التحق بالجامعة
الانتقال إلى الجامعة
انضم إلينا
وظائف أعضاء هيئة التدريس
رؤيتنا
المجلة العلمية
في إطار التوجه العالمي الجاري لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية، يبرز أمن الطاقة كعنصر نجاح حاسم لتطور شعوب العالم. ويحتل موضوع الطاقة، واستدامتها دورًا مركزيًا في تشكيل مسار الدول النامية. إذ إن عدم إمكانية الوصول إلى مصادر طاقة منخفضة التكلفة، ويمكن الاعتماد عليها شكل تحد كبير لجهود التنمية في هذه الدول على مدى عقود عديدة. كما أن التحديات المرتبطة بالطاقة لا تحد من تحقيق الاحتياجات الأساسية للسكان فحسب، بل تعيق أيضًا قدرتهم التنافسية على الساحة الدولية.
وفي هذا السياق، تعاون مركز الحفز الكيميائي في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، ومكتب الاستدامة في الجامعة لاستضافة الفريق المؤسس لشركة التقنية الناشئة النيجيرية نيوديجت تيكنولوجيز (Newdigit Technologies)، لتطوير مشروعهم التجريبي الرائد "أضف الماء فقط" القائم على تسخير قوة المياه لتوليد الكهرباء وإنتاج غاز الطهي بالهيدروجين. ويهدف هذا المشروع لدعم أهداف أمن الطاقة في نيجيريا، وفي الوقت نفسه معالجة مشكلة أخرى تواجهها العديد من المجتمعات الريفية هناك والمتمثلة بسوء جودة الهواء داخل المساكن نتيجة استخدام مواقد الطهي بالحطب أو الوقود الأحفوري.
تعمل هذه التقنية باستخدام التحليل الكهربائي لفصل الماء إلى هيدروجين وأكسجين عند توصيله بالكهرباء القادمة من الألواح الشمسية الكهروضوئية. ويمكن استخدام الهيدروجين الناتج كغاز نظيف للطهي، في حين أن خلية الوقود، عند تزويدها بالهيدروجين والأكسجين، تولد الكهرباء وتنتج مياه شرب نظيفة. توفر هذه الوظيفة المزدوجة حلاً مستدامًا لتوليد الكهرباء والطهي النظيف والحصول على مياه نقية صالحة للشرب.
أقام فريق شركة نيوديجت الناشئة المكون من ديريك نواسور ومايكل أوديلي، وجوي إيجبي، قائدة الفريق وكبيرة مسؤولي التأثير في الشركة في حرم كاوست لمدة أربعة أشهر، وعملوا على معالجة التحديات الرئيسية التي يطرحها نموذجهم التجريبي والمتمثلة في تحسين كفاءة خلايا الوقود وضمان سلامة الموقد. واستطاعوا معالجة ذلك بنجاح وبمساعدة من المهندسة ناتاليا مورلانيس، والبروفيسور خورخي جاسكون رئيس مركز الحفز الكيميائي في كاوست.
استفاد ديريك نواسور من وقت إقامته في الجامعة بالمشاركة في العديد من الدورات التدريبية في مجالات مهمة مثل تصميم الواح الخلايا الشمسية والكهروضوئية وتركيبها، يقول "وفرت لنا كاوست بيئة مثالية للابتكار ولسد الفجوة بين البحث العلمي وتطبيقه وتسويقه، وهي مهمتنا الأساسية".
وأضاف زميله مايكل أوديلي "إنه حقًا امتياز كبير أن تكون جزءًا من المجتمع البحثي في كاوست. لقد منحنا عملنا هنا أساسًا قويًا لتطوير شركتنا الناشئة وإحداث فرق حقيقي في نيجيريا".
ومن ناحية أخرى، فإن تأثير مبادرة "أضف الماء فقط" لا يقتصر على نيجيريا فقط، بل يتجاوزها ليشمل أيضًا البلدان الأخرى التي تعاني نقص الكهرباء، ويعتمد سكانها على الوقود الأحفوري لأغراض الطهي. ومن الممكن أن تعمل مثل هذه التقنيات منخفضة التكلفة والصديقة للبيئة على تقليل انبعاثات الكربون، وتحسين جودة الهواء الداخلي، والطهي النظيف، وتوفير الوصول إلى الكهرباء للعديد من المجتمعات، ومن ثم التأثير بشكل أكبر على رفاهيتها وتسهيل إقامة الأنشطة الاجتماعية المختلفة، والتي غالبًا ما تعتبر أمراً بديهيًا في الدول الأخرى التي تتوفر فيها الكهرباء بسهولة.
يقول البروفيسور خورخي جاسكون " أن تكون جزءًا من مشروع له هذا التأثير المباشر لم يكن امتيازًا فحسب، بل كان تجربة رائعة تسلط الضوء على الدور المهم الذي تلعبه كاوست في مجالات الاستدامة وتحسين تكلفة توليد الطاقة".
إضافة إلى الزخم الإيجابي الذي حققته شركة نيوديجت الناشئة، حصل الفريق على جائزة قدرها 20,000 دولار أمريكي لاختبار فكرتهم بعد أن تم إدراجها في القائمة المختصرة لجائزة ميلكن موتسيبي (Milken Motsepe) للطاقة الخضراء، وهي مسابقة مرموقة تدعم الحلول المبتكرة للطاقة المتجددة. ويأمل الفريق في الاستمرار إلى الدور نصف النهائي، حيث يتم منح 70 ألف دولار أمريكي للخمسة المتأهلين للتصفيات النهائية التي يحصل الفائز النهائي بها على جائزة نقدية بقيمة مليون دولار أمريكي لتطوير تقنيته والوصول بها إلى آفاق جديدة. وتؤكد قائدة الفريق جوي أن فرصة العمل مع باحثي كاوست هي إحدى المحفزات الرئيسية لنجاح فريقها المحتمل بهذه الجائزة.