحياة على الأرض

البروفيسور دانييلي دافونشيو والبروفيسور فولكر فاهرينكامب في موقع الدراسة.

اكتشف باحثون في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) تكوينًا رسوبيًا حيويًا نادرًا قبالة جزيرة شيبارة في البحر الأحمر، والتي تعد من المشاريع السياحية الضخمة في المملكة العربية السعودية. وتمثل هذه التكوينات الحيوية، التي تمتد على مساحة خمس هكتارات، المجموعة الثانية فقط من "الستروماتوليت" الحية، التي تم العثور عليها على الإطلاق في البيئات البحرية الطبيعية. يمكن قراءة الدراسة في المجلة العلمية (Geology). 

"الستروماتوليت" هي صخور رسوبية تضم أحافير للحياة الأولى على الأرض التي ظهرت منذ حوالي 3,4 مليار سنة. وهي من الصخور النادرة في الوقت الحالي، ولا توجد إلا في البيئات ذات الظروف الشديدة، مثل البرك الملحية والبحيرات شديدة الملوحة. وهي عبارة عن كربونات ميكروبية يُعتقد أنها أنتجت الأكسجين في الغلاف الجوي، مما أدى إلى تحويل الغلاف الجوي للأرض لدعم الحياة. يتم إنتاج الأكسجين عادة عن طريق ميكروبات التمثيل الضوئي التي تسمى البكتيريا الزرقاء. 

تؤكد دراسة كاوست وجود مجتمع معقد ومتنوع من الميكروبات التي تعيش في تكوينات "الستروماتوليت" في جزيرة شيبارة، بما في ذلك البكتيريا الخيطية الشبكية (reticulated filaments)، والتي توجد فقط في الكهوف. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها ملاحظة مثل هذه البكتيريا في تكوينات "الستروماتوليت" الموجودة في بيئة معرضة لضوء الشمس. 

يشار إلى أن البكتيريا الخيطية ما هي إلا مجرد مثال واحدة للعديد من الخصائص غير العادية التي وجدها العلماء في تكوينات "الستروماتوليت" في شيبارة. وفي هذا السياق قال البروفيسور فولكر فاهرينكامب، الذي قاد هذه الدراسة "تعيش هذه الستروماتوليت في بيئة غنية بالتنوع البيولوجي. وهذا يختلف تمامًا عن الستروماتوليت الأخرى، التي تعيش في بيئات محدودة وقليلة التنوع البيولوجي".  

بعض تكوينات صخور "الستروماتوليت" في جزيرة شيبارة.

ومن ناحية أخرى، كشف تحليل إضافي أجراه البروفيسور دانييلي دافونشيو في كاوست، أن تكوينات "الستروماتوليت" المكتشفة تشترك في التركيبة الميكروبية "بشكل رائع" مع تلك التي عُثر عليها في البيئة البحرية في جزر البهاما في المحيط الأطلسي . 

في حين أن هذه الدراسة لا تعكس سوى مرحلة أولية من البحث، فقد تم بالفعل التواصل مع فريق كاوست من قبل علماء تابعين لمهمة المريخ، حيث إن وجود تكوينات "الستروماتوليت" على المريخ من شأنه أن يقدم دليلاً على وجود الأكسجين في مرحلة مبكرة هناك، كما أن دراستها بصورة مفصلة على الأرض سيساعد على شرح كيفية تشكل الحياة على المريخ، إن وجدت. 

وأضاف فولكر أن هذه الدراسة ستساهم أيضًا في التنمية السياحية الحصرية للبنية التحتية لمنطقة جزيرة شيبارة، من خلال إنشاء معرض تعليمي فريد حول كيفية بدء الحياة على الأرض.