Top

دراسة جديدة تكشف أن أسماك اللقيطة التشيلية هي من ضمن الأسماك التي تغوص لأعماق كبيرة.

كان الاعتقاد السائد سابقاً أن أسماك اللقيطة التشيلية (Mobula tarapacana) هي من الكائنات البحرية التي تعيش في المياه الضحلة والدافئة فقط. ولكن كشفت دراسة جديدة قام بها علماء من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في المملكة العربية السعودية بقيادة عالم الأحياء الدكتور مايكل بيرومين وبعض الباحثين والزملاء الدوليين أن هذه المخلوقات الكبيرة هي في الواقع من ضمن الأسماك التي تغوص لأعماق كبيرة في المحيطات. وتم نشر الدراسة في ورقة بحثية في مجلة (Nature Communications) بتاريخ 1 يوليو 2014.

وقال الدكتور بيرومين "المعلومات المتوفرة عن أسماك اللقيطة محدودة للغاية وكنا نشتبه في أنها تقطع مسافات طويلة أفقياً، ولكننا تفاجأنا أيضاً أنها من الكائنات البحرية التي تغوص في الأعماق وبسرعة".

استخدم الباحثون أجهزة تعقب بالأقمار الصناعية قابلة للفصل تثبت على جسم السمكة وتسمى (PSATs) لتسجيل أنماط حركة 15 من أسماك اللقيطة التشيلية في وسط وشمال المحيط الأطلسي خلال عامي 2011 و 2012. وتبقى أجهزة التعقب مثبتة على جسم السمكة لمدة تصل إلى 9 أشهر، وتقوم خلال هذه الفترة برصد درجة حرارة الماء ومستوى العمق. وبمجرد فصل هذه الأجهزة من جسم السمكة تطفو على السطح و تبدأ بإرسال البيانات إلى أجهزة كمبيوتر موجودة على الشاطىء عبر نظام أرغوس (ARGOs) للأقمار الصناعية.

ويضيف الكاتب الأول للورقة سايمون ثورولد،عالم أحياء من معهد وودز هول لعلوم المحيطات في الولايات المتحدة: "نستطيع بواسطة هذه البيانات عرض تحركات هذه الحيوانات على خريطة ثلاثية الأبعاد، ويمكننا أيضاً التعرف على نمط حياتها في بيئتها في المحيط – أين تذهب ومتى ولماذا". وفي حين أننا لا نعرف ماذا تفعله هذه الأسماك في هذه الأعماق، إلا أن بيانات الغوص تشير إلى أنها تقتات على أعداد كبيرة من الأسماك التي تعيش في المياه العميقة.

وساهم الباحثون من مصائد الأسماك البحرية في ولاية ماساشوسيتس في الولايات المتحدة أيضاً في هذه الدراسة. وجاء تمويل هذا البحث من المؤسسة الوطنية للعلوم، ومؤسسة هاريسون، رودني وإليزابيث بيرينز، جامعة الملك عبدالله، والمؤسسة البرتغالية للعلوم والتقنية / وزارة التربية والتعليم والعلوم، والمشروع الاستراتيجي LARSyS، ومعهد وودز هول.