Top

ورشة عمل ريادة الاعمال في التقنيات البيولوجية

ناقش المتحدثون قضايا تأسيس شركات التكنولوجيا البيولوجية خلال أول ورشة عمل فكريّة لريادة الأعمال الحيوية عقدت مؤخراً في الجامعة.


مارتن إيبارا ومايكل مارغينيانو طالبا دكتوراه في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، لديهما اهتمام عميق بالفرص المتعدّدة التي تتيحها أبحاث العلوم البيولوجية. ومواكبةً لاهتماماتهما، نظّم الطالبان، بالتعاون مع قسم الابتكار والتنمية الاقتصادية في الجامعة، فعاليّة بعنوان Ignite Bio، كأول ورشة عمل في مجال ريادة الأعمال في التقنيات البيولوجية في الجامعة، موجّهة لطلبة وزملاء ما بعد الدكتوراه في قسم العلوم والهندسة البيولوجية والبيئية BESE، وعُقدت في الجامعة في 28 أبريل الماضي.

بالنسبة إلى مارغينيانو، طالب الدكتوراه في مجال البيولوجيا العصبية، كان الهدف هو مساعدة الباحثين الشباب على الابتعاد قليلاً عن مقاعد المختبر والبدء في التفكير في آثار أبحاثهم في العالم.

قال مارغينيانو: "أردنا إشعال فتيل اهتمامهم بتأسيس شركة ناشئة في مجال التقنية البيولوجية، وتزويدهم باستراتيجيات لتحديد المشاكل الحقيقية التي يمكنهم حلها بمعرفتهم العلمية".

نظّم طالبا الدكتوراه في كاوست مارتن إيبارا (في اليسار) ومايكل مارغينيانو، ورشة Ignite Bio، في 28 أبريل في الجامعة كأول ورشة عمل في مجال ريادة الأعمال في التقنيات البيولوجية.

رحلة شركات التقنيات البيولوجية الناشئة

قد تكون الرحلة من مرحلة البحث في العلوم البيولوجية إلى مرحلة تأسيس شركة ناشئة في مجال التقنيات البيولوجية الحيوية رحلةً طويلة. عادةً، يبدأ الانتقال بالابحاث الجامعية إلى ميدان الأعمال بعد قضاء سنوات فى المختبر، ضمن الحيّز الضيّق للملكية الفكرية، ثم التفتيش طويلاً في عالم رأس المال الاستثماري. ولفهم هذه الرحلة، ألقى متحدثون من الشركات التالية Noor Dx، وCellestia BioTech، وKyanos BioTechnology، وSaudiVax، كلمات سلطوا فيها الضوء على تجاربهم حول المراحل المختلفة في رحلة شركاتهم الناشئة.

ونجح الدكتور راجويندر ليال، الباحث في مجال السرطان في المعهد الفيدرالي السويسري للتقنية في لوزان EPFL، في المشاركة في تأسيس شركة سيلستيا بيوتيك، وهي شركة أدوية بيولوجية تركّز على الأدوية المضادة للسرطان. وباعتبار أنّ الدكتور ليال يخوض حالياً مرحلة إجراء التجارب السريرية إلى جانب وضع اللمسات الأخيرة على سلسلة التمويل الأساسي، فقد كانت كلمته غنيّة بالنصائح وبكلمات التشجيع للباحثين الذين يتطلعون قدماً إلى اقتحام مسار ريادة الأعمال. قال ليال: "أردت أن أترك بصمتي، وأن أحدث فرقاً، وأن أتجاوز الأبحاث المختبرية لأقوم بشيء بمفردي وأن أصبح رائد أعمال".


الدكتور راجويندر ليال، الباحث في السرطان في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في لوزان EPFL، متحدّثاً للجمهور خلال فعالية Ignite Bio، أحدث ورشة عمل فكرية جامعية لريادة الأعمال البيولوجية.

ثم سلّطت ثلاث شركات سعودية ناشئة الضوء على رحلتها ومسيرة تقدّمها في المملكةـ فكانت لدينا قصص مختلفة للغاية. وكان المحور المركزي لهذه الشركات الثلاث هو الوضوح التام في تحديد احتياجات المملكة.

بالنسبة لشركة نور دي إكس وشركة سعودي فاكس، فإنّ ثمّة حاجة ماسة وفرصة واضحة لتوفير خدمات ومنتجات لا تتوفر حالياً في البلاد. ستقدم نور دي إكس أول مختبر متقدم للتشخيص الوراثي بهدف توفير قدرات طبية دقيقة في الشرق الأوسط. فيما ستتوسع سعودي فاكس في إنشاء مرفق في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ينتج اللقاحات وغيرها من المنتجات الصيدلانية. وبالنسبة لشركة كيانوس بيوتكنولوجي، ولدت الفكرة من منطقة البحر الأحمر نفسها، البحر الذي يوفّر العنصر الرئيسي: الطحالب الدقيقة؛ إذ تنوي الشركة الاستفادة من هذا العنصر الفريد في إنتاج الكتلة الحيوية التجارية لمنتجات مكافحة شيخوخة البشرة.

إطلاق العنان للأفكار الكبيرة

تمحورت ورشة العمل جوهرياً حول تحويل الفكرة إلى واقع ملموس، وتزويد الطلبة وزملاء ما بعد الدكتوراه بأدوات لإطلاق العنان لأفكارهم في مجال التكنولوجيا الحيوية. ففي جلسة تداول أفكار سريعة، تم تقسيم المشاركين إلى مجموعات تركيز على التكنولوجيا الحيوية الزراعية، والمواد الحيوية، والطب الدقيق، والبيولوجيا والتكنولوجيات الميكروبية، بهدف تحديد مشكلة واضحة والعثور على حلها.

الدكتور راجويندر ليال، الباحث في السرطان، يناقش أفكاره مع مجموعة من طلبة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية خلال فعالية Ignite Bio، أحدث ورشة عمل فكرية جامعية لريادة الأعمال البيولوجية.

رأى مارتن إيبارا، طالب الدكتوراه في الميتاجينوميكس، أن جلسات التفكير مهمّة في مساعدة الباحثين على الخروج بأفكار لمشاريع تتجاوز حدود المختبرات.

وقال: "تمنح جلسة التفكير الباحثين فرصة اختبار آليات التفكير الابتكاري عند بدء التشغيل. هذا يختلف كثيراً عن البحوث التي نجريها. فعند تأسيس شركة ناشئة، تحتاج إلى معرفة مشكلات العالم الحقيقي وكيف يمكن لمعارفك العلمية أن تحلّها بالفعل".