التحق بالجامعة
الانتقال إلى الجامعة
انضم إلينا
وظائف أعضاء هيئة التدريس
رؤيتنا
المجلة العلمية
محاضرة عن علم الطيور ضمن فعاليات برنامج الاثراء في الخريف في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية
قد يعتقد البعض أن الثدييات هي أكثر الكائنات تنوعاً وذكاءً وإثارةً للاهتمام على وجه الأرض، لكن عند التعرف على الطيور من فصيلة الحبليات وغيرها من الطيور التي يتواجد منها أكثر من 40 نوعا قد يتغير رأيك. وألقى البروفيسور كيمبرلي سميث، استاذ علوم الأحياء الزائر بجامعة اركنساس محاضرة خلال برنامج الاثراء في الخريف الأول رسم خلالها صورة جذابة ومثيرة للاهتمام عن حياة وسلوك الطيور المنتشرة حولنا في كل مكان، والتي غالبا ما يتم تجاهلها.
قال البروفيسور سميث "هناك ما يقرب من 10.500 نوعاً من الطيور من 250 أسرة، وعلى الرغم من اعتقادنا بأننا قد اكتشفنا أكثر أنواع الطيور، إلا إنه لا يزال هناك أنواع جديدة يتم اضافتها من خلال التحليلات الجزيئية". وتتنوع الطيور من حيث الأحجام والأوزان فعلى سبيل المثال: يبلغ وزن طائر الطنان 1.6 كجم فقط، بينما يبلع وزن النعامة ما يزيد عن 130 كجم. كما أنها تأتي بألوان مختلفة ومتنوعة.
ويتألف ريش جميع الطيور من الكيراتين، وهي نفس المادة المكونة لشعر وأظافر الانسان. وتحدث البروفيسور سميث عن أهمية الريش للطيور، فعلى الرغم من أننا قد نرى هذا الريش كزينة جميلة للطيور ولكنه يساعدها على الطيران، ويحافظ على ثبات الحرارة الداخلية لجسم الطائر، وهو مختلف وغير متشابه، فهناك أنواع مختلفة من الريش تقوم بوظائف معينة، مثل ريش الطيران على الأجنحة، والريش الموجود بأسفل الطيور والذي يساعد على بقاء الطيور دافئة.
وتستخدم الطيور مناقيرها، التي تأتي في أحجام وأشكال مختلفة، في العثور على الطعام وتناوله. وقد استعرض البروفيس سميث منقار طائر الفلامنغو، الذي يشبه فك الحوت، مما يمكنه من ترشيح وتصفية الطعام من المياه. بينما بعض الطيور الأخرى مثل الماكاو على سبيل المثال لديها مناقير معكوفة تسمح بتكسير البذور والمكسرات، واستخلاص لب الفاكهة. بالمقارنة، فإن عصفور الشرشور لديه منقار متصالب يستخدمه لإزالة البذور من أكواز الصنوبر الموجودة بوفرة في نصف الكرة الشمالي.
وتطرق البروفيسور سميث الى أهم سمة لدى الطيور وهي الطيران، هذا الحدث المدهش الذي أبهر الانسان منذ قديم الزمان. حيث وهبها الله تركيبة تمكنها من القيام بذلك، مثل ريش خفيف وبنية مبسطة، وهيكل عظمي أجوف وخفيف، وصلب كفاية بما يمكنها من الصمود في وجه ضغوط الطيران والهبوط. كما تتميز عضلات الطيور وأعضائها الداخلية بمركزيتها، مما يساعد على تمركز وزنها بالقرب من مركز الجاذبية بأجسامهم.
ويقول البروفيسور سميث " التعبير القائل " لديه عقل مثل عقل العصفور" في وصف شخص قليل الذكاء هو تعبير خاطئ ، لأن الطيور في واقع الامر ، تتمتع بذكاء حاد". ثم أشار البروفيسور سميث إلى الجهود البحثية للدكتور ايرين بيبربيرغ، عالم نفس الحيوانات، الذي قام بدراسة طائر الببغاء الأفريقي الرمادي أليكس خلال المدة من عام 1977م الي عام 2007م. وربما يكون أليكس أحد أكثر الطيور شهرة في التاريخ، حيث بلغت مفردات أليكس وقت وفاته 150 كلمة، كما كان يستطيع تحديد 50 شكلا وشيئا، وأن يحصي عدد مجموعات الأشياء حتى ستة مجموعات.
ولكن الببغاوات ليست هي الطيور (الذكية) الوحيدة. فإن الغراب لديه ذاكرة تستطيع حل المشكلات وقدرة على استخدام الأدوات. فعلى سبيل المثال: غراب كاليدونيا الجديدة يستطيع تصميم أدوات بأحجام مختلفة الحجم لاستخراج الطعام من الحشرات الكامنة بالأشجار. كسارة البندق، هو أيضا غراب يستطيع تخزين ما بين 5000 إلى 30000 من حبات الصنوبر والجوز في مخابئ يقوم باستخدامها على مدار العام لإطعام صغاره . ويوضح د. سميث " أن المفهوم الحديث يفيد بأن عقول الطيور معقدة مثل عقول الثدييات. وعلى الرغم من أن بعض الطيور مثل أليكس يمكنها أن تتعلم الكلمات البشرية، إلا أن الطيور أيضا لها صيحاتها والألفاظ المركبة الخاصة بها التي تمكنها من التواصل مع الطيور الأخرى، فعندما تستمع لطير ما يغرد فلا تظن أن هذا مجرد تغريد بسيط دون معنى، بل أنه وسيلة مهمة للتواصل والترابط بين مجموعات الطيور".
ويعقب د. سميث " إذا كان المرء يعتقد أن تربية الأطفال معقد، فعليه النظر في طريقة تربية الطيور لصغارها. ففي المملكة العربية السعودية ينتهج طائر أبو قرن الأفريقي الرمادي استراتيجية فريدة في التكاثر، حيث يقوم الذكور بحفظ الإناث وبيضها في حفرة من الطين لحين انتهائها من تربية فراخها ويقومون بإمدادهم بالطعام من خلال ثقب في الجدار الطيني، ثم يقوم الزوجين بكسر جدران الطين معاً عندما تكون الفراخ جاهزة للخروج".
وأعرب البروفيسور سميث عن سعادته بزيارة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بقوله: "تلعب بيئة المملكة العربية السعودية دوراً هامة جداً في ظاهرة هجرة الطيور، فالكثير من الطيور تهاجر عبر المنطقة في الربيع والخريف حيث تأخذ هذه الهجرة الطيور من أفريقيا إلى آسيا وأوروبا في فصل الربيع، ثم يعودون في الخريف. كما أشار البروفيسور سميث إلى أن ما يقدر من 500 مليون طائر تمر عبر منطقة الشرق الأوسط مرتين سنويا. ويهتم البروفيسور سميث اهتماما خاصا بهجرة الطيور نظراً لأنه يقوم من خلال منصبه الحالي بجامعة ولاية أركنساس بإجراء أبحاث عن هجرة الطيور في أمريكا الجنوبية من خلال مؤسسة INTERNACIONALES.
وكانت زيارة ملعب الجولف لمشاهدة الطيور جزء خاص من فعاليات د. سميث أثناء برنامج الاثراء في الخريف. ويقول د. سميث" إن ملعب الجولف يعج بالطيور، وقد تعجبت كثيراً من الأنواع العديدة التي رأيناها هناك حيث شاهدنا ستة أنواع على الاقل من طيور مالك الحزين بالاضافة الي مجموعة متنوعة من الطيور الساحلية. كما اكتشفنا مستعمرة من عشش طيور الحباك الشُّرشُوريَّة النادرة والتي لا توجد الا في شبه الجزيرة العربية".
كان لمحاضرة البروفيسور سميث ورحلة مشاهدة الطيور أثراً كبير في القاء الضوء وتعريف أعضاء مجتمع جامعة الملك عبدالله بعالم الطيور الجميل. وأعرب البروفيسور كيمبرلي سميث عن سعادته بهذه الفرصة قائلاً :" كان الجميع متحمسا لرؤية الطيور في الحرم الجامعي، وأنه ليسعدني دوماً دعوة الجميع إلى عالم الطيور ومساعدتهم على أن يصبحوا أكثر اهتماماً بهذه المخلوقات الرائعة".