Top

التخطيط المهني لأساتذة الغد

قدّم الدكتور بول دالبي، المستشار التنفيذي وعالم النبات، ورشة عمل لمدة يومين في حرم جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، حضرها زملاء ما بعد الدكتوراه في علوم النبات. صورة ملف.

يفوق عدد زملاء ما بعد الدكتوراه عن ربع عدد الباحثين في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، بمن فيهم أعضاء هيئة التدريس والطلبة. فبعد أن ينهوا دراستهم ويحوزوا على درجة الدكتوراه، يأتي باحثو ما بعد الدكتوراه إلى جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية لتلقي تدريب إضافي يحصلون خلاله على استقلاليتهم كعلماء وقادة في المجالات التي يختارونها. وبمجرد وصولهم إلى جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، يتعلمون سريعاً أن تولّي مسؤولية أكاديمية أو قيادية هو عمل ينطوي على ما هو أكثر من مجرّد نشر الأبحاث الأكاديمية.

فالانتقال إلى المستوى التالي يتطلّب منهم معرفة كيفية إنشاء هوية مهنية، وكيفية إدارة ديناميكيات الفريق، وكيفية قيادة مجموعة، وكذلك كيفية بناء مهارات فعالة لإدارة الوقت لأنفسهم وللآخرين. لمساعدة زملاء ما بعد الدكتوراه على تعلم هذه المهارات، بادر أعضاء هيئة التدريس في برنامج علوم النبات في قسم العلوم والهندسة البيولوجية والبيئية BESE في الجامعة إلى رعاية برنامج تطوير القيادة البحثية للباحثين الجدد في مجال علوم النبات.

وقد تكلّف بالبرنامج البروفسور بيير ماجيستريتي، عميد قسم العلوم والهندسة البيولوجية والبيئية في الجامعة، ومجموعتان هما: برنامج دعم زملاء بعد الدكتوراه والباحثين، وكذلك مكتب رعاية الأبحاث OSR، تحت إشراف البروفيسور الكبير جان م. ج. فريشيه، نائب الرئيس الأول للأبحاث والابتكار والتنمية الاقتصادية في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية.

الدكتور بول دالبي، المستشار التنفيذي وعالم النبات، يتحدث مع زميل في علوم النبات في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية خلال ورشة عمل أقيمت مؤخّراً ليومين في الجامعة، لزملاء ما بعد الدكتوراه. صورة ملف.

قدّم الدكتور بول دالبي، المستشار التنفيذي وعالم النبات الأسترالي وعضو هيئة التدريس السابق، ورشة عمل تفاعلية مكثفة استغرقت يومين، استقطبت 24 باحثاً مهنياً مبتدئاً تعلموا خلالها كيفية صياغة مقترحات المنح الناجحة، وكيفية خلق وعي ذاتي وبناء مهارات قيادية ووضع خطط مهنية، وسبل صياغة البحوث وتدريس البيانات.

غطت ورشة العمل أهم جوانب المرحلة الانتقالية التي يعبرها الزميل من باحث إلى رئيس برنامج. وقد ركّز زملاء ما بعد الدكتوراه، في خلق هوياتهم المهنية، على أدوات تسويق، مثل الترويج الفعال للذات من خلال الاعتراف بمساهمات أعضاء الفريق، ودور وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز العلوم.

في اليوم الثاني من ورشة العمل، تلقى زملاء بعد ما الدكتوراه دورة مكثفة عن إدارة المشاريع، والتحقق من منطقية البرنامج، وتخطيط الأعمال والمشاريع، ووضع الميزانيات وإدارتها. وناقش الجزء المركزي من ورشة العمل كيفية جذب الأموال من مصادر مختلفة، كالحصول على المنح والتمويل من الجهات العامة والخاصة. وأخيراً، وضع زملاء ما بعد الدكتوراه خططاً استراتيجية مهنية خاصة بهم.

قال دالبي: "أبهرني الاندفاع والمبادرة الذاتية في هذه المجموعة". وأضاف: "كان زملاء ما بعد الدكتوراه في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية متحمسين وتوّاقين لتعلم كيفية متابعة مساراتهم المهنية بخطط واضحة وشغف".

وقالت الدكتورة ساندرا شوموكل، زميلة ما بعد الدكتوراه: "لقد منحني هذا البرنامج الثقة في قدرتي على الانتقال إلى المرحلة المقبلة من حياتي المهنية كأستاذة مساعدة. وأنا أخطّط للتقدّم لأول منحة عندما أبدأ وظيفتي الجديدة."

وجدير بالذكر أنّ المهارات التي تم تطويرها خلال ورشة العمل سيتم تعزيزها في أنشطة متابعة ينظّمها فريق دعم زملاء ما بعد الدكتوراه والباحثين، ومكتب رعاية الأبحاث. حيث سيشارك زملاء بعد الدكتوراه في برامج تساعدهم في إعداد طلب توظيف في هيئة التدريس، وإجراء مقابلة مع لجنة مقابلة، وكتابة طلب تقديم لتمويل بحث علميّ.

وبوصفهم المحرك الرئيسي للبحوث في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، يلعب زملاء ما بعد الدكتوراه دوراً حيوياً في مساعدة الجامعة على تحقيق رسالتها في أن تكون جامعة بحثية كبرى تتصدى للتحديات العالمية من خلال البحث والتعليم العلمي والتقني. إنّ مساعدة زملاء ما بعد الدكتوراه في الاستعداد للحصول على وظيفة في جامعات أخرى، يتيح للقطّاعين الحكومي والخاص توسيع نطاق تأثير الجامعة إلى جميع أنحاء العالم، وبناء روابط دائمة للجامعة.

ومن جهته، قال داميان لايتفوت، رئيس برنامج دعم زملاء ما بعد الدكتوراه والباحثين في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية: "طرح زملاء بعد الدكتوراه في قسم علوم النبات مبادرة كبيرة من خلال دفع الموجهين من أعضاء هيئة التدريس إلى تقديم هذا البرنامج. ونأمل أن تحذو مجموعات الزملاء الأخرى حذوهم".

 ​