التحق بالجامعة
الانتقال إلى الجامعة
انضم إلينا
وظائف أعضاء هيئة التدريس
رؤيتنا
المجلة العلمية
عندما تم إطلاق شات جي بي تي (ChatGPT) لأول مرة في عام 2022، أحدثت هذه الخطوة تأثيرًا كبيرًا على النطاق العالمي. فجأة، أصبح الذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI) واقعًا ملموسًا ومتاحًا للجميع، مما جعل هذه التقنية الجديدة محور اهتمام استراتيجي للعديد من الدول. ومن المتوقع أن يسهم هذا القطاع - الذي كان يُعتبر في السابق مجال متخصص- بنسبة 3% من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية بحلول عام 2030. لذلك، تولي المملكة اهتماما كبيرًا للذكاء الاصطناعي التوليدي باعتباره عنصرًا أساسيًا في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030.
واستجابة لذلك، أسست جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) مركز التميّز للذكاء الاصطناعي التوليدي. ويمثل هذا المركز، الذي يرأسه البروفيسور برنارد غانم، ويشاركه في رئاسة المركز البروفيسور يورغن شميدهوبر، جزءًا أساسيًا من استراتيجية المملكة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث يركز على البحث العلمي، والابتكار التجاري، وتطوير المواهب والمهارات، مما يساعد المملكة العربية السعودية على أن تتصدر المشهد العالمي في هذه التقنية المتطورة.
ويشكل هذا المركز أحد المحاور الرئيسية لاستراتيجية المملكة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث يركز على البحث العلمي، والابتكار التجاري، وتطوير المهارات، مما يساعد المملكة على أن تصبح رائدة عالمياً في هذه التقنية المتنامية. يقول غانم "إن رؤية السعودية 2030 طموحة للغاية، حيث تعمل على تحويل المملكة إلى دولة قائمة على المعلومات، والتي سيكون الذكاء الاصطناعي محركًا كبيرًا لهذا التحويل".
أصبح استخدام مصطلحات مثل الذكاء الاصطناعي، والتعلم العميق، وتعليم الآلة، والشبكات العصبية شائعًا هذه الأيام. ويساهم مركز التميّز هذا بتعريف مفهوم الذكاء الاصطناعي التوليدي كأحد فروع تقنية التعلم العميق، حيث يركز على تدريب نماذج كبيرة باستخدام وسائط متنوعة مثل النصوص والصور والرسوم البيانية. إن التأثير المتنوع لهذا النوع من الذكاء الاصطناعي يجعل التعاون في هذا المجال مميزًا، حيث تشمل الأبحاث والتطبيقات جميع أولويات البحث والتطوير والابتكار الأربعة في المملكة العربية السعودية، وهي صحة الإنسان، واستدامة البيئة، والريادة في الطاقة والصناعة، واقتصاديات المستقبل.
من المتوقع أن يمتد تأثير مركز التميّز هذا إلى مجالات تتجاوز العلوم. حيث تعكس تطورات الذكاء الاصطناعي التوليدي وحداثته نقص المهارات والخبرات البشرية العالمية اللازمة للتعامل معه. ومع ذلك، فإن التزام كاوست بمجالات الحوسبة والذكاء الاصطناعي يوفر لها ميزة فريدة بفضل توفر الخبراء والمرافق المتطورة، بما في ذلك مختبر الحوسبة الفائقة الموجود في الحرم الجامعي. نتيجة لذلك، تعهدت مؤسسات بارزة بالتعاون مع المركز، لتلبية احتياجاتها الرئيسية في مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي من حيث الخبرة والبنية التحتية التي يمكن أن تقدمها كاوست. وهذا يسهم في وضع الجامعة كحجر الزاوية في منظومة الذكاء الاصطناعي التوليدي النشطة في المملكة. كما ستساهم جهود التعاون والشراكات المستقبلية في تسريع عملية إيجاد حلول دقيقة ومتخصصة لأولويات البحث والتطوير والابتكار في المملكة، مما سينتج عنه استجابات إيجابية تعزز قدرة المملكة على توسيع ريادتها في مختلف الصناعات والقطاعات بفضل الحلول التي يوفرها مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي.
يتوقع البروفيسور غانم أن يُحدث المركز الجديد تأثيرًا كبيرًا وعميقًا على المجتمع السعودي، ويشير إلى أن "المركز يسعى ليكون رائدًا في البحث والتطوير والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي".
سيتم تدريب المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي من خلال مجموعة متنوعة من البرامج التعليمية مثل أكاديمية كاوست، مما يعزز قدرة المملكة على التنافس في هذا المجال الذي يشهد تطورًا سريعًا. وسيتم التركيز على نحو خاص على تطوير نماذج للغة العربية، مما سيمكن الناطقين بالعربية من الاستفادة إلى حد بعيد من الذكاء الاصطناعي التوليدي. علاوة على ذلك، سيتم تشكيل فريق مختص لوضع معايير موحدة وتعزيز الثقة بهذه التقنية، مما يضمن استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل موثوق وآمن في العالم الواقعي. بشكل عام، إلى جانب الجهود المبذولة لتطوير نماذج جديدة، سيعمل فريق الخبراء على تحسين أفضل الممارسات في هذا المجال. كما يشير البروفيسور برنارد غانم إلى أن "الهدف النهائي هو إنشاء تقنيات وأدوات ونماذج الجيل القادم من الذكاء الاصطناعي التوليدي وتخصيصها لتحقيق تأثيرات إيجابية في العالم الحقيقي".
تمتاز مجالات البحث في مركز التميّز في الذكاء الاصطناعي التوليدي بتوافقها الوثيق مع أولويات البحث والتطوير والابتكار في المملكة العربية السعودية. وتنقسم هذه المجالات إلى ست مجالات رئيسية، مرتبة في نموذج مركزي. سيعمل مصنع الذكاء الاصطناعي التوليدي كنقطة المحور التي ستوفر نماذج الجيل القادم وأفضل الممارسات التدريبية، والتي سيتم تحديدها وتكييفها عن طريق خبراء في أربع مجالات تطبيقية تتماشى مع أولويات البحث والتطوير والابتكار في المملكة. تهدف جميع هذه الجهود إلى تسريع وتعزيز اعتماد تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي.
مصنع الذكاء الاصطناعي التوليدي: يركز هذا المجال البحثي على تطوير نماذج الجيل القادم من الذكاء الاصطناعي التوليدي ذات الخصائص التي تتيح النشر على نطاق واسع، ويمكن الوصول إليها بشكل موثوق. ويقود هذا المجال البروفيسور بيتر ريشتاريك، أستاذ علوم الحاسب الآلي.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي لصحة الإنسان: يستخدم هذا المجال البحثي تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في تطبيقات معينة تتعلق بالصحة ولها تأثير محلي. سيرأس هذا المجال البروفيسور شين غاو، أستاذ علوم الحاسب الآلي، الذي يشغل أيضًا منصب الرئيس المشارك لمركز التميّز للصحة الذكية.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي لاستدامة البيئة: يُطبق هذا المجال البحثي أساليب الذكاء الاصطناعي الجيني على تحديات الاستدامة المختارة (مراقبة الأرض في المقام الأول). يقود هذا المجال البروفيسور ماثيو مكابي، أستاذ العلوم والهندسة البيئية.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي للريادة في الطاقة والصناعة: يطبق هذا المجال البحثي أساليب الذكاء الاصطناعي التوليدي على تطبيقات مختارة في مجال الطاقة (اكتشاف المواد الكيميائية في المقام الأول). يقود هذا المجال التطبيقي أستاذ الكيمياء ماغنوس رويبينغ.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي لاقتصاديات المستقبل: يطبق هذا المجال البحثي أساليب الذكاء الاصطناعي التوليدي على تطبيقات مختارة لمدن واقتصاديات المستقبل. ويتولى أستاذ علوم الحاسب الآلي بيتر ونكا قيادة هذا المجال.
تسريع تبني الذكاء الاصطناعي التوليدي من خلال النشر والتدريب والتواصل: يعمل هذا المجال البحثي على تطوير منصات للذكاء الاصطناعي التوليدي تدعم الابتكارات والتطبيقات المتعلقة به. كما يشتمل على برامج تدريبية تهدف إلى بناء القدرات في هذا المجال، وأنشطة للتواصل والتوعية لتعزيز تبني الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل أوسع، خاصة بين غير المتخصصين. يقود هذا المجال البروفيسور ديفيد بووغ.