Top

علماء البحار في جامعة الملك عبدالله يوثقون منطقة تكاثر وحضانة صغار أسماك قرش الحوت في البحر الأحمر

أكثر من ١٠٠ سمكة من أسماك قرش الحوت تزور منطقة الليث كل سنة، لكن المعلومات التي لدينا عن هذه الأسماك محدودة جداً.

مضت خمس سنوات منذ أن قام علماء البحار في جامعة الملك عبدالله بتثبيت أجهزة تعقب عبر الأقمار الصناعية لمجموعة من أسماك قرش الحوت في البحر الأحمر حول منطقة الليث. وأخيراً قام الدكتور مايكل بيرومين، أستاذ مشارك لعلوم البحار في جامعة الملك عبدالله وفريقه من نشر نتائج هذه الدراسة الطويلة في ورقة بحثية في المجلة العلمية (PLOS ONE) بعد حصولهم على ما يكفي من البيانات في أواخر يوليو الماضي.

وكانت أبحاث أسماك قرش الحوت السابقة بواسطة الفرق البحثية الأخرى تجرى على سمكة واحدة أو عدد قليل من الأسماك. ولكن هذه الورقة البحثية تقدم بيانات ٤٧ جهاز تعقب بالأقمار الصناعية مثبته على زعانف هذه الأسماك. لذلك تعتبر هي الأكبر من نوعها في العالم حتى الآن.

ويقدر الدكتور بيرومين وجود أكثر من ١٠٠ سمكة من أسماك قرش الحوت تزور منطقة الليث كل سنة. ولكن تكمن المشكلة في أننا نجهل الكثير عن طبيعة هذه المخلوقات بالرغم من شعبيتها وما تجذبه من اهتمام واسع وحقيقة أنها أكبر الأسماك في العالم. حيث ظلت أسماك قرش الحوت لغزاً محيراً نظراً لكونها لا تنتمي للثدييات مثل الدلافين أو الحيتان أي أنها لا تحتاج الظهورعلى السطح لتتنفس الهواء بل تستطيع البقاء في أعماق البحر الواسعة لسنوات.

ورداً على سؤال حول أسباب تجمع أسماك القرش الحوت في بعض المناطق أجاب الدكتور بيرومين: "قد يكون السبب هو وفرة الغذاء في تلك المناطق، أو قد يكون لملائمة المكان لبعض السلوك الاجتماعي الذي نجهله عن هذه المخلوقات. ولكن من الملاحظ أن معظم التجمعات في هذه الأماكن تضم أسماك غير بالغة لذلك فمن غير المحتمل أنها هناك للتكاثر".

وفي العادة يبدأ موسم أسماك قرش الحوت في الليث في فصل الربيع في شهر مارس ويمتد إلى شهر مايو أو يونيو. وتقترح البيانات التي جمعها فريق الدكتور إلى أن معظم أسماك قرش الحوت التي تأتي إلى موقع التجمع تبقى في المنطقة لمدة ثلاثة أسابيع تقريباً.

ويوضح الدكتور بيرومين أن هذه الورقة ليست نهاية المطاف بالنسبة لأبحاث أسماك قرش الحوت في منطقة الليث بل إنها مجرد بداية للدراسات المستقبلية حول أسباب تجمع أسماك القرش في مكان معين عاماً بعد عام، والدور الذي يلعبه موقع التجمع. وختم الدكتور بيرومين: "في حال تأكدنا أن موقع التجمع في الليث يلعب دور الحاضنة لأسماك قرش الحوت الصغيرة والتي تنضم لاحقاً إلى مجموعات الأسماك البالغة في المحيط الهندي، فهذا يدلل على الدور الكبير والمهم الذي تلعبه البيئة البحرية في المملكة العربية السعودية في حماية صغار الأسماك حتى يصبحوا قادرين على عبور المحيط والانضمام إلى الأسماك البالغة هناك".