التحق بالجامعة
الانتقال إلى الجامعة
انضم إلينا
وظائف أعضاء هيئة التدريس
رؤيتنا
المجلة العلمية
د. رويال هاردنستين بجانب سلحفاة بحرية في أحد شواطئ محميات البحر الأحمر. المصدر: هاردنستين.
ستحل د. رويال هاردنستين ضيفة ومتحدثة في لقاء خريجي كاوست 2021 في 13 نوفمبر 2021. للتسجيل.
تُعد بيئة الحياة البحرية في البحر الأحمر من أكثر البيئات البحرية غموضاً في العالم وذلك لندرة الأبحاث والدراسات عنها، وهو ما دفع د. رويال هاردنستين، خريجة الدكتوراه في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) في عام 2020، لتكريس حياتها المهنية لتغيير ذلك، بدءًا بدراسة أكبر كائن بحري يعيش في البحر الأحمر وهو قرش الحوت.
لا يُعرف الكثير عن أسماك قرش حوت في البحر الأحمر، ومعظم المعلومات المبكرة عنها أتت من ثلاثينيات القرن العشرين في سجلات قباطنة السفن التي كانت تبحر هناك والتي تتحدث بالتفصيل عن مشاهدات وتصادمات مع هذه المخلوقات الكبيرة. لهذا قررت هاردنستين أن تجري أبحاث مفصلة عن دورة حياة وسلوك أسماك قرش الحوت خلال فترة دراستها الماجستير والدكتوراه في كاوست مستعينة بخبرات مرشدها الأكاديمي د. مايكل بيرومين، مدير مركز أبحاث البحر الأحمر في الجامعة.
تقول هاردنستين: " استخدمت أثناء رسالتي للدكتوراه علم الوراثة السكانية لإظهار ارتباط أسماك قرش حوت البحر الأحمر بالمجتمع السكاني الأكبر من المحيطين الهندي والهادئ. واستخدمت أيضًا بيانات الصور لتحديد تقاطع جينات هذه الكائنات داخل البحر الأحمر من منطقة الليث إلى مصر، ومن مصر إلى الأردن، ورصدت تحركات لأفراد من أسماك قرش الحوت بين موقع تكاثرها في الليث ونقطة التكاثر المجاورة قرب جيبوتي".
وتعمل هاردنستين الآن على توسيع نطاق أبحاثها لتشمل دراسة السلاحف البحرية والحيتان وأبقار البحر (الأطوم) وغيرها من الكائنات التي تحتاج إلى حماية مع زيادة التنمية الساحلية في المملكة العربية السعودية، تقول: "لم أكن أعرف ما الذي كنت سأفعله بعد أن حصلت على درجة الدكتوراه، حيث أنه الصعب التفكير في مثل هذه القرارات الكبيرة أثناء كتابة أطروحة التخرج، وبعد أن تخرجت في عام 2020 تعقدت الأمور بسبب بسبب جائحة فيروس كورونا التي عصفت بالعالم. ولحسن الحظ تجاوزت ذلك عندما تلقيت بريدًا إلكترونيًا تضمن عرضاً للبقاء والعمل في المملكة العربية السعودية في المجال الذي أحلم به ".
صورة شخصية لخريجة كاوست وعالمة البحار د. رويال هاردنستين. المصدر: هاردنستين.
تعمل هاردنستين الآن مديرة علوم الكائنات المحمية في شركة البحر الأحمر للتطوير (TRSDC)، حيث تقضي أيامها في مراقبة 92 جزيرة وشعاب مرجانية تقع ضمن مناطق التطوير الاقتصادية المستقبلية في البحر الأحمر، وهي قطاعات متنوعة تهدف لجذب السياحة والاستثمارات للمملكة.
وتشرح هاردنستين أن وظيفتها تعتبر مؤثرة بصورة مباشرة على الحياة البحرية في البحر الأحمر، خصوصاً في تحديد كيفية حماية المناطق التي تعيش فيها الكائنات المهددة. ولكي تقوم بذلك، ينبغي عليها أولاً أن تعرف أين تعيش هذه الكائنات، تقول: "استغربت جداً من عدم وجود أي سجلات حديثة وموثقة عن حركة الدلافين والحيتان في البحر الأحمر، وهو ما زاد من صعوبة مهمتنا، فعلى سبيل المثال، يجري فريقنا أبحاثاً عن أبقار البحر (الأطوم) وموائلها من خلال عمليات مسح جوية بطائرات الدرونز، ولكننا في الوقت نفسه نواجه صعوبة حقيقية في العثور عليها. إذ أن أحدث المشاهدات المسجلة في المملكة عن هذه الكائنات تعود لعام 1987".
عندما انتقلت هاردنستين من دراسة أسماك قرش الحوت إلى الحيوانات البحرية الضخمة الأخرى، أدركت أن هناك العديد من الحيوانات التي تحتاج مزيدًا من الدراسة من أجل الحفاظ عليها، تقول:" تخرجت بدرجة الدكتوراه ولايزال في رأسي العديد من الأفكار والمشاريع حول أسماك قرش الحوت وحيوانات البحر الأحمر الأخرى. ولكن بسبب انشغالي بعملي كمديرة علوم الكائنات المحمية في شركة البحر الأحمر للتطوير، لم أعد أمتلك رفاهية عمل الأبحاث والدراسات المتخصصة، ومن ناحية أخرى، أجد أن الكثير من هذه الموضوعات التي نغطيها في الشركة يمكن أن يستفيد منها طلبة الدكتوراه والماجستير في كاوست، وهي فائدة أخرى لهذه الوظيفة ".
تعمل شركة البحر الأحمر للتطوير على توظيف المزيد من خريجي كاوست، خصوصاً أن العلاقة بين المؤسستين تعتبر جزءًا لا يتجزأ من أهدافهما الحالية المتمثلة في الحفاظ على البيئة وحماية الموارد وتطوير السياحة المستدامة.
وتصف هاردنستين إنه على الرغم من أنها لم تعد طالبة في كاوست، إلا أنها لا تشعر بأنها غريبة عن الحرم الجامعي، وأنها تشارك في العديد من المشاريع بين الجامعة وشركة البحر الأحمر للتطوير. تقول: "أقابل العديد من طلبة الماجستير والدكتوراه من كاوست وكذلك خريجي علوم البحار خلال الرحلات الميدانية. على سبيل المثال، عملت مع طالبة الدكتوراه في كاوست، ليندسي تانابي لتثبيت أجهزة استشعار على السلاحف البحرية لرصد حركتها وإعادة تأهيلها، وتعمل طالبة الماجستير أرين ناصف من كاوست على رصد السلاحف البحرية الخضراء باستخدام طائرات الدرونز، وهي تتعاون معنا في حال التقطت أي صورة عن أبقار البحر، كما تعمل أليكسا فوستر، طالبة الماجستير في كاوست مع مديرة علوم الطيور في الشركة د. ليسيا كالابريس".
تعمل هاردنستين الآن مديرة علوم الكائنات المحمية في شركة البحر الأحمر للتطوير في المملكة العربية السعودية. المصدر: هاردنستين.
وتؤكد هاردنستين أن علاقة العمل بين شركة البحر الأحمر للتطوير وكاوست مفيدة جداً للشركة وطلبة الدراسات العليا في الجامعة، تقول:" من خلال العمل مع طلبة كاوست، نستطيع أن نوضح لهم ما هو ممكن عمليًا في أبحاث الحفاظ على البيئة، سواء الآن أو في المستقبل. وهو أمر مفيد أيضاً لشركتنا، حيث نستطيع تسخير أبداع الطلبة ومهارتهم في حل المشكلات لمواجهة تحديات حماية الشعاب المرجانية".
إضافة لعملها كمديرة علوم الكائنات المحمية، تتولى هاردنستين أيضًا مسؤولية العمل كموجه للمجتمع المحلي وموظفي الشركة في كل ما يتعلق بأمور رعاية الحياة البحرية وحمايتها، تقول: "الشيء الذي أحبه حقًا في هذه الوظيفة هو أن مسؤولياتي لا تقتصر فقط حول حماية الموائل المهمة من خلال إبلاغ الشركة بالمكان الذي يلزم اتخاذ الاحتياطات فيه، بل أستطيع تثقيف زملائي حول سبب وجوب حماية هذه المناطق، وهذا الشيء يحقق الاستدامة لعلمي".
وتوضح هاردنستين إن بعض الكلمات التي القتها في بضع الندوات حول حماية الحيوانات البحرية في البحر الأحمر ألهمت أفراد المجتمع المحلي لدعم جهود حماية هذه الأنواع، تقول: " لاحظت وجود اهتمام كبير لدى الناس بمجرد أن نشرح لهم سبب حاجتنا إلى حماية قطعة من الأرض أو الشعاب المرجانية أو الساحل، وهذا الاهتمام يتترجم في كثير من الأحيان لجهود توعية رائعة من قبلهم تساهم في تشجيع مجتمعاتهم على المشاركة في جهود المحافظة على البيئة".