أرفين , كاليفورنيا، يونيو 2014 - عقدت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (KAUST) ومركز أبحاث علم الوراثة اللاجينية والتفاعلات الأيضية (CEM) في جامعة كاليفورنيا في إيرفين اتفاقية شراكة مدتها 4 سنوات لتطوير الأبحاث في مجالات علم الوراثة اللاجينية والتفاعلات الأيضية. وتأتي هذه الشراكة بمثابة هدية من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، التي تقع في مدينة ثول الساحلية على بعد 50 ميلاً شمال مدينة جدة، وتعتبر جامعة أبحاث عالمية تضم نخبة متميزة من هيئة تدريس وعلماء من جميع أنحاء العالم إضافة إلى حرمها الجامعي ومرافقها الحديثة والمتطورة والتي تتيح للباحثين إجراء الأبحاث المؤثرة خصوصاً المتعلقة بالمياه والغذاء والطاقة والبيئة.

وتم وضع برامج الأبحاث التعاونية على أساس المصالح المشتركة والمشاريع العلمية المحددة بين باولو ساسون-كورسي، مدير عام مركز أبحاث (CEM) والبروفيسور دونالد برين، أستاذ الكيمياء الحيوية، والبروفيسور إيميليانا بوريلي، من جامعة كاليفورنيا إيرفين أستاذ في علم الأحياء المجهرية وعلم الوراثة الجزيئي ومدير المعهد الفرنسي للصحة والبحوث الطبية، فاليريو أورلاندو، أستاذ في العلوم البيولوجية ورئيس برنامج جامعة الملك عبدالله لعلم الوراثة اللاجينية البيئية، و البروفيسور بييرماجيستريتي، عميد العلوم والهندسة البيولوجية والبيئية في جامعة الملك عبدالله.

ويهتم علم الوراثة اللاجينية (Epigenetics) بدراسة التغيرات الوراثية في التعبير الجيني أو النمط الظاهري الخلوي ، والتي تنتج عن آليات أخرى لا علاقة لها في تسلسل الحمض النووي RNA. ويقول البروفيسور بييرماجيستريتي :" يساعد علم الوراثة اللاجينية على اكتشاف بعض الروابط الرائعة بين جيناتنا وعمليات الأيض التي تدخل في بناء أجسادنا وعقولنا. وجامعة الملك عبدالله مهتمة جداً في المساهمة في هذه الشراكة من خلال أبحاثها في مجال العمليات الخلوية الأساسية التي ترتكز عليها آليات علم الوراثة اللاجينية والتفاعلات الأيضية. ويضيف البروفيسور أورلاندو: "إن دراسة كيف تتعلم خلايا الجسم من البيئة، وتذكرها الخبرات الحيوية المستقلة، ونقل هذه الذكريات عبر الأجيال هو أحد المعارف الجديدة في علم الأحياء والطب الحيوي. وستساهم الأبحاث المشتركة بين جامعة الملك عبدالله وجامعة كاليفورنيا في فتح آفاق كبيرة وإثراء معرفتنا في مجال علم الوراثة اللاجينية ".

وسيجلب باحثوا مركز أبحاث (CEM) خبراتهم الكبيرة في مجالات عديدة مثل علم الوراثة اللاجينية والتفاعلات الأيضية ، التغذية، وعلم السلوك والأعصاب، ويكملون دور برنامج جامعة الملك عبدالله لعلم الوراثة اللاجينية البيئية الذي يركز على الآليات الجينية الأساسية لتكون الخلية والتفاعلات الأيضية والتكيف والسلوك. إضافة إلى أن كلا الجامعتين سوف يتبادلان الطلبة، وزملاء ما بعد الدكتوراه والأساتذة من أجل تقدم الأبحاث في هذه المجالات. ويقول ساسون-كورسي: "هذه فرصة فريدة لتطوير أوجه التعاون الاستثنائي بين جامعة كاليفورنيا إيرفين وجامعة الملك عبد الله بما يمكنهما من إجراء أبحاث متقدمة جداً في مجال علم الوراثة اللاجينية".

ويقوم مركز أبحاث (CEM) بتنظيم ندوة سنوية دولية مرموقة في مجال أبحاث علم الوراثة اللاجينية وطرق ضبط تكون الخلايا. وسيتم مستقبلاً تنظيم هذه الندوة بالتعاون مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وبمشاركة العديد من المتحدثين من جامعة الملك عبدالله. وتقام هذه الندوة في أكاديمية العلوم الوطنية بمركز بيكمان المجاور لحرم جامعة كاليفورنيا إيرفين وقد أصبحت مرجعاً رئيسياً لمجتمع باحثي علم الوراثة اللاجينية في الولايات المتحدة. ومن المتوقع زيادة هذه الندوات المشتركة في المستقبل بالإضافة إلى تنظيم الدورات التدريبية وحلقات العمل التي تركز على تقنيات علم الوراثة اللاجينية ذات الصلة.

وقال الدكتور رالف كليمان، عميد كلية الطب "إن الشراكة التي أنشئت حديثا بين مركز أبحاث (CEM) في جامعة كاليفورنيا إيرفين وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية تحقق جانبين رئيسيين من الجوانب الرئيسية لمهمتنا: أولاً من حيث الاكتشاف: فإنها توفر فرص تعاون فريدة من نوعها بين مختبرات الأساتذة ساسون-كورسي وبوريلي والمجتمع العلمي في جامعة الملك عبدالله. ثانياً من حيث التدريس: فبتبادل الطلبة والأساتذة وعقد الدورات التدريبية المشتركة والندوة الدولية السنوية في مجال أبحاث علم الوراثة اللاجينية سنتمكن من زيادة إثراء هذا التعاون وتوفير مناخ تعاوني مثمر لكلتا المؤسستين. وأنا أتطلع إلى التقدم العلمي الذي سوف ينتج من خلال هذا التعاون الكبير".