حصل البروفيسور محمد الداوودي، الأستاذ المتميز في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) على جائزة الكويت المرموقة لعام 2023 في فئة العلوم الأساسية في مجال الكيمياء بفضل قيادته البارزة في صياغة استراتيجيات تصميم وتصنيع المواد الصلبة الوظيفية، واستخدامها في تطبيقات الطاقة واستدامة البيئة. 

يُذكر أن الداوودي يدير مختبر تصميم المواد الوظيفية واكتشافها وتطويرها (FMD3) في كاوست، الذي يهدف إلى تطوير وتصنيع مواد الحالة الصلبة الوظيفية الجديدة، ويشمل ذلك الهياكل المعدنية العضوية (MOFs) التي تدخل في العديد من التطبيقات الكيميائية، مثل فصل الغازات، والتحفيز الكيميائي، وتخزين الطاقة، وعزل الكربون. وتعتمد هذه المواد الجديدة على استراتيجيات تصميم مبتكرة ومعقدة تتضمن أساليب بناء جزيئية وفوق جزيئية. 

ولد البروفيسور محمد الداوودي، ونشأ في المغرب حيث حصل على درجة البكالوريوس من جامعة ابن زهر. وواصل دراساته العليا في فرنسا في جامعة دينيس ديدرو حيث حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه، ثم انتقل بعد ذلك إلى الولايات المتحدة حيث أسس مسيرته الأكاديمية في عدة جامعات، حتى أصبح أستاذًا في جامعة جنوب فلوريدا. ثم انضم إلى كاوست في عام 2009 كعضو هيئة تدريس مؤسس، وأصبح في عام 2016 أستاذ متميزاً. 

يشار إلى أن الداوودي هو الوحيد الذي يعمل في مؤسسة أكاديمية عربية من بين الأربعة الفائزين بجائزة الكويت لعام 2023، حيث مُنح جائزة الكيمياء مناصفة مع البروفيسور نشأت نصار من جامعة كالجاري في كندا. وكان الفائزان الآخران بجائزة الكويت لعام 2023 هما البروفيسور محمد سلطان والبروفيسور دينا كتبي. 

وبهذا التكريم، ينضم الداوودي إلى قائمة رائعة من علماء كاوست الذين فازوا بالجائزة سابقًا وهم الأستاذ حسام الشريف في عام 2018، والأستاذان إبراهيم حطيط ومحمد سليم العلويني في عام 2020، والأستاذين عثمان بكر وعمر محمد في عام 2021. 

هذه الجائزة هي أحدث تكريم في مسيرة الأستاذ الداوودي المهنية. ومنذ انضمامه إلى كاوست، أصبح يُدرج سنويًا في قائمة كلاريفيت الدولية  للباحثين الأكثر استشهادًا بأبحاثهم. 

وعبّر الداوودي عن سعادته بهذه الجائزة، وقال "تشرفت جدًا بمنحي هذه الجائزة التي أعتبرها تكريمًا عظيمًا ليس لإنجازاتي فقط، بل لمن أشرفوا على أبحاثي، وكذلك الأشخاص الذين عملوا في مختبري، وحققوا علومًا متميزة". 

وأكد البروفيسور بيير ماجيستريتي، نائب رئيس الجامعة للأبحاث عن فخره العميق بهذا الإنجاز، وقال "فخورون جدًا بالعمل العظيم الذي قام به البروفيسور الداوودي، والذي تكلل بمنحه هذه الجائزة المرموقة التي هي أيضًا شهادة على ريادة كاوست في مجال العلوم على الصعيدين العربي والعالمي".  

أُطلِقت جائزة الكويت في عام 1979، وهي جائزة تشهد إقبالًا متزايدا من الباحثين العرب في كل مكان، وتُمنَح لتكريم الإنجازات العلمية المتميزة للعلماء الكويتيين والعرب على النطاق العالمي في خمسة مجالات. أربعة منها سنوية للجنسيات العربية، وهي (العلوم الأساسية، العلوم التطبيقية، العلوم الاقتصادية والاجتماعية، الفنون والآداب)، أما المجال الخامس، فهو العلوم التخصصية الناشئة، فيعلن عنه كل سنتين مرة للجنسيات العربية.