Top

مؤتمر مواهب المستقبل يُظهر كيف تلبي كاوست حاجة سوق العمل للمواهب

تقود جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) شراكات الابتكار والصناعة التي تدفع الذكاء الاصطناعي وتبني الاستدامة. هذا ما تم التأكيد عليه خلال مؤتمر مواهب المستقبل (Fireside Talks) الذي ركّز على الإعداد الاستراتيجي للمواهب في كاوست لموائمة الاحتياجات المتغيرة لسوق العمل في المملكة. انقسم اليوم إلى ثلاث محادثات أجراها ممثلو القطاع الصناعي من كافة أنحاء المملكة إلى جانب خبراء من كاوست، بهدف إظهار المواهب التي يتم بناؤها في القطاعات ذات الأهمية في المملكة. 

وقد تم تنظيم هذه الندوات بالتزامن مع معرض الربيع للتوظيف في كاوست، في الفترة بين 5 إلى 6 مارس، بمشاركة خبراء أكاديميين وصناعيين يستكشفون اتجاهات السوق ومشهد القوى العاملة المتطور في المملكة. وقالت الدكتورة نجاح عشري، النائب والمشارك الأعلى لرئيس الجامعة للتقدم الوطني الاستراتيجي، إن كاوست تعمل على تعزيز التميز التقني والنمو المستدام في المملكة من خلال أبحاثها التعاونية وسعيها لتنمية القوى العاملة الماهرة. 

"إننا نقف على مفترق طرق في عصر يتسم بالتغيير، ليس فقط في المملكة، بل على مستوى العالم. إن رحلتنا نحو الاقتصاد الأخضر والتمكّن التقني هي حقيقة ملموسة. ويتجلى ذلك من خلال مبادرات كاوست الاستراتيجية والتعاون على مستوى عالمي. إن دورنا في كاوست في ظل هذا التحول جليّ، ألا وهو تنمية المواهب والخبرات المهنية اللازمة لمواكبة هذه التغييرات." 

وأكدت غنيمة أبو حيمد الحاصلة على درجة الدكتوراه من كاوست والرئيس التنفيذي لشركة غراس الزراعية من وحي تجربتها الخاصة على أهمية الاستفادة من الابتكارات الأكاديمية من خلال ريادة الأعمال. وقالت إن على العلماء تعلّم كيفية التفكير بشكل أقرب إلى تفكير روّاد الأعمال، والعكس صحيح، قائلة: "ويتم ذلك في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية من خلال استراتيجيتها." 

التركيز على قطاعات محددة 

ومن بين الصناعات العديدة التي يهدف التعليم في كاوست إلى دعمها، الذكاء الاصطناعي والاستدامة. 

وتحدّث الدكتور يورغن شميدهوبر، مدير مبادرة الذكاء الاصطناعي في كاوست، عن الدور الثوري الذي يلعبه استخدام الذكاء الصناعي (الأتمتة)، والتي سيحل محل معظم الوظائف الأساسية التي يؤديها البشر حاليًا، قائلاًِ: "سيعمل الذكاء الاصطناعي على إحداث تحول في كل جانب من جوانب حضارتنا". وأضاف أنه على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي سيغير جميع مكونات المجتمع الإنساني، بما في ذلك سوق العمل، إلا أنه سيساهم في خلق فرص وظيفية جديدة، مع بقاء المنافسة على العمالة الماهرة بين الناس، وليس ضد الآلات. 

وأكّد الدكتور ياسر العنيزان، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للذكاء الاصطناعي بالهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، إلى أن إمكانية زيادة الوظائف والكفاءة من خلال التعاون بين الإنسان والذكاء الاصطناعي ستستمر. وأشار إلى أهمية الاعتماد على التكيف والإبداع كصفات إنسانية قوية في الفترة الانتقالية، مضيفاً أن الشراكة مع مؤسسات مثل كاوست لتحسين الذكاء الاصطناعي أمر بالغ الأهمية أيضًا. وقال: "إنه وقت مثير مع ما يحدث في مجال الذكاء الاصطناعي بشكل عام. إنها فرصة ذهبية في المملكة". 

وينطبق الأمر نفسه على الاستدامة. قال الدكتور روبن كوستا، مدير المشاركة في الاستدامة والأداء في كاوست، إن هناك إمكانات واضحة للابتكار والمهن الجديدة والتنويع الاقتصادي في المملكة. وأضاف: "بينما نواجه تحديات كبيرة، فإن الطريق نحو الاستدامة في المملكة يوفر فرصًا لا حصر لها. وبالنسبة للموظفين من فئة الشباب، تعد هذه فرصة رائعة لدفع عجلة الابتكار ولحظة محورية لتشكيل حياتهم المهنية والمساهمة في عالم أكثر استدامة."  

وقالت الدكتورة أميرة بخاري، رئيسة برنامج أبحاث الاستدامة في أرامكو وكبيرة علماء البترول، إن جميع القطاعات، وخاصة النفط والغاز، تهدف إلى تحسين عملياتها، وجعلها أكثر استدامة وتركيزًا على تحول الطاقة. وهذا يتطلب قوى عاملة تتمتع بمهارات متعددة التخصصات ودعم أكاديمي، مضيفة: "لتمكين هذه التقنيات الجديدة، يجب علينا الاستثمار بشكل كبير في البحث والتطوير."