Top

مؤتمر (التجار في مجال الابتكار) في مركز علي النعيمي لأبحاث وهندسة البترول

​​​
عبر ثلاثة أيام من السابع الى التاسع من نوفمبر الماضي أقيم مؤتمر بحثي في حرم جامعة الملك عبدالله ترأسه كل من البروفيسور تاديوسز باتزيك، مدير عام مركز علي النعيمي لأبحاث وهندسة البترول، والبروفيسور ايرك فان أورت، أستاذ بقسم هندسة البترول والنظم الجيولوجية من جامعة تكساس في أوستين.

تركزت موضوعات المؤتمر حول الشراكات والتعاون البحثي ومناقشة التصدي للتحديات العالمية الأساسية بين مختلف خبراء صناعة النفط والأكاديميين، والشركاء الكبار في الصناعة مثل أرامكو السعودية وشركة شلمبرجير، وعدد من الجامعات العالمية المختلفة.

كما بحث المؤتمر آليات تخطيط آبار النفط، والحفر، وتحليل جودة البيانات، وعمل التحسينات وتوحيد المعايير وتحليل البيانات والتعلم الآلي والإحصائي، ومراقبة المشاريع وأنظمة التشغيل الآلي، والكشف عن بعد للآبار والتحكم بمكامن السوائل، وهندسة آبار النفط ونمذجة وتحليل أداء الآبار.

أهمية التغيير الجذري في هذه الصناعة

يتوقع البروفيسور باتزيك أن معدل الإنفاق على مشاريع تنقيب وإنتاج النفط والغاز سيصل إلى 21 ترليون دولار بين عامي 2015 و2035. كما أن الإنفاق على مشاريع النفط وخطوط الأنابيب سيصل الى 12.3 ترليون دولار، بينما سيصل الإنفاق على مشاريع الغاز وخطوط الأنابيب ومحطات الغاز الطبيعي المسال 8.8 ترليون دولار.  وسوف يحتل الإنفاق على صناعة التنقيب وإنتاج النفط 77 في المئة من إجمالي إنفاق الصناعة، بينما تحتل الصناعات الوسطى 13 في المئة، أما نسبة إنفاق صناعات المصب والتكرير فستكون 10 في المئة.

يقول باتزيك: "مع ذهاب صناعات النفط التقليدية، ستلجأ الصناعة بشكل متزايد إلى صناعات النفط والغاز غير التقليدية في المناطق والحقول الجديدة ومنطقة القطب الشمالي. ولتسويق هذه الفرص مع الاحتياطيات التقليدية غير المستغلة، تقوم الشركات بعمل مشاريع عملاقة بمليارات الدولارات. ومع ذلك، ففي الفترة بين 2014-2015، خسر قطاع النفط والغاز نحو 500 مليار دولار نتيجة تأخر المشاريع وتجاوز تكلفتها قبل التشغيل. لا شك أن سياسة العمل الحالية لن تكون مجدية حتى مع خفض الإنفاق. لهذا راعينا في تصميم هذا المؤتمر طرح ومناقشة الطرق التي تمكن الصناعة من أن تحدث تغييراً جذرياً في آلياتها وسياساتها."

دور التعاون والشراكات المستقبلية

يقول البروفيسور أورت: "أكد المشاركون من خلال عروضهم التقديمية وحلقات النقاش على أهمية إقامة الشركات والتعاون. حيث لا يمكن لأي جهة أن تضع حلولاً ناجحة للقضايا الرئيسية التي طرحت دون توفر الخبرة المناسبة والمهارة الصحيحة، وتبادل المعرفة في المجالات ذات العلاقة."

ويقول المتحدث كارلوس توريس-فيردن، أستاذ قسم هندسة البترول والنظم الجيولوجية من جامعة تكساس في أوستن: "نحن نعمل في هذه الصناعة بصورة معزولة، وكذلك في الأوساط الأكاديمية. ولكن مواجهة التحديات الراهنة يستوجب علينا التعاون مع علماء الفيزياء، والجيولوجيا، وخبراء تكوين وتشكل الصخور."

أما المهندس عبدالله اليامي، وهو مهندس بترول من فريق تقنية الحفر في مركز أبحاث أرامكو السعودية، فيقول: "نحن كمهندسي حفر مختصين نعمل أيضاً بصورة معزولة، ونحاول حل المشاكل التي تواجهنا دون النظر في ما وصلت إليه التخصصات الأخرى في مجال الحفر أو الاهتمام بالعلوم الأخرى. نريد أن نحل مشاكلنا بأنفسنا، وهو أمر غير ممكن".

"التجار في مجال الابتكار"

ويشير فان أورت أن الطريق لايزال طويلاً بالنسبة للصناعة. حيث يقول: "لا زلنا بحاجة إلى حلول جديدة للعديد من التحديات الآن، ولهذا فإن الابتكار هو أحد موضوعاتنا الرئيسية في هذا المؤتمر. فنحن كالتجار في مجال الابتكار، يجب أن نطور الأفكار ثم نسوقها للناس. ونحتاج بعد ذلك إلى آليات فعالة نستطيع من خلالها تبني التقنيات المبتكرة ذات القيمة."

نقلة نوعية

يقول باتزيك: "حان الوقت لإعادة النظر في العديد من النماذج والطرق التي عاصرنها على مدى السنوات الــ 10 الماضية. نحن بحاجة للتفكير الآن وبذل المزيد من الجهد وجعل الأشياء أفضل وأكثر بساطة".

ويؤكد فان أورت: "نأمل أن نخرج من هذا المؤتمر بأفكار عالية الجودة تشكل نواة منهج عالمي يمكننا من خلاله التصدي للتحديات المستقبلية."​