التحق بالجامعة
الانتقال إلى الجامعة
انضم إلينا
وظائف أعضاء هيئة التدريس
رؤيتنا
المجلة العلمية
يبتكر إرنست نيل دافيسون، وهو أحد كبار نافخي الزجاج العلمي في الجامعة، أنواع مختلفة عديدة من الأواني الزجاجية في ورشة عمل الزجاج العلمي في جامعة الملك عبدالله، لصالح مراكز الأبحاث. عدسة: أشرف عبدالرحمن.
-بقلم ديفيد مورفي وماريان أونيل، أخبار كاوست
للزجاج تاريخ طويل في تعزيز التطور العلمي. ولعلّ خصائصه الأساسية-مثل عدم التبخّر، ومقاومة الحرارة، وقابلية المطاوعة، والطبيعة غير المسامية- تجعله مادة مثالية لإجراء التجارب العلمية. وبدءاً من زجاج المصباح الكهربائي إلى زجاج الألياف الضوئية، غيَّر الزجاج جوهرياً كيفية رؤيتنا وتفاعلنا مع عالمنا.
ظهرت مهارة نفخ الزجاج العلميّ لتسد الفجوة بين المادة والتطبيق. ومع الارتفاع المضطرد في مستوى البحث العلمي في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ازداد الطلب على المعدات المتخصصة، وخاصة المنتجات الزجاجية العلمية. ولتلبية الطلب المستمر على المنتجات العلمية للزجاج، افتتحت المختبرات الرئيسية في الجامعة مؤخراً نسخة مطورة من ورشة الزجاج العلمي.
قدّم المرفق الجديد مجموعة واسعة من المعدات المتطورة للغاية، بما في ذلك المخارط الدقيقة الكبيرة والصغيرة، ومعدات التلميع البصرية، وآلات طلاء الذهب والبلاتين وفرن الكوارتز الصلب. هذا المرفق المتطور، وخبراء نفخ الزجاج فيه، جاهزون الآن لتقديم معدات زجاجية علمية حسب الطلب إلى المجتمع الأكاديمي للجامعة.
وأكّد دافيسون: "لن يكون بمقدورك العمل على آلات كهذه في أي مكان آخر في العالم. فهنا يمكننا إنتاج مطياف الكتلة البلازمية ICP-MS، وأواني OES الزجاجية المطيافية. ولا أعرف أي جامعة في العالم تصنع محلياً في منشآتها مثل هذه الأواني الزجاجية التي ننتجها محلياً".
نافخا الزجاج العلمي في الجامعة، إرنست نيل دافيسون وإيميليو هارينا، يعملان معاً في ورشة الزجاج العلمي لجامعة الملك عبدالله، وهي جزء من المختبرات الرئيسية في الجامعة، على صنع أواني زجاجية لصالح مراكز الأبحاث. عدسة: أشرف عبد الرحمن.
يعدّ نافخو الزجاج العلمي حرفيين ذوي مهارات عالية، يمتلكون فهماً شاملاً لآليات البحث، ويحظون باعتراف واسع وطويل الأمد ضمن الميدان العلمي بمدى حرفيّتهم. وفي حين أن الإنتاج الضخم الحديث لمعدات المختبرات العامة يتطلب منهم زيادة صقل مهاراتهم؛ فإن نافخي الزجاج العلميّ يركّزون اليوم على التعامل مع تعقيدات أجهزة أكثر دقة، حيث أنّ عملهم يتطلب تضافراً ما بين البراعة والإبداع والوعي العلمي.
يتمتّع دافيسون، الذي انضم إلى جامعة الملك عبدالله في العام 2015، بخبرة كبيرة في هذا المجال. وبدأ حياته المهنية في صناعة الزجاج منذ 30 عاماً في مسقط رأسه سندرلاند، في شمال شرق إنجلترا. ولسندرلاند تاريخ عريق في صناعة الزجاج، حيث بدأ دافيسون تدريبه في صناعة الزجاج لمدة خمس سنوات في واحدة من أشهر ورش المدينة.
قال دافيسون: "عندما تركت المدرسة في 1988، أجريت مقابلة مع شركة محلية تسمى Dunelm Glass، وعملت فيها، حيث صنعت زجاجاً علمياً، لكننا ركزنا أساساً على صنع صنارات الصيد، ونماذج الطائرات، ومنتجات الحلي والمجوهرات".
وأشار إلى أن "العمل لم يتغير منذ أن بدأت". وأضاف: "تستخدم إلى حد بعيد المواد ذاتها، والأدوات عينها. الفرق الوحيد الآن هو أن بعض الشركات لديها مخارط ذات قدرات مائية نفّاثة قادرة على قطع الزجاج بأشكال دقيقة. لكن الصنعة مازالت هي نفسها تماماً- سيتعلم المتدربون اليوم المهارات نفسها التي تعلمتها في الثمانينيات".
يبتكر أحد كبار نافخي الزجاج العلمي في الجامعة، أنواع مختلفة عديدة من الأواني الزجاجية في ورشة عمل الزجاج العلمي في جامعة الملك عبدالله، لصالح مراكز الأبحاث. عدسة: أشرف عبدالرحمن.
ستقدم ورشة الزجاج العلميّ في الأشهر المقبلة برنامجاً تدريبياً للطلبة السعوديين، ما يضمن توطين وتناقل المهارات القديمة بغية الاستمرار في مساعدة أعمال الباحثين المستقبليين. ويجري حالياً تدريب مهني مدته خمس سنوات، يتعلم خلاله الطلبة المحليون تاريخ الزجاج لمعرفة كيفية إنشاء الأواني الزجاجية العلمية الخاصة بهم.
أوضح دافيسون: "سيبدأ الطلبة بالتعرف على الاستخدام اليومي وتاريخ الزجاج، ومن هناك سيتعلمون كيفية تحضير الزجاج. وبمجرد أن يتمكنوا من إعداد الزجاج -من خلال القطع والطحن والتلميع والغسيل وما إلى ذلك-أعلم أنهم مستعدون للانتقال إلى المستوى التالي؛ لإعداد الغاز ووضع كل هذه القطع من الزجاج معاً".
وأضاف: "سيعقد البرنامج على مدى خمس سنوات ضمن آليّة صعبة وطويلة، ولكن مجزية أيضاً. في تدريبي المهني، أمضيت الأسابيع الستة الأولى في ورشة العمل لمجرد مشاهدة ومراقبة معلّمي في شركة Dunelm Glass. في ذلك الوقت، لم أشغّل أي آلة. كنت أشاهد وأتعلّم فقط".
وقال: "اعتاد معلّمي أن يقول لي إن نفخ الزجاج أشبه بموازنة كرة تحملها على قلم. يبدو ذلك في البداية مستحيلاً، لكنك تتعلم. وقد يستغرقك الأمر أكثر من 10 سنوات للوصول إلى مستوى قدرتي".
يشعر دافيسون بالفخر لكونه يلعب دوراً في إدخال نفخ الزجاج إلى السوق الجديدة في المملكة العربية السعودية.
وأشار قائلاً: "سيأتي المتدربون الجدد على نفخ الزجاج بأفكار جديدة مقرونة بعقلية مختلفة. ونحن، في جامعة الملك عبدالله، نعرّف الطلبة السعوديين على مهارة قديمة يمكنهم من خلالها إضافة جميع أنواع الأفكار والتقنيات الجديدة. ومن المثير أن ندرّبهم هنا في المملكة".
يبتكر إيميليو هارينا، وهو أحد كبار نافخي الزجاج العلمي في الجامعة، أنواع مختلفة عديدة من الأواني الزجاجية في ورشة عمل الزجاج العلمي في جامعة الملك عبدالله، لصالح مراكز الأبحاث. عدسة: أشرف عبدالرحمن.
يتلقى دافيسون وهارينا العديد من الطلبات اليومية من المجتمع الأكاديمي في جامعة الملك عبدالله. يقول دافيسون: "أصنع منتجات كثيرة أعمل عليها روتينياً وبسهولة. لكنني أستلم أحياناً عملاً مختلفاً يعوض الفارق كله، فأغرق في حيرة من أمري لأنّني لم أصنع منتجاً مثله منذ 10 سنوات. حينئذ يتعين عليّ إعادة صنع تصميم قديم، وأن أجدّده مرة أخرى".
وأضاف: "أعتقد أن نفخ الزجاج سيستعيد شعبيته في السنوات العشر المقبلة. فعندما بدأت مسيرتي المهنية لأول مرة، كان البولي بروبلين البكر [البلاستيك] يسبب الكثير من البطالة في ورش الزجاج المنفوخ لأنه لم يكن بحاجة إلى مجموعة شاملة من المهارات لإنتاجه. كان البلاستيك متاحاً بسهولة، بإنتاج ضخم، والأهم أنه كان أرخص من تصميم الأواني الزجاجية".
"كان بمقدورك يوماً، باستخدام قوالب الحقن الرخيصة، أن تستعمل أنبوب الاختبار مرة واحدة ثم ترميه. لا يمكنك فعل ذلك الآن. فسيكون ذلك مزعجاً. توجد توجّهات بيئيّة الآن، تتيح لك إعادة استخدام أنبوب الاختبار الزجاجي المصنوع يدوياً خمس أو عشر أو عشرين مرة. طبعاً سينكسر في نهاية المطاف، ولكن يمكنك إعادة تدويره، أي إصلاحه واستخدامه مرة أخرى. وسيكون من المثير أن نرى أين يمضي بنا هذا المجال في السنوات المقبلة، خاصة مع متدربينا المستقبليين في المملكة".