Top

شركة انسياب للتقنية تقدم الحلول المبتكرة لتطوير آلية عمل أنظمة المراقبة والاستشعار

أسس كل من الدكتور أحمد بدر (جالساً)، زميل ما بعد الدكتوراه سابق في كاوست، والبروفيسور سليم العلويني (واقفاً) من كاوست شركة انسياب للتقنية. الصورة بعدسة خلود معاذ.

بقلم عبدالله الحمدان, من أخبار جامعة الملك عبدالله

أحمد بدر يروي قصة انسياب: تزاوج البيئة الداعمة مع الصبر والمثابرة يولد النجاح

3 أعوام من البحث العلمي في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) اثمرت عن انشاء شركة تقنية ناشئة، متخصصة في تقديم الحلول الذكية التي تخول الروبوتات والدرونز للتعاون فيما بينها لأداء مهمة واحدة.

في مستهل حديثه عن شركة انسياب وفكرة المشروع التي تهدف للخروج بحلول مبتكرة تساهم في تطوير آلية عمل أنظمة المراقبة والاستشعار، يعود الدكتور أحمد بدر، المدير العام للشركة إلى الوراء قليلاً لمرحلة ماقبل بداية التأسيس، وتحديدا مسيرته الاكاديمية حيث  يقول "مسيرتي الأكاديمية بدأت من الجامعة الأردنية، ومن ثم جامعة ولاية أوهايو في أمريكا Ohio State University والتي حصلت منها على درجة الماجيستير في تخصص الهندسة الكهربائية والحاسوبية. أما درجة الدكتوراة فقد حصلت عليها في العام 2013 من جامعة باريس التقنية Télécom ParisTech في نفس التخصص.

المرحلة الثانية كانت في جامعة الملك عبدالله، وفيها يقول الدكتور أحمد "لقد عملت قرابة 3 أعوام ضمن الفريق البحثي للبروفيسور سليم العلويني في كاوست، والتي استطيع القول انها وبكل تأكيد، كانت فترة محورية حيث ساعدتني على إضفاء المزيد من النضوج على أعمالي البحثية حتى تصبح أكثر ملامسة لاحتياجات الشركات والقطاعات الاقتصادية المختلفة. وقد كان لذلك الأثر المباشر في تحصيل عدد من المنح البحثية من ضمنها منحة قدمتها شركة الاتصالات السعودية. وقد تمخض ذلك المشروع البحثي(بالذات عن العديد من الأوراق العلمية المنشورة في دوريات مرموقة بالإضافة إلى براءة اختراع".

ويضيف أحمد "أثناء عملي كعضو في الفريق البحثي، انصب اهتمامنا على توجيه جهودنا للخروج بحلول مبتكرة تساهم في تطوير آلية عمل أنظمة المراقبة والاستشعار خاصة تلك التي تنضوي على استخدام الروبوتات. وقد قدمت الجامعة البيئة الحاضنة لإجراء الأبحاث الأساسية ووفرت الدعم لبناء النماذج الأولية كخطوة أولى نحو تطوير منتج نهائي".

فكرة انسياب

 كان التفاعل المباشر مع الشركات والمرافق الصناعية خاصة العاملة منها في قطاعات الطاقة المختلفة، ملهما لاعضاء الفريق لانشاء شركة انسياب حيث أدركوا من خلال ذلك مدى الحاجة لأنظمة ذكية وفعالة وذات كلفة منخفضة لإجراء المسوحات الميدانية والمراقبة الجوية للمرافق باستخدام المركبات الآلية (مثل الروبوتات والدرونز) كما يقول الدكتور أحمد. في ذلك الوقت  كانت المنتجات القائمة في الأسواق مقتصرة على استخدام مركبة آلية واحدة، في حين أن الطبيعي تسيير عدة مركبات في آن واحد لتقليص المدة اللازمة لإنهاء المسح أو لزيادة المساحة المغطاة. إلا أن حلول الاتصالات والحوسبة المتاحة آنذاك افتقرت للقدرة على إدارة عدة مركبات آلية معا وبشكل فعال. فكانت الفكرة تكمن في تطوير منتج يغطي هذه الثغرة ويسهم في إعطاء مطوري الحلول الفرصة لبناء أنظمة متعددة المركبات.

طور فريق انسياب المتمثل بالدكتور أحمد بدر (يساراً)، المدير العام للشركة، والبروفيسور سليم العلويني (يميناً) تقنية (AirFabric)،التي تقدم اتصال لاسلكي واسع النطاق منخفض التأخير يسمح لمجموعة من المركبات ذاتية القيادة وحتى البشر بالتعاون الفعال. الصورة بعدسة خلود معاذ.

ويشرح الدكتور أحمد " لقد قمت بتأسيس شركة انسياب بالتعاون مع البروفيسور سليم العلويني، وكان ذلك أمرا طبيعيا بالنظر لكوني عملت معه في ضمن فريقه البحثي في الجامعة،فكلانا يعمل في مجال الاتصالات اللاسلكية والهندسة الكهربائية بشكل عام. والبروفيسور سليم يعتبر من الباحثين المعروفين ضمن هذا التخصص وله خبرة عريضة في هذا المضمار. أما أنا فقد عملت في عدة شركة صناعية في المنطقة وخارجها فتكونت لدي خبرة تزيد عن 10 سنوات ذات علاقة مباشرة بمجال عمل شركة انسياب".ويرى الدكتور أحمد ان الشركة أوجدت قيمة مضافة مباشرة تتمثل في الإيرادات الخارجية المتدفقة لها ، حيث أن كل عملاء الشركة من أمريكا وأوروبا.

فريق انسياب المتمثل بالدكتور أحمد بدر (يساراً)، المدير العام للشركة، والبروفيسور سليم العلويني (يميناً) من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية يعملان معاً داخل أحد مرافق الحرم الجامعي. الصورة بعدسة خلود معاذ.

ماذا نقول للشباب السعودي من رواد الأعمال

ويوجه الدكتور أحمد نصيحته للشباب السعودي الذي يتطلع الى المستقبل بقوله "عدم الاستعجال في تحقيق النتائج خاصة إذا كان منتج الشركة منبثق عن مشروع بحثي أو علمي. كما أرى أن التعلق بالفكرة والتشبث بها بالرغم من صعوبة إقناع السوق بها قد يكون مؤشرا على عدم جدوى الاستمرار بنفس الطريق السابق ولا أقول أنه مؤشر على ضرورة التراجع! كما أن من أهم عناصر الاستمرارية والإنجاز هو أن يكون المؤسسس والفريق مؤمنين بما يقومون به 100%.

ويعتبر الدكتور أحمد أن  الصبر مفتاح الفرج! و أن بناء الشركة الريادية يحتاج إلى الكثير من الصبر والمثابرة والقدرة على التعامل مع الصعوبات، ويقول" لا أكاد أبالغ إذا قلت أن درجة ابتكارية الفكرة البحثية أو العلمية قد لا تشكل أكثر من 20% من قوة الدفع اللازمة لمضي الشركة قدما".

ويضيف الدكتور "تعمل الشركة حاليا على تطوير النسخة الثانية من المنتج والذي من المنتظر أن يكون جاهزا في نهاية العام الحالي. وترنو الشركة أن تعينها النسخة المطورة على التوسع في أسواق جديدة خلال الأعوام المقبلة".