Top

برنامج الإثراء الشتوي 2014 : محاضرة المستكشف مايك هورن عن رحلاته الاستكشافية الحديثة

قال مايك هورن خلال زيارته لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية كأحد ضيوف برنامج الإثراء الشتوي " تستطيع أن تحقق المستحيل، عندما تتغلب إرادتك لتحقيق النجاح على خوفك من الفشل". المستكشف هورن هو مغامر بيئي سويسري ولد بجنوب افريقيا ويعتبر أول إنسان استطاع أن يكمل رحلته حول خط الاستواء منفردا ودون استخدام أي وسيلة مواصلات حديثة والتي استغرقت 18 شهرا و أنهاها خلال عام 2000م. وبعد مرور عامين، قام هورن برحلة استكشافية أخرى للطواف حول المنطقة القطبية الشمالية سيرا على الأقدام وبواسطة زورق ومزلجة في رحلة استغرقت 27 شهرا – كما تم توثيقها بفيلم أركتوس -"رحلة مايك هورن الداخلية".

قدم مايك هورن خلال محاضرته الرئيسية الملهمة في برنامج الإثراء الشتوي WEP، صورا ومقاطع فيديو رائعة لإنجاز استكشافي أخر قام به عام 2006م بصحبة زميله المستكشف النرويجي بورغ أوسلاند. فقد أصبحا أول رجلين يسافران بدون أي أدوات مساعدة الى القطب الشمالي خلال أشهر الشتاء بظلامها الدامس. واستمتع الحضور من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بأول صورة لشروق الشمس بالقطب الشمالي. كما شارك الحضور في تجربته المثيرة عندما هاجمته الدببة القطبية و كاد أن يغرق في بحر القطب الشمالي المتجمد.

المعرفة قوة

مواجهة المخاطر ليست بغريبة عن مايك هورن، ولكنه يؤكد على أهمية توخي الحرص والحذر خلال رحلاته الاستكشافية حيث قال " أعمل ما بوسعي لأبقى على قيد الحياة، فهذه هي أهم أولوياتي. فأنا لست متهوراً ، كما يتصور البعض، الى الحد الذي يؤدي الى أن ينكسر الجليد تحت قدمي فأسقط في الماء، او الى الحد الذي أجد نفسي فيه عالقاً على ارتفاع 8000 متر ولا أستطيع النزول".

ويحرص هورن، كرجل مسئول، على اكتساب الخبرة والمعرفة اللازمة لتحقيق أهدافه الإستكشافية. ومثالا على ذلك، انضم هورن الى القوات البرازيلية الخاصة لمعرفة كيفية الحفاظ على حياته في غابات الأمازون، وذلك قبل قيامة برحلته الإستكشافية حول خط الأستواء. ويفسر هورن ذلك قائلا " كان يجب أن أتعلم جميع التقنيات التي تساعدني على البقاء على قيد الحياة ، وبهذه الخبرات التي اكتسبتها هناك أدركت لاحقاً أنني سأتمكن من عبور غابة الأمازون".

مواجهة الخوف و المضي قدما

يعتقد هورن أن الخوف هو غريزة إنسانية طبيعية .ويعترف أيضا "الخوف هو شيء يحذرك عندما تكون في طريقك إلى المجهول، وانا أشعر بالخوف سريعا". ولكن خبراته في الحياة علمته ان تحدي الشعور بالخوف يجعلنا بشرا أفضل.

ويرى هورن ان الغالبية العظمي من الناس لا يستغلون الا 10 % من قدراتهم الحقيقية فقط. ويقول " كل إنسان له شعور بارتياح شخصي محدد وهذا ما يعنيه النجاح ، وهو ان تحدد المواقف التي تمنحك الارتياح الشخصي مثل استخدام نوع معين من السيارات أو التلفزيونات ،أو قضاء أوقاتك مع أسرتك ، أو أصدقائك ، أو المحيط الخاص بك. ولكن توجد حياة أخرى أيضاً تدور خارج نطاق الارتياح الشخصي، ولا يوجد ما يمنع من استكشافها".

هل يولد الانسان مغامرا أو يتم صناعة المغامر

بينما يناشد هورن الجميع بأن يخرجوا من حصن الارتياح الشخصي الذي يعيشون فيها كي يحققوا أكبر طموحاتهم، يقر أيضا أنه لا يوجد من يستيقظ فجأة ليكون مغامرا. ويستطرد قائلا " أعتقد أن لدينا جميعا جينا وراثيا يحدد ما سنصل اليه في المستقبل ويمكننا من اكتشاف ذلك في فترة مبكرة جدا – تماما كما حدث لي في طفولتي . فقد ساعدني هذا على بناء مستقبلي المهني في مجال الاستكشاف.

كما يؤمن هورن بقاعدة أساسية تعلمها من والده ويرى أنها تنطبق على الجميع وهي " إذا لم يخفك حلمك ، فأعلم أنه ليس عظيما بما يكفي ".

إنقاذ الكوكب من أجل مستقبل مستدام

وبنفس الطريقة التي الهمه بها والده، يعمل هورن على تشجيع الشباب من جميع أنحاء العالم ليتفاعلوا مع الطبيعة ويحافظوا عليها. ولأنه استطاع رؤية العالم بطريقة مختلفة مثل قلة من الناس فإنه يدرك وبصورة كبيرة عظيم التغيَرات التي شهدتها البيئة في كوكب الارض.

ويقول مايك " يمكنك أن تلاحظ كيف غير البشر هذا العالم ، ولكنك لا تستطيع أن ترى ذلك وانت داخل المدن الكبرى. إلا أنه بمجرد الخروج منها تستطيع ملاحظة تأثير الانسان على الأرض. وهذا ما الهمني لضرورة الحفاظ على كوكبنا ".

ومع أخذ هذا الهدف في الإعتبار، قام مايك هورن باصطحاب مجموعة من الشباب من جميع أنحاء العالم تتراوح أعمارهم بين 13 – 20 عام على متن سفينة شراعية حديثة يبلغ طولها 115 قدم، وقاموا بجولة حول العالم خلال الفترة من 2008 - 2012 م في رحلة استكشافية أطلق عليها مسمى رحلة بانغايا ( تعني في اللغة الإغريقية «الأرض بكاملها») و تهدف لتثقيف هذه الجيل الصاعد الذي أتى من جميع أنحاء العالم لكي يساهم ويحافظ على البيئة والموارد الطبيعية.

كما ترك مايك هورن بصمة ملموسة في الجامعة بإنهاء محاضرته الرئيسية بعرض فيلمًا مرئيًا يظهر فيه عددا هائلا من الأكياس البلاستيكية، الضارة بالحياة البحرية والبيئة، والتي يتم استخدامها بشكل يومي في متجري "تميمي" بحرم الجامعة. وقد اتخذ مدير متاجر " تميمي " ،الذي كان من بين الحضور في هذه الفعالية، اجراء حاسما بمنع استخدام الأكياس البلاستيكية بالمتاجر المتواجدة بمقر الجامعة.

لمزيد من المعلومات