يكشف فريق من الباحثين الدوليين، بقيادة علماء من كاوست، دور أشجار المانغروف في دفن النفايات البلاستيكية في نظم البيئة البحرية

شهد إنتاج البلاستيك العالمي نمواً كبيراً في عام 1950، ومنذ ذلك الحين ارتفع هذا الإنتاج بنحو 8.5٪ سنويًا، ومع الأسف فإن معظم هذه الكمية الضخمة ينتهي بها المطاف في محيطات العالم نظراً لقلة إعادة تدوير النفايات البلاستيكية، وضعف معالجتها خصوصاً أن البلاستيك لا يظهر بكميات كبيرة في المياه السطحية للمحيطات ، والتي تضم  1 ٪ فقط من مخزونه المتوقع. 


وفي هذا السياق، نشرت المجلة العلمية "Science Advance" ورقة بحثية تضمنت دراسة علمية مشتركة قام فيه فريق من الباحثين من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، وجامعة كاليفورنيا بيركلي، وجامعة إديث كوان، وجامعة برشلونة، والوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، وجامعة آرهوس، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، توضح بالتفصيل نمط ترسب هذه النفايات البلاستيكية في البحر الأحمر والخليج العربي، والذي يتوافق بشكل وثيق مع تاريخ الإنتاج العالمي للبلاستيك. 

د. سيسيليا مارتن

وأظهرت الدراسة الدور الذي تلعبه أشجار المانغروف في دفن نفايات البلاستيك الدقيقة في التربة الساحلية والذي يضاف الى كفاءتها العالية في عزل الكربون حتى أصبح يشار إليها بشكل متزايد باسم موائل الكربون الأزرق، تقول د. سيسيليا مارتن ، المؤلفة الرئيسية للورقة: "لقد زاد دفن البلاستيك في رواسب أشجار المانغروف بوتيرة مماثلة للإنتاج العالمي للبلاستيك ، وهذا يشير الى أن هذه الرواسب تضم نفايات بلاستيكية منذ خمسينيات القرن الماضي".

وتسلط معظم الأبحاث الحديثة الضوء على خطورة هذه النفايات البلاستيكية على الكائنات البحرية التي قد تتعرض للاختناق أو الموت عند ابتلاعها الا أن هذه النفايات لا تشكل سوى جزء صغير من حجم النفايات البلاستيكية العالمية التي تم إطلاقه في البيئة على مدى عقود، وهذا ما تفصله هذه الدراسة البحثية المشتركة والتي تقدم دليلاً قوياً للمجتمع العلمي على أن النفايات البلاستيكية يتم دفنها في الرواسب والتي تعتبر الحوض الرئيسي للبلاستيك في البيئة البحرية منذ في منتصف القرن العشرين

يقول البروفيسور كارلوس دوارتي، أستاذ علوم البحار في كاوست: " يسلط بحثنا الضوء على غموض فقدان البلاستيك البحري ليكشف أن أشجار المانغروف وموائل الكربون الأزرق تعمل بكفاءة كبيرة في حبس البلاستيك ودفنه في التربة كي لا يلحق الضرر بالحياة البحرية".

كما يمكنكم قرأت الورقة البحثية كاملة على هذا الرابط: