أطلقت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية مسرعة افتراضية بمسمى "مسرعة مواجهة كوفيد-19" تهدف إلى دعم المبدعين والموهوبين ورواد الأعمال الطموحين وشركات الابتكار الصغيرة والمتوسطة للمساعدة في معالجة أزمة انتشار فايروس كورونا من خلال تطوير حلول وتقنيات مؤثرة للحماية والوقاية والتتبع والكشف الطبي المبكر وطرق العلاج.

وخصصت مسرعة مواجهة كوفيد-19 جائزة تصل إلى 100,000 ريال سعودي لأفضل 10 مشاريع تقدم الحلول لمواجهة جائحة كورونا والأوبئة المستقبلية الأخرى في خمس مسارات هي: التشخيص الطبي، المعدات الطبية والأدوات الوقائية، أنظمة الرصد والتتبع ذاتية التحكم، النمذجة الوبائية، المحاكاة والتنبؤ، التحليلات السلوكية والاجتماعية.

وتم اختيار فريق من المبتكرين في مجال الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسب الآلي في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) للمشاركة في مسرعة مواجهة كوفيد-19، حيث ضم الفريق أعضاء من مجموعة الدوائر والأنظمة المتكاملة (ICS) ، في قسم العلوم والهندسة الحاسوبية والكهربائية والحسابية مثل البروفيسور حسين فاريبورزي ، الباحث الرئيسي للمجموعة، وطالب الدكتوراه عبدالله الشهري (قائد الفريق)، والمتدرب السابق في المجموعة محمد عفان، والعضو الخارجي جنيد جويد، وقد خضع الفريق الى دورة تدريب مكثفة في معسكر تدريبي لمدة ثلاثة أيام لصقل فكرة مشروعهم وتطوير عرضهم التقديمي.

واستطاع فريق كاوست الفوز بجائزة البرنامج عن مشروعهم "أزور روبوتيكس" الذي يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والروبوتات في عملية تعقيم المساحات الكبيرة في الأماكن العامة مثل المطارات ومراكز التسوق والمستشفيات والمساجد، بصورة ذاتية وسريعة وفعالة.

البروفيسور حسين فاريبورزي، الباحث الرئيسي لمجموعة الدوائر والأنظمة المتكاملة في كاوست.

يقول البروفيسور حسين فاريبورزي: " قدمنا تقنية متطورة متعددة التخصصات تتطلب خبرة في التعلم الآلي ومعالجة الصور والروبوتات والتصميم الإلكتروني الدقيق، ومثل هذه الخبرات تتوفر لدى العديد من الباحثين الموهوبين في كاوست الذين نطمح للتعاون معهم في المراحل التالية من هذا المشروع".

التعقيم باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي

أثبت التكامل بين تقنيتي الذكاء الاصطناعي والروبوتات فاعليته الكبيرة في العديد من المجالات مثل قطاعات الصناعة والزراعة، ولكنه برز وبقوة في الآونة الأخيرة في مجال الرعاية الصحية نتيجة جائحة فايروس كورونا (كوفيد-19) والتي أثبتت الدراسات الحديثة أنه ينتشر في الجو ويظل نشطاً على العديد من الأسطح لفترة طويلة، الأمر الذي يستدعي تسخير مثل هذه التقنيات المؤثرة للقيام بعملية تعقيم مرافق الرعاية الصحية، ومكاتب العمل والأماكن العامة الأخرى على فترات منتظمة.

وتقوم عملية التعقيم في نظام أزور روبوتيكس الذي طوره فريق كاوست على استخدام تقنيات الروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي والأشعة فوق البنفسجية والذي أثبتت أنها أنه أكثر كفاءة بست مرات من عملية التعقيم البشرية باستخدام المعقمات الكيميائية التقليدية، حيث يتم تجهيز الروبوت المتجول بأجهزة استشعار الحركة لتمكينه من الملاحة والتحرك الذاتي بدقة مدعوماً بالذكاء الاصطناعي الذي يمكن الروبوت أيضاً من تعقيم الأسطح بصورة مستقلة بالأشعة فوق البنفسجية القاتلة للفيروسات والجراثيم وفي الوقت نفسه ضمان عدم تعريض البشر لهذه الاشعاعات.

نموذج عمل الشركة والخطط المستقبلية

تقدر الدراسات الحديثة أن قيمة سوق الذكاء الاصطناعي ستصل إلى 3 تريليونات دولار بحلول عام 2024 وذلك نتيجة لدعم الاستثمارات الكبيرة في الذكاء الاصطناعي والروبوتات من قبل الصناعة والهيئات الحكومية على مستوى العالم، وهذا يجعل من شركة أزور روبوتيكس كمزود لحلول الملاحة الروبوتية ذاتية التحكم بمكانة جيدة للعب دور رئيسي في هذا السوق المتنامي.

ولأن المملكة العربية السعودية هي السوق الأولى لهذه الشركة الناشئة، فهذا يؤهلها للحصول على عروض وتطبيقات محتملة عديدة في المستشفيات المحلية والمطارات وخصوصاً في مجال تعقيم الأماكن المقدسة في الحرمين الشريفين، ولن تقف مشكلة التمويل عائقاً في وجه الفريق حيث أنهم بالإضافة إلى التمويل المعتمد من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والمستثمرين المستقبليين المحتملين من النظام البيئي المزدهر لمسرعات المشاريع والشركات الناشئة في المملكة، سيحصل الفريق على دعم محتمل من صندوق كاوست للابتكار، ومكتب نقل التقنية في كاوست، ومسرعة الشركات الناشئة "تقدّم"، ومسك للابتكار.

عبدالله الشهري، طالب الدكتوراه في الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسب الآلي وقائد فريق أزور روبوتيكس.

في حين أن المنتج الأولي لهذه الشركة الناشئة عبارة عن روبوت معقم، إلا أن فريق الشركة يأمل في التوسع في نظام الذكاء الاصطناعي المتكامل الخاص به وطرحه للاستخدام في تطبيقات صناعة النفط والغاز، ويهدف الفريق بعد الإطلاق التجاري الرسمي لشركة أزور روبوتيكس المقرر في يوليو 2021، إلى التواصل مع شركة أرامكو السعودية لبحث استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي التي من تطويرهم واضافتها الى ترسانة الروبوتات المتطورة التي تمتلكها أرامكو في توجه طموح لجعلها جميعاً تعمل بصورة ذاتية.

محمد عفان أحد أعضاء فريق أزور روبوتيكس.