Top

الأرز الذهبي .. محصول معدل وراثيا لتوفير فيتامين ( أ ) لمئات الملايين من البشر

الدكتور إنجو باتريكوس

أكد الدكتور إنجو باتريكوس- المخترع المشارك في مشروع الأرز الذهبي، خلال كلمته الرئيسية التي القاها " عن التقنية التي يمكن أن تنقذ ملايين الأرواح " خلال مشاركته في برنامج الإثراء الشتوي لعام 2014 بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية " إن نقص فيتامين (أ) هو واحد من أكبر وأخطر المشكلات الصحية في العالم" وأضاف " إن التكلفة الإجتماعية والاقتصادية لهذه المشكلة هائلة".

والأرز الذهبي هو محصول معدل وراثيا تم تعديله لتوفير فيتامين (أ) لمئات الملايين من الناس في العالم النامي، وقد تعطل لأكثر من عقد بسبب الضوابط الشديدة المفروضة على انتاج المحاصيل المعدلة وراثيا.

وقدرت الدراسة التي نشرتها منظمة الصحة العالمية في عام 1992 أن ما بين 1.3 و 2.5 مليون طفل يموتون سنويا بسبب غذائهم ، الذي يتكون عادة من الأرز أو ما يقل عن ذلك ويفتقر إلى مصدر كاف من فيتامين (أ). كما يصاب ما بين 250.000 الي 500.000 طفل أخرين بالعمى سنويا لنفس السبب. وعلى الرغم من الجهود الإنسانية لتوفير كبسولات فيتامين (أ) كمكملات غذائية للذين يعانون من نقصه، لا يزال الوضع اليوم وخيما. إن المشكلة تتمثل بشكل أساسي في أن الأرز الذي يعد الغذاء الرئيسي لما يزيد عن نصف سكان العالم يفتقر إلى فيتامين (أ) بشكل شبه كامل.

قرر دكتور بوتريكوس بالاشتراك مع الدكتور بيتر باير من جامعة فرايبورغ في أوائل 1990 ، تطبيق أحدث الاكتشافات في علم الجينوم بتوصيل فيتامين (أ) إلى نواة الأرز، وبالتالي تحويل المشكلة التي تواجه محصول الأرز إلى حل.

وبعد سنوات من البحث واستكشاف خيارات متعددة، وجدوا ما كانوا يبحثون عنه في عام 1999 وهو الأرز الذهبي. وبتطعيم قسم صغير من الحمض النووي للنرجس البري في جينوم نبات الأرز ، يمكن لنواة الأرز إنتاج مادة اليتا كاروتين – والتي عادة ما تسبق ظهور فيتامين (أ) ، و تعطي الجزر، والقرع، والبطاطا لونها البرتقالي. وفي تجربة الأرز أعطى البيتا كاروتين كل حبة أرز لونا ذهبيا مميزا.

الموافقة على الأرز الذهبي

وقال بوتريكوس "إن التقنية بأكملها هي البذور ". وخلافا لمعظم النباتات المعدلة وراثيا الاخرى، فإن الأرز الذهبي تم تطويره كمشروع انساني، يهدف إلى توزيع الحبوب على المزارعين والسماح لهم بزراعتها وتهجينها كما يفعلون مع الأرز العادي، وبهذه الطريقة، ينقذون ملايين لا تحصي من الأرواح.

ولكن مع عدم وجود دعم مالي من الشركات الخاصة الضخمة، فقد واجه الأرز الذهبي صعوبات في إزالة العقبات التنظيمية التي يواجهها أي منتج زراعي معدل وراثيا. وقد أدت الخطوات التي تم إتخاذها للحصول علي الموافقات لتوزيع الأرز الذهبي إلى ارتفاع تكلفة تطوير المشروع عشرة أضعاف. والاهم من ذلك ، كما قال بوتريكوس ، أنه مع كل عام من إبعاد الأرز الذهبي عن حقول المزارعين ، فإن المزيد من البشر في العالم يعانون من آثار نقص فيتامين (أ).

ويقول "ما هو مخيب للآمال أنه لا يوجد أي مبرر علمي لهذه القيود". " إن معطيات التجارب واضحة".

ولكن بوتريكوس متفائل ، فإنه يجري حاليا تجربة الارز الذهبي علي الانسان في الفيليبين علي نطاق واسع ومراقب بدقة. ويتوقع بوتريكوس أن تؤدي النتائج الإيجابية لهذه التجارب إلى تخفيف القيود وأن تنهي الاعتراض علي المشروع. ويقول " اعتقد أن المشروع له مستقبل واعد".


للمزيد من المعلومات

Please enable JavaScript to view the comments powered by Disqus. comments powered by Disqus