Top

شركة "آيرس" الناشئة تطوّر تقنيات لتحويل النوافذ إلى ألواح شمسية

ديريا باران (اليسار)، أستاذ مساعد هندسة وعلوم المواد في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، أنشأت وفريقها شركة آيريس الناشئة التي تطور الخلايا الكهروضوئية المدمجة مع المحافظة على الشفافية للضوء المرئي. الصورة بعدسة سارة منشي.

-بقلم لولوه شلهوب, من أخبار جامعة الملك عبدالله

تتطلب مدن المستقبل إنشاء مباني ذكية منخفضة الطاقة. فبحلول عام 2025، من المتوقع أن يسكن 68 بالمائة من سكان العالم في المدن وذلك وفقا لتقرير أصدرته الأمم المتحدة عام2018  عن توقعات التطور الحضري. وبالتالي، يتحتم النظر في مصادر بديلة للطاقة عند إطلاق مشاريع متعلقة بالمدن في المستقبل.

تقول ديريا باران، أستاذ مساعد في هندسة وعلوم المواد في قسم العلوم والهندسة الفيزيائية (PSE) وعضو في مركز الطاقة الشمسية: "في مدن المستقبل، أعتقد أن كل مبنى سيقوم بإنتاج طاقته الخاصة. كل شيء سيعتمد على الطاقة المتجددة. لا يوجد سبيل آخر. أنا لا أقول إن النفط سوف يزول، لكنني أعتقد أننا سنستخدمه بأساليب أكثر قيمة من كونه وقوداً فقط."

يدير مركز الطاقة الشمسية مشاريع متعدّدة صناعيًا لتسويق الأبحاث. فقد طورت باران وفريقها تقنية فلطائية ضوئية تسمح لأي نافذة أن تكون بمثابة ألواح شمسية لتوليد الطاقة وأن تحافظ على شفافيتها في الوقت ذاته.

ديريا باران ، أستاذ مساعد هندسة وعلوم المواد في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية. الصورة بعدسة سارة منشي.

تقوم الشركة الناشئة "آيرس" التي أسستها باران مع فريقها والحائزة على منحة "تقدّم" لمساندة المشاريع الناشئة بتطوير الخلايا الكهروضوئية وبناء تطبيقات داخلية وواجهات مباني ونوافذ للمباني والدفيئات الزراعية مع المحافظة على الشفافية للضوء المرئي، والحفاظ على النواحي الجمالية للبناء. وتساعد هذه التقنية على تقليل استهلاك الكهرباء في المباني بنسبة تصل إلى 25٪ أثناء توليد الطاقة، بالإضافة إلى خصائص إضافية لامتصاص الأشعة تحت الحمراء لإدارة الحرارة.

يقول إيان مكوليك، مدير مركز الطاقة الشمسية وأستاذ العلوم الكيميائية في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية: "يعد مجال تقنية الطاقة الشمسية الشفافة مثيراً للغاية وسوقًا كبيرة للغاية". وأضاف: "التقنية التي طورتها ديريا وفريقها مع تصنيع منخفض التكلفة يمكن أن يكون لها تأثير كبير".

يُستهلك أكثر من 70٪ من الكهرباء المحلية في المملكة في التبريد وتكييف الهواء، وفقا لورقة بحثية نشرت في عام 2017. وفي الوقت الراهن، يعتمد إنتاج الكهرباء بشكل كبير على حرق الوقود الأحفوري الذي ليس فقط ذي تكلفة باهظة، ولكن يضر بالبيئة نظراً للانبعاثات التي يطلقها والتي تزيد من تلوث الهواء. وتماشيًا مع أهداف الرؤية السعودية 2030، من المتوقع أن يتم التخفيف من الاعتماد على الوقود الأحفوري لإنتاج الكهرباء مع ظهور مصادر الطاقة المستدامة لتلبية الحاجة.

يعتقد فريق شركة آيريس أن التقنية الخاصة بهم يمكن أن تكون "المستقبل للمدن الجديدة". الصورة بعدسة سارة منشي.

تضيف باران: "أعتقد حقا أن هذا هو مستقبل المدن الجديدة. نحن نعلم أن الاحتياج للتبريد خاصة في هذه المنطقة ضخم وسيظل مشكلة كبيرة، بل أكبر مع تزايد عدد السكان."

تعد شركة مزارع البحر الأحمر التي أسسها مارك تستر، أستاذ علوم النبات في قسم العلوم والهندسة البيولوجية والبيئية (BESE) مع زملائه في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، أول عميل لشركة "آيرس" الناشئة.

والغرض من هذا التعاون هو استفادة الشركة، المعنية بالأعمال التجارية الزراعية المبنية على الأبحاث العلمية، من نوافذ "آيرس" لخلق بيئة أفضل لنمو النباتات وزيادة غلة المحاصيل.

ويقول مكولوك: "النموذج الأولي مثير حقًا وهو تحت مظلة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، حيث أتيحت الفرصة للقاء فكرتين من مجالين مختلفين لبناء وعرض مثال رائعًا جدًا لإمكانيات كلتا التقنيتين."

ويضيف: "توفر جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بيئة يستطيع الباحثين من خلالها الاجتماع معًا ومقابلة ومناقشة التقنيات المختلفة والحصول أيضًا على دعم من الجامعة لتحقيق ذلك. في كثير من الأحيان، تفشل الأفكار لأنها لا تملك الدافع الأولي للتغلب على العقبة الأولى، وبمجرد تخطيها، يصبح الأمر أسهل بكثير. وما يميّز جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية هو توفير البنية التحتية الصلبة والقدرة على التغلب على العقبة الأولى."

ويشكل سد الفجوة بين العلم والتطبيق العملي تحديًا كبيراً. عن ذلك تقول باران: "إننا نمضي قدمًا في تطوير منتجاتنا والبحث عن الاستثمار والشراكة المناسبة لتحقيق مزيد من التقدم."