Top

حقائق مستقبلية محتملة

المصمم والمهندس المشارك في تأسيس "مخبر المستقبل القريب" (Near Future Laboratory) جوليان بليكر متحدثاً في برنامج الإثراء في الخريف 2017 في الحرم الجامعي في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية.

كان جوليان بليكر في طفولته يحلم باقتناء نسخة من كتاب الدليل التقني لمسلسل الخيال العلمي الأمريكي الشهير "ستار تريك"، الذي صدر عام 1975 للرسام الأمريكي فرانز جوزيف. وكان هذا الكتاب بمثابة دليل يفصّل بإتقان كيفية بناء كل شيء في المسلسل. كان جوليان يعتقد أن اقتناء هذا الدليل سيساعده على تعلم كيفية بناء التقنيات التي كان يعرضها المسلسل والتي كانت من وحي خيال الكاتب جوزيف نفسه. وقد ألهمه ذلك في دراسة الهندسة.


المهندس والمصمم بليكر هو أحد أربعة أعضاء في مؤسسة "مختبر المستقبل القريب" (Near Future Laboratory) التي يقول إنها "تستكشف المستقبل وترسم غير المتوقع وتحول الفرص إلى ابتكارات جديدة ملموسة". ويجتمع هؤلاء الأعضاء في مختبرهم لتصميم وتطوير مشاريع مستوحاة من اهتماماتهم ورغباتهم الخاصة لرؤية شيء جديد في العالم.

يقول بليكر إنه وزملاؤه الثلاثة: المصمم نيك فوستر؛ والباحث والمهندس فابيان جيرادين؛ والباحث والكاتب نيكولاس نوفا "يركزون على التصميم العملي والإنشاء الفيزيائي ووضع نماذج أولية والرصد وصناعة الملحقات ، وجميعهم يرون أن الخيال العلمي هو طريق لطرح أسئلة واستكشاف رؤى جديدة والخروج بابتكارات تفضي إلى تصاميم جديدة وفعالة. ونحن نعتقد أن التصميم يجعل العالم مكاناً مثالياً وصالحاً للسكن".

رواية القصة

ركزت كلمة بليكر الرئيسية على "الخيال التصميمي"، وهي طريقة تستخدم قصصاً يرويها قاص لتقديم نماذج أولية للمستقبل القريب، وتسعى إلى إقناع الحضور بالأفكار المستقبلية. يقول بليكر: "الخيال التصميمي هي المنهجية التي نتبعها في تخيل المستقبل، وهي طريقة رائعة للتفكير والتطور والخروج بأفكار وبناء وصناعة أشياء من خلال الخيال. فنحن نبتكر أشياء غير موجودة ولكنها قد توجد، أي أنها ليست حقيقية تماماً وغير زائفة تماماً".

المصمم والمهندس المشارك في تأسيس "مختبر المستقبل القريب" (Near Future Laboratory) جوليان بليكر (في الوسط) يلقي محاضرة رئيسية في إطار برنامج الإثراء في الخريف 2017 في الحرم الجامعي في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية. هنا يتلقى الشكر في نهاية كلمته من أستاذ جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية الجامعي جيل لوبينو (إلى اليسار)، رئيس برنامج الإثراء في الخريف وماري لور بولو (إلى اليمين)، مديرة برامج الإثراء.

 ​
وأشار إلى أن قصصاً كقصة جول فيرن الكلاسيكية "عشرون ألف فرسخ تحت الماء" والقصة التي تستند إليها سلسلة أفلام "الحديقة الجوراسية" تعتبر "من أفضل السبل التي يدرك الجمهور الواسع بواسطتها الإمكانيات المستقبلية للعلوم والتقنية، وهي منهجية مختلفة عن منهجية العمل الهندسي أو العلمي التقليدي".

ففي فيلم "الحديقة الجوراسية" مثلاً، يؤخذ المشاهدون في رحلة خيال علمي عن الديناصورات. وقال: "خلال هذه الرحلة، يكف الجمهور عن تكذيب إمكانية وجود الديناصورات فعلياً. ويتجادل العلماء حالياً حول إمكانية تحقيق العلم المقدم في الفيلم، أي أنهم يتجادلون حول الخيال العلمي، وهذا رائع حقاً".

عيوب التقنية

يطبق بليكر وفريقه أيضاً بعض الخيال التصميمي من خلال التصوير، إذ يبتكرون عدداً من مقاطع الفيديو القصيرة التي تتعامل مع تقنيات المستقبل الممكنة ودورها في حياتنا.

يقول بليكر: "يعتقد الناس أن التقنية مثالية تماماً، ولكنها ليست كذلك ولن تكون. فمشاركة نقاط الإخفاق يجعل التقنية والمستقبل أكثر قابلية للتصديق".

وأشار إلى أن كتاب "ستار تريك، الدليل التقني لأسطول النجوم" ينضوي أيضاً تحت مظلة الخيال التصميمي إذ يجعل الخيال العلمي ملموساً و"يصوغ ويرشد ويوسع التخيلات بشأن ما هو ممكن. إنه يروي قصة التقنية وكيف يمكن العمل عليها".

وكان اختراع دليل الإقلاع السريع لسيارة ذاتية القيادة والمقالات الإخبارية الخيالية المصاحبة له من أجل تفصيل إطلاق السيارة من أطول مشاريع المختبر. وقال: "وضعنا الدليل بالاشتراك مع مجموعة من المشاركين في ورشة عمل مع إدراكنا بأن الناس مأخوذين بالظاهرة الثقافية للسيارات ذاتية القيادة."


2017-10-23_Fiction_key_note-30.jpg


لمسة التقنية

ابتكر بليكر وزملاؤه دليلاً خيالياً من المستقبل أيضاً مثل دليل إيكيا الخيالي الذي أنتجوه ويعرض مفروشات ذكية ورفوف ومنازل مصنوعة من مواد عضوية. واختتم كلامه قائلاً: " كجميع أنواع الخيال التصميمي، يشجع هذا الدليل الخيالي الذي ابتكرناه على إجراء المناقشات والمحادثات عن نوع المستقبل القريب الذي نفضله حتى لو تطلب ذلك أن نتخيل المستقبل القريب الذي نخشاه. ويجب أيضاً أن لا نكتفي ببناء أفكارنا عن المستقبل من حاضرنا فقط بل أن نطلق العنان لمخيلاتنا".