Top

رحلة تاريخية إلى أعماق في البحر الأحمر

تمكن المستكشف فيكتور فيسكوفو من بعثة كالادان أوشيانك، والمهندس محمد الجحدلي من مختبر الموارد الساحلية والبحرية في كاوست، من استخدام أنظمة الغوص الأكثر تطوراً في العالم، التي تمثلت بالغواصة المتطورة تريتون، للوصول الى قاع غور سواكن، الذي يعتبر أعمق نقطة في البحر الأحمر. المصدر: Atlantic Productions

بعد نجاحه في الغوص إلى أعمق نقطة في البحر الأبيض المتوسط منتصف شهر فبراير الماضي، توجه المستكشف فيكتور فيسكوفو وملاحي بعثة كالادان أوشيانك (Caladan Oceanic) على متن سفينة الأبحاث برشر دروب (Pressure Drop)، إلى البحر الأحمر عبر قناة السويس. وعند وصولهم قاموا بالعديد من عمليات الغوص الاستكشافية في البحر الأحمر بالتعاون مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، واستطاعوا - ولأول مرة في التاريخ - من القيام بغوص "مأهول" الى أعمق نقطة في البحر الأحمر، وهي "غور سواكن" (عند 2777 مترًا / 9111 قدمًا) باستخدام الغواصة المتطورة تريتون (Triton). كما قام الفريق أيضًا بالغوص الى "بركة كبريت" الضحلة والمهمة من الناحية العلمية، التي تبعد 250 ميلاً نحو الشمال وبعمق (1470 مترًا / 4823 قدمًا).

وانضم الدكتور ألان جاميسون من جامعة نيوكاسل إلى جانب فيسكوفو، في أول مهمة غوص لبركة كبريت، حيث عمل كمراقب للمهمة التي استغرقت نحو خمس ساعات. بينما رافق المهندس محمد الجحدلي من مختبر الموارد الساحلية والبحرية في كاوست، فيسكوفو في أول نزول إلى قاع غور سواكن، أعمق نقطة في البحر الأحمر.

 

المستكشف فيكتور فيسكوفو بجوار أحد أنظمة الغوص المتطورة. المصدر: Tamara Stubbs.

 ​
ويتميز كل من غور سواكن وبركة كبريت بسمات فريدة من الناحية الجيولوجية، حيث أن كلاهما "بحيرات ملحية" في قاع البحر، تختلف اختلافًا كبيرًا في طبيعتها عن مياه البحر فوقها. وتخلق هذه الميزة "شواطئ" مميزة تحت الماء، بين مياه البحر العادية في الأعلى وأحواض المياه المالحة فائقة الكثافة، التي تستقر في مراكز الأعماق والتي يبلغ متوسط عمقها حوالي 10 أمتار. ولاحظ الفريق وجود "مداخن" غير نشطة مغطاة بالمعادن والاسفنج في "شواطئ" بركة كبريت. كما غاص الفريق أيضًا الى فوهة بركان قديم تحت الماء في غور سواكن، لدراسة بنيته الجيولوجية الفريدة.

المستكشف فيكتور فيسكوفو (يسار) والمهندس محمد الجحدلي من مختبر الموارد الساحلية والبحرية في كاوست (يمين).

 
ويقول فيسكوفو: "سعدت برفقة محمد الجحدلي إلى قاع البحر الأحمر في رحلة غوص مأهولة، تعتبر الأولى في التاريخ في هذه المنطقة، وهذا ما يجعله أول سعودي يغوص الى هذه الأعماق الجديدة. ويضيف:تواصل بعثتنا الاستكشافية هذا العام في المحيطين الهندي والهادئ ونأمل في استكشاف أكبر عدد ممكن من المناطق الجديدة، التي لم يتم استكشافها من قبل في هذه المحيطات".

المستكشف فيكتور فيسكوفو يعمل داخل أكثر أنظمة الغوص واستكشاف المحيطات تطوراً في العالم.

 
يقول جاستن ماينار، المدير التنفيذي للمختبرات والمرافق الأساسية في كاوست: " نحن متحمسون جداً للتعاون مع بعثة كالادان أوشيانك، وفخورون جداً بأن يكون المهندس محمد الجحدلي من كاوست هو أول سعودي يصل إلى أعمق نقطة في البحر الأحمر، الذي يعتبر من البحار غير المسكتشفة تقريبًا، وأولوية بحثية رئيسية لكاوست، فضلا عن كونه مورد مهم للمملكة يستدعي الدراسة والبحث. الأمر الذي حققته شراكتنا مع المستكشف فيكتور فيسكوفو".


الغواصة الاستكشافية أثناء إنزالها من سفينة الابحاث لإجراء عمليات في المحيط. تستطيع هذه الغواصة المتطورة الوصول لأعماق كبيرة في المحيطات المختلفة.

 
ستكون المحطة التالية لبعثة كالادان أوشيانك في عام 2020 جزر سيشيل وجزر المالديف، من خلال الشراكة مع منظمة نيكتون (Nekton) في المحيط الهندي. للمزيد من التفاصيل حول هذه البعثة الاستكشافية التي تستغرق شهرًا، قم بزيارة الرابط www.nektonmission.org.

وللمزيد من المعلومات، قم بزيارة موقع caladanoceanic.com ومتابعة أخر المستجدات على تويتر @CaladanOceanic وانستغرام @CaladanOceanic وفيسبوك @CaladanOceanic .