Top

شركة مزارع البحر الأحمر الناشئة من كاوست تحصل على استثمار بقيمة 1.9 مليون دولار

(من اليسار إلى اليمين): الدكتور راين ليفرز، المؤسس المشارك لشركة مزارع البحر الأحمر، وهو مهندس زراعي في مختبر الملح في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، والبروفيسور مارك تستر، أستاذ علوم النبات في الجامعة، في الصورة هنا في الحرم الجامعي بجانب عبدالمحسن المجنوني، الرئيس التنفيذي للبحوث شركة تطوير المنتجات، والدكتور كيفين كولين، نائب الرئيس للابتكار والتنمية الاقتصادية. المصدر كاوست.

حصلت شركة مزارع البحر الأحمر، وهي شركة تقنية زراعية ناشئة من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) ومتخصصة في تقنية دفيئة المياه المالحة، على استثمار مشترك بقيمة 1.9 مليون دولار من صندوق تمويل الابتكار وشركة تطوير المنتجات البحثية في الجامعة.

لطالما كان الأمن الغذائي محوريًا في بحث أستاذ علوم النبات مارك تستر، حيث يقول: "يعد الشرق الأوسط من أكثر المناطق التي تعاني من شح المياه في العالم. هنا، نعتمد غالبًا على مصادر غير مستدامة لمياه للري مثل المياه الجوفية التي يتم استنفاذها بسرعة أو تحلية المياه".

وأضاف: "تحتاج المياه المحلاة إلى كميات كبيرة من الطاقة لإنتاجها وهي مكلِفة - فهي تكلّف على الأقل دولاراً واحداً لكل متر مكعب ناهيك عن التأثير البيئي الكبير."

وتتمتع الشركة بوضع فريد يتيح لها تلبية الاحتياجات المتنامية للأمن الغذائي في الشرق الأوسط، علماً أن مجموعة عوامل، منها شحّ مياه الري والأراضي الحارة القاحلة، تحول دائماً دون تحقيق الاكتفاء الذاتي الزراعي في المنطقة.

وفي هذا السياق، شرح البروفيسور مارك تستر، أستاذ علوم النبات بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وأحد مؤسسي الشركة، الذي يولي الأمن الغذائي أهمية محورية في أبحاثه، الوضع الحالي في المنطقة قائلاً: "نعتمد على المياه المحلاة في عملية الري الزراعي في الشرق الأوسط اعتماداً شديداً، وهذا مكلف، إذ تبلغ التكلفة دولار واحد على الأقل لكل متر مكعب، والأمر غير مستدام بيئياً على الإطلاق. فإنتاج المياه المحلاة يستنزف طاقة هائلة، ناهيك عن أثره البيئي الذي يسهم في زيادة الاحترار العالمي وتغير المناخ".

وأوجدت مزارع البحر الأحمر، بجمعها الفريد بين الهندسة وعلم النبات، حلولاً لزراعة محاصيل تتحمل المياه المالحة في دفيئات مبردة تستخدم المياه المالحة، التي تشكل ما نسبته 80 إلى 90 بالمئة من المياه المستخدمة، مما يحد بشدة من البصمة المائية والكربونية لإنتاج الغذاء. والنتيجة: نظام لا يحتاج إلا لعُشر كمية المياه العذبة والطاقة لإنتاج محاصيل زراعية مستدامة.

ويتيح هذا الاستثمار الأولي للشركة وست سنوات من الأبحاث، بناء دفيئة مياه مالحة بمساحة ألفي متر مربع في حرم الجامعة في المملكة، وإنتاج 50 طناً من الطماطم سنوياً بحلول عام 2020. وسيتم إستخدام ما يصل إلى 30 بالمئة من مياه البحر المخففة لزراعة هذه المحاصيل، وبالتالي توفير المزيد من المياه العذبة. واللافت بالموضوع أن الطماطم المنتجة بطعم حلو وغنية بمستويات أعلى من الفيتامينات ومضادات الأكسدة.

والجدير بالذكر أن الشركة تستطيع تركيب النظام الجديد، الذي يملك براءة اختراع قيد التسجيل، على الدفيئات الحالية، مما يسهم في توفير مياه عذبة ثمينة. وتهدف الشركة إلى تزويد 5 بالمئة من دفيئات المملكة بالنظام الجديد، مما يحقق عائداً على الاستثمار للمزارعين في أقل من عامين.

وعلق الدكتور كيفن كولين، نائب رئيس كاوست للابتكار والتنمية الاقتصادية، قائلاً: تتشارك كاوست وشركة تطوير المنتجات البحثية مصالح مشتركة في تسويق الملكية الفكرية ودعم الشركات الناشئة عالية التقنية في المملكة. ويمثل هذا الاستثمار مثالًا على التطبيق التجاري للبحوث الأكاديمية في كاوست، والإمكانيات الهائلة لإحداث ثورة في مستقبل إنتاج الأغذية في المملكة والمنطقة. نحن متحمسون للمشاركة في الاستثمار مع وشركة تطوير المنتجات البحثية، لدعم العلماء في تسويق اكتشافاتهم وتحفيز الشركات الناشئة الرائدة القائمة على التقنية في المملكة".

تجدر الإشارة إلى أنّ جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية اتّخذت في السنوات الخمس الأخيرة موقفاً جريئاً، ساهمت في خلق بيئة داعمة للمشاريع الناشئة في المملكة، عن طريق الاستثمار بفعالية في تلك المشاريع المتخصصة في مجال التقنية، والتي لا تزال في مراحلها الأولى. واستثمار شركة مزارع البحر الأحمر هو الاستثمار المشترك الأول بين صندوق تمويل الابتكار في الجامعة، وشركة تطوير المنتجات البحثية لدعم رواد الأعمال في مجال التقنية العالية في المملكة.

وأوضح عبدالمحسن المجنوني، الرئيس التنفيذي لشركة شركة تطوير المنتجات البحثية: "تتمتع شركة تطوير المنتجات البحثية بسجل حافل في نقل التقنية إلى السوق في المملكة. ونتطلع إلى دعم مزارع البحر الأحمر مع زيادة حجمها.  سوف تستخدم مزارع البحر الأحمر هذا الاستثمار لتجربة تقنية تبريد غازات الدُفيئة باستخدام المياه المالحة في المملكة وسيمكنهم ذلك من زيادة إنتاجهم للطماطم باستخدام المياه المالحة."