التحق بالجامعة
الانتقال إلى الجامعة
انضم إلينا
وظائف أعضاء هيئة التدريس
رؤيتنا
المجلة العلمية
ويليام كامكوامبا، هو شخص من جمهورية مالاوي الأفريقية، اشتهر عالميًا باسم الصبي الذي سخر الرياح، وهو لقب مأخوذ من كتاب وفيلم وثائقي عن حياته، ويحكي عن براعته وتصميمه عندما قام ببناء طاحونة هوائية لتشغيل مضخة مياه مكسورة في قريته في مالاوي باستخدام ما لا يزيد عن كتاب وبعض الخردة ومواد أخرى. وعلى الرغم من أنه لم يكمل دراسته الثانوية، إلا أنه استطاع الوصول للشهرة ومشاركة الساحة العالمية مع شخصيات بارزة مثل لاعب كرة القدم المشهور ديدييه دروغبا أو العالم خوان كارلوس بيلمونت الذي تمكن من توليد الخلايا والأنسجة البشرية في أجنة الخنازير والماشية.
في سبتمبر الماضي، قام أعضاء من منظمة ويليام كامكوامبا غير الربحية، وتدعى طواحين الهواء المتحركة (Moving Windmills) بزيارة جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) لتعلم مهارات جديدة في البنية التحتية للطاقة الخضراء، واستخدام هذه المعرفة في مشاريع توليد الطاقة في جميع أنحاء ملاوي.
وناحية أخرى، كان وليام، ودروغبا، وبلمونتي من أبرز الضيوف وقادة الفكر لبرنامج الإثراء الشتوي السنوي (WEP) الذي عُقد في يناير الفائت في كاوست، واستقطب شخصيات عالمية متميزة إلى الحرم الجامعي لمدة أسبوعين لمشاركة قصصهم وتجاربهم وأفكارهم. ونال حديث وليام هذا العام أكبر قدر من الاهتمام والإعجاب بحسب آراء الكثيرين.
وتحدثت نيكي تالبوت مديرة برنامج إثراء الشباب في كاوست عن قصة كامكوامبا، تقول "كانت مشاهدة الفيلم الوثائقي تجربة مؤثرة جدًا حيث كان القرويون يتضورون جوعًا، وكان والد ويليام يقدم كل ما لديه من طعام لأطفال القرية".
قدمت تالبوت دعوة لويليام للمشاركة في برنامج الإثراء الشتوي في كاوست، تقول "لقد أرسلنا رسالتين عبر البريد الإلكتروني، ولم نتلق أي رد. ثم - فجأة - تلقيت مكالمة هاتفية من أوليفيا كامكوامبا، زوجة ويليام وكانت متحمسة جدًا لقدومه".
كانت قصة ويليام ملهمة للغاية لدرجة أن تالبوت لم تجد صعوبة في تقديمه للعديد من أعضاء هيئة التدريس في كاوست والتفكير في كيفية دعم مؤسسته. يقول البروفيسور فريديريك لاكواي، من مركز أبحاث الطاقة الشمسية في كاوست "حدثنا ويليام عن الألواح الشمسية التي تم التبرع بها لمؤسسته. وعرضنا في الحال تقديم بعض التدريب للأشخاص الذين سيقومون بتركيبها وصيانتها".
فريق مؤسسة طواحين الهواء المتحركة يتدرب على كيفية تركيب الألواح الشمسية في كاوست.
في حين أن الكتاب والفيلم ساهما في جذب الاهتمام العالمي لتقنية طواحين الهواء المتحركة التي طورها وليام، إلا أن مؤسسته تفتقر إلى الخبرة اللازمة للتعامل مع جميع التبرعات السخية التي تتلقاها. فبغض النظر عن مدى تعقيد التقنيات المتبرع بها، فلن تستطيع مجموعة وليام إنجاز أي شيء بها دون الخبرة الفنية.
وفي هذا السياق، قام الباحث محمد عباسي من مركز أبحاث الطاقة الشمسية، بإعداد برنامج تدريبي لمدة أسبوع في كاوست خلال شهر سبتمبر شارك به أحد عشر عضوًا من مؤسسة طواحين الهواء المتحركة، يقول "شمل برنامج التدريب منهجًا دراسيًا شاملاً للتدريب العملي على تركيب أنظمة الطاقة الشمسية المصممة خصيصًا للاستخدام في ملاوي في مضخات المياه التي تعمل بالطاقة الشمسية، وأنظمة الطاقة الشمسية على أسطح المباني والمدارس. علاوة على ذلك، اكتسب المشاركون مهارات تصميم واختبار وتشغيل وصيانة أنظمة الطاقة الشمسية والكهروضوئية".
تحولت مؤسسة ويليام كامكوامبا إلى مؤسسة مهتمة بإيجاد حلول بيئية للمجتمعات التي تفتقر للخدمات والبنية التحتية الرئيسية. ولهذا السبب أحضر أعضاء فريق المؤسسة معهم عينات مياه من قريتهم، وعرضوها على البروفيسورة بيينغ هونغ التي تقوم بتطوير أجهزة استشعار رخيصة لقياس البكتيريا في الماء في كاوست. وكانت الزيارة فرصة ممتازة لمشاركة هذه التقنية ونشرها في المناطق التي ليس لديها ميزانية كافية لتحليل مياه الشرب والطهي.
تقول البروفيسورة هونغ "يتمحور بحثي في تعزيز الهدف السادس من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة الخاص بتوفير المياه النظيفة والبنية التحتية للصرف الصحي للمجتمعات الأقل حظًا. وكانت مساعدتي لمؤسسة طواحين الهواء المتحركة فرصة مثالية لتحقيق ذلك".
يشار إلى أن طالبة الدكتوراه جولي سانشيز ميدينا التي تشرف عليها البروفيسورة هونغ وعالم الأبحاث الدكتور يانغوي شيونغ ساهما بإرشاد فريق المؤسسة الزائر حول كيفية تحليل عينات المياه.
تقول أوليفيا كامكوامبا "اكتسب فريقنا خبرات ومعرف كبيرة بالتقنيات في كاوست. وسيتمكن من خلالها من إطعام المزيد من الناس وتعليم المزيد من الأطفال في مجتمعاتنا. لقد أثبتت كاوست ما يعنيه أن تكون شريكًا عالميًا حقيقيًا".
وأضافت تالبوت أن المملكة العربية السعودية تستفيد عندما تعمل كاوست مع المناطق التي لا تستطيع اعتماد التقنيات القياسية بسبب التكلفة ونقص البنية التحتية، تقول "ستقوم كاوست بتطبيق نفس نهج مؤسسة طواحين الهواء المتحركة لجلب الطاقة والمياه النظيفة إلى المناطق النائية في المملكة".