التحق بالجامعة
الانتقال إلى الجامعة
انضم إلينا
وظائف أعضاء هيئة التدريس
رؤيتنا
المجلة العلمية
يتألف فريق فالكون فيز (من اليسار إلى اليمين) من المؤسسين أنس دهلوي ونيل سميث ومحمد شلبي ولوكا باسون. الصورة مقدمة من مركز الحوسبة المرئية في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية
حجزت فالكون فيز، إحدى الشركات الناشئة داخلياً في الجامعة موقعاً لها مؤخراً في "قائمة أقوى 100 شركة ناشئة عربية 2017" التي تصدرها مجلة فوربس الشرق الأوسط المرموقة. وتُعد هذه الشركة الناشئة، التي تركز على المسح الجوي ثلاثي الأبعاد ورسم الخرائط باستخدام طائرات من دون طيار، من بنات أفكار مؤسسيها الأربعة: أنس دهلوي مدير فالكون فيز العام الذي يعمل في مركز الحوسبة المرئية؛ نيل سميث، المدير التنفيذي لفالكون فيز وعالم أبحاث في مركز الحوسبة المرئية؛ لوكا باسون، المدير التقني في فالكون فيز ومرشح الدكتوراه في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في هندسة وعلوم الأرض؛ محمد شلبي نائب رئيس فالكون فيز لتطوير الأعمال وعالم أبحاث رئيسي في مركز الحوسبة المرئية.
وقال شلبي: "من الرائع الوصول إلى القائمة كشركة ناشئة ناجحة في الشرق الأوسط، إذ وقع الاختيار على ست شركات سعودية فقط، وكانت شركتنا من بينها. ولعلها الشركة الناشئة الوحيدة القائمة على التقنية التي سجلت براءة اختراعها ووضع نموذجها الأولي وطبقت على أرض الواقع في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية".
وأضاف: "أعتقد أن مجرد الوصول إلى قائمة فوربس يعد إنجازاً هاماً بغض النظر عن المرتبة التي حصلنا عليها. فقد حصلنا على التقدير سواء كنا في المرتبة 86 أو 8 أو حتى في المرتبة الأولى".
تقدم فالكون فيز حلولاً منقذة للحياة عن طريق تطوير تقنية مسح جوي عالية الجودة. ويمكن لطائراتها سريعة الاستجابة التي تطير من دون طيار مسح خريطة ثلاثية الأبعاد بمقياس كامل لمنطقة تبلغ 4 كم مربع أصيبت بكارثة في غضون 30 دقيقة. وتقدم البيانات المكتسبة خط إمداد غني بالصور التي تجري دراستها لكشف السبيل الأمثل لتحويل البيانات إلى نموذج ثلاثي الأبعاد.
وأشار سميث إلى أن إنشاء فالكون فيز مستوحى من طريقة إجراء المسح لمئات السنوات قبل اختراع الجهاز. وقال: "كان شخص واحد يجري المسح ثلاثي الأبعاد ويضع الخرائط ويحصل على البيانات باستخدام أداة واحدة على الأرض، وكان الحصول على أي تفصيل يستغرق ساعات وساعات".
وأضاف: "أما باستخدام الطريقة الثانية التي طورنا تقنيتها، فيمكن لكاميرا مركبة على الطائرة المسيرة تصوير مساحات واسعة في جزء من الثانية. لقد فتح هذا آفاقاً جديدة لرصد عمليات الإنشاء وتصوير مناطق كان تصويرها متعذراً من قبل. وتعتبر القدرة على تصوير العالم وتوثيق ذلك بدقة من أهم المساهمات أو التطورات التقنية".
قال باسون: "قبل فالكون فيز، كنت أستخدم الطائرات من دون طيار من أجل المتعة فقط، وأنا أتحدث عن الفترة التي كانت فيها كلمة «طائرة مسيرة» جديدة ولم يكن الناس يدركون معناها حقاً".
وأضاف: "كنت أضع كاميرا على طائرة مسيرة. لعلها فكرة مجنونة بعض الشيء، ولكنها كانت هوايتي. وبدأ كل شيء عندما تواصلت مع نيل وأخبرني أن لديه طريقة لتجميع الصور في نماذج ثلاثية الأبعاد. لقد استخدمها في مواقع أثرية ومن أجل أبحاثه، وفكرنا بالقيام بهذا هنا في مسجد الجامعة".
كان الوقت قد حان كي تبدأ فالكون فيز باستقطاب عملاء محتملين ومتعاونين ومستثمرين من خارج الجامعة. فاتصلت بلدية جدة بنا في 2014 لإجراء مسح 250 ألف متر مربع من حي البلد دعماً لطلب المدينة الذي قدمته لمنظمة اليونيسكو لإدراج أجزاء من الحي ضمن مواقع التراث العالمي.
أدخلت الصور التي جمعت إلى برمجيات تصوير تملكها الشركة، حيث جرى تحويلها إلى خرائط ثلاثية الأبعاد ومساقط ونماذج دقيقة التفاصيل. واستخدم مخططو المدن والباحثون التاريخيون الخرائط التي قدمتها طائرات فالكون فيز المسيرة، كجزء من الجهود المتواصلة للحفاظ على التراث في المنطقة.
وأضاف باسون: "أدركنا أننا نستطيع تحويل الفكرة إلى شركة عندما طلب منا إجراء مسح لحي البلد. لم نكن نبحث عن عملاء، وصادف أن أتانا عميل مهم. ومن هناك، فكرنا أننا يجب أن نؤسس الشركة. والباقي هو ما عليه فالكون فيز حالياً".
وحتى الوقت الحالي، تعاونت فالكون فيز مع عملاء مثل شركة أرامكو وشركة داو للكيمياويات وأنجزت لهم ولغيرهم مشاريع. كما تقدم فالكون فيز خدمات أيضاً في مجالات متنوعة كرصد مواقع الإنشاء وإجراء تقييمات التنقيب والتخطيط العمراني.
يؤكد شلبي أن تقدم فالكون فيز المستقبلي "لا حدود" له. ويشعر أيضاً أن الفريق الحالي الذي ازداد عدد أعضائه من الأربعة الأصليين إلى 18 عضواً قادر على النمو والتوسع خارج قاعدة عملائه الحالية في المملكة وفي الشرق الأوسط.
وقال: "نخطط للتوسع والتطور بلا شك، فقد نجحنا في تطوير هذا الفريق من الأشخاص الأربعة الأصليين إلى 18 حالياً، ولكن الجودة أهم من العدد".
وأضاف: "نفذنا بعض المشاريع خارج المملكة بغية توسيع الفريق خارج حدود المملكة العربية السعودية والشرق الأوسط؛ فمثلاً، نفذنا مشروعين في الولايات المتحدة الأمريكية. لقد كنا في الشرق الأوسط نستعين بشركة تقنية من أوروبا أو الولايات المتحدة الأمريكية لتنفيذ مشاريعنا، ولكن وجود شركة سعودية من حجمنا تناقش مشاريع محتملة خارج المنطقة أمر مهم. لقد أصبحنا نصدر التقنية عوضاً عن استيرادها".
ويؤكد باسون بأن دعم التوظيف في المملكة من أهم أهداف فريق فالكون فيز. وقال: "يعمل لدينا حالياً قرابة 20 شخص معظمهم سعوديون. ولعل أعظم إنجازات الشركة أننا نجحنا في استحداث قيمة كبيرة تمكننا من البدء بتقديم وظائف".
وأضاف سميث: "من المثير بالنسبة لي أننا استطعنا الانتقال من فكرة ولدت في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية إلى شركة تجارية ناجحة. أعتقد أنه نجاح للجامعة بأكملها وليس نجاحاً لنا نحن فحسب. فأن تكون أحد النجوم الأوائل لشركة ناشئة في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية يظهر لك الآفاق التي تفتحها الرؤية الأصيلة للجامعة".
واختتم سميث كلامه قائلاً: "مهمتنا أعظم من مجرد التقنية المشتركة أو مجرد إجراء مسح. فمهمتنا تتمثل بتقديم طريقة جديدة تتيح توثيق العالم وتعود بالنفع على المدن والبلد بسبل لم تكن ممكنة من قبل. وتتمثل رؤيتنا في النظر إلى ما يجري في العالم بأسره لا في المملكة العربية السعودية فحسب".