Top

ورشة عمل حول تصوير منطقة البحر الأحمر والنشاط التكتوني بها

المشاركون في ورشة عمل حول تصوير منطقة البحر الأحمر والنشاط التكتوني بها ومنظميها

تتميز المملكة العربية السعودية بأنها مختبرًا طبيعيًا لدراسة العمليات التكتونية النشطة مثل التصدعات والبراكين والزلازل وكيف تقوم هذه الظواهر بتشكيل الملامح الجيولوجية للمملكة، حيث أن هذه الملامح الجيولوجية المذهلة لمنطقة شبه الجزيرة العربية تسمح بدراسة تكوين الطبقات الأعلى للأرض (أي الغلاف الصخري القاري) وتطورها، كما أن العمليات التكتونية النشطة توفر للباحثين معلومات هامة حول ما يطرأ من تشوهات وتغيرات على الغلاف الصخري وما يستتبع ذلك من مخاطر بركانية وزلازل، وتعتبر هذه المعلومات موضوع المناقشة في ورشة عمل حول تصوير منطقة البحر الأحمر والنشاط التكتوني بها.

عُقدت ورشة عمل حول تصوير منطقة البحر الأحمر والنشاط التكتوني بها في الفترة من الثلاثاء الموافق 10 مارس إلى الجمعة الموافق 13 مارس وضمت متحدثين من مختلف أنحاء العالم، بلغ عددهم 20 متحدثًا كما ضمت 30 باحثًا من المملكة في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية وذلك لتطوير تفهم أفضل للأنشطة الزلزالية seismicity و الأنشطة الزلزالية التكتونية seismotectonics والنشاط البركاني وتركيب الأرض في المملكة العربية السعودية والمنطقة العربية.

من المُلاحظ أن العلماء والباحثين قد حضروا من الدول المحيطة بالبحر الأحمر وهي ( إريتريا وإثيوبيا واليمن ومصر والمملكة العربية السعودية) كما حضر علماء وباحثين من الولايات المتحدة الأمريكية و المملكة المتحدة وفرنسا والبرازيل وكوريا الجنوبية، هذا بالإضافة إلى ممثلين من هيئة المساحة الجيولوجية السعودية و هيئة المسح الجيولوجي بالولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك علماء وباحثين من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، و جامعة الملك سعود، وجامعة الملك عبدالعزيز، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وشركة أرامكو السعودية.

ذكر البروفيسور مارتن ماي، أستاذ مشارك في علوم وهندسة الأرض، قسم العلوم والهندسة الفيزيائية في وصفه لهذا الحدث الهام: " إننا لفخورون إذ نجذب هذه المجموعة المتميزة من المتحدثين المحليين والدوليين، كما أن هذه الورشة فرصة سانحة للتعريف بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية وأبحاثها ومرافقها البحثية وطلابها ودارسي مرحلة ما بعد درجة الدكتوراه لزوارها سواء من داخل المملكة أو خارجها ممن لم تتاح لهم الفرصة لزيارة الجامعة من قبل، ونأمل من خلا هذه الورشة تيسير أوجه التعاون الدولي وتبادل البيانات."

أوضح الأستاذ سيغورجون جونسون الأستاذ المساعد في علوم وهندسة الأرض، بقسم العلوم والهندسة الفيزيائية والمشارك في تنظيم الورشة أن "هذه الورشة هي ثاني ورشة عمل تعقد في جامعة الملك عبد الله حول هذا الموضوع حيث ذكر أن الورشة الأولى قد عُقدت في عام 2011." وأضاف قائلاً " أن الهدف من هذه الورشة هو جمع مزيد من المعلومات حول الأفكار الجديدة والبيانات والنتائج التي تناولت المسائل العلمية المتعلقة بتطور منطقة البحر الأحمر والصفيحة التكتونية العربية.

تعتبر هذه الورشة المتميزة جزءً من الجهود التعاونية المستمرة في المملكة العربية السعودية لرصد النشاط الزلزالي والبركاني في منطقة البحر الأحمر ووضع نماذج لها. وأضاف البروفيسور مارتن باي قائلاً: " الأنشطة البركانية في منطقة جنوب البحر الأحمر مستمرة وقد أدت الأنشطة الأخيرة إلى ظهور جزر جديدة، ففي عام 2009، تكونت قناة تسريب بركانية volcanic dike intrusion في منطقة حرة لونير (حرة الشاقة) (تقع على بعد 200 كم من الشمال الغربي للمدينة المنورة) كنتيجة لتوالي النشاط الزلزالي الذي وصل إلى الذروة بما يعادل قوة بلغت زلزال بمقدار 5.7، هذا ومن المؤكد أن مخاطر الزلازل والبراكين أصبحت من التحديات الهائلة خاصة مع المجتمعات السريعة النمو التي تتوسع من حيث البعد المكاني والكثافة، مما يمثل خطرًا كبيرًا على أصول البنية التحتية، ومن المؤكد كذلك أننا، في ظل استمرار نمو المناطق الساحلية للمملكة العربية السعودية وتطورها، في حاجة إلى فهم المخاطر الطبيعية التي تواجه المنطقة نتيجة للزلازل والبراكين وتحديدها.

استمرت ورشة العمل لمدة أربعة أيام حيث قدمت خلالها عروض وجلسة عرض ملصقات جدارية واجتماعات فرعية حسب الموضوع وجلسة مناقشة عامة ورحلة ميدانية جيولوجية، هذا بالإضافة إلى مراجعة أحدث ما تم التوصل إليه من معرفة حول التطور التكتوني لمنطقة البحر الأحمر. تركزت مجموعة كبيرة من العروض المقدمة خلال الورشة على ثلاثة مجالات رئيسية وهي "هيكل منطقة البحر الأحمر والنشاط التكتوني لها" وعلاقة ذلك بالتصدع في منطقة شرق أفريقيا، "التصوير الزلزالي والنشاط الزلزالي" والذي يساعد على إلقاء الضوء على العمليات الجيولوجية الديناميكية التي تحدث في الطبقة الأرضية الداخلية للصفيحة التكتونية العربية ومنطقة البحر الأحمر ومثلث عفار the Afar Plume والتشوهات والبراكين" حسبما ظهرت على سطح الكرة الأرضية التي عكست الجذور العميقة للعمليات الجيولوجية الديناميكية.

ناقش المشاركون في ورشة العمل استراتيجيات وسبل البحث التعاوني الدولي مستقبلاً وذلك من خلال عقد شراكة مع الجامعات السعودية والمؤسسات البحثية في داخل المملكة والشركاء في مجال البحوث العالمية، هذا ومن المؤكد أن النتائج البحثية المقدمة في ورشة العمل والتعاون التصويري الذي نوقش خلال الاجتماع ستعود بالنفع على المجتمع البحثي الدولي وكذا التطورات العلمية في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية والأهم من ذلك أنها ستعود بالنفع على المملكة ككل.


بقلم / ديفيد مورفي، أخبار جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية