Top

باحثتان من كاوست تُكرَّمان في برنامج لوريال-اليونسكو للنساء في مجال العلوم – للمواهب الشابة في الشرق الأوسط

يحتفي برنامج لوريال-اليونسكو للنساء في مجال العلوم، الذي أُسس عام 2014، بالمواهب الشابة في الشرق الأوسط من خلال تكريم ست باحثات عربيات بارزات سنوياً تقديراً لمساهماتهن القيمة في مجالات علوم الحياة والعلوم الفيزيائية. يهدف البرنامج إلى تعزيز ودعم مشاركة النساء الشابات في العلوم في فئتين: الباحثات والمرشحات للدكتوراه. في هذا العام، تمكنت باحثتان من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) من الفوز بالجائزة، وهما: لينا إبراهيم، الأستاذة المساعدة في برنامج العلوم البيولوجية، وطيبه العامودي، طالبة الدكتوراه في برنامج علوم البحار. 

لينا إبراهيم 

انضمت لينا إبراهيم إلى كاوست في عام 2021، حيث تقود مختبر الدوائر العصبية. وهي حاصلة على درجة الدكتوراه في علم الأعصاب من جامعة جنوب كاليفورنيا في لوس أنجلوس، وأكملت خمس سنوات من التدريب بعد الدكتوراه في علم الأحياء العصبي في كلية الطب بجامعة هارفارد قبل أن تبدأ عملها في هيئة التدريس. 

تتعمق أبحاث لينا في كيفية تأثير التطور والتجارب الحسية على قدرة الدماغ في معالجة المعلومات. ترمي هذه الأبحاث إلى فهم كيفية تشكيل الدماغ لتمثيلات داخلية للعالم من خلال التمييز بين المدخلات الحسية المهمة والمشتتة، مما يؤثر في سلوكنا النهائي. تركز أبحاث لينا على نحو خاص على دور الخلايا العصبية المثبطة من الطبقة الأولى في نمو الدماغ، وكذلك في دمج المعلومات الحسية والإدراكية. ويدرس فريقها تأثير التعلم والطفرات الوراثية، بالإضافة إلى عوامل مثل الإجهاد والالتهاب، على تشكيل وتعديل الروابط المشبكية في الطبقة الأولى للدماغ. وتقول لينا "تسهم أبحاثي في فهم الآليات التي يستخدمها الدماغ في المعالجة الحسية، مما قد يؤدي إلى تطوير أدوات تشخيصية وعلاجات محسنة لاضطرابات الصحة العقلية".  

تدرس لينا إبراهيم كيفية تأثير التجارب الحسية على قدرة الدماغ في معالجة المعلومات والاستجابة لها.

شغف لينا بعلم الأعصاب ينبع من جذور عميقة. فهي من أصل فلسطيني، وقد انتقلت كثيرًا في طفولتها المبكرة وسنوات دراستها عبر بلدان وثقافات متنوعة. هذا التكيف المستمر أثار فضولها حول كيفية تعلم الدماغ وتكيفه مع التغيرات. كانت الرغبة في إحداث فرق في العلم والمجتمع هي الدافع الرئيسي وراء مسيرتها المهنية. هدفها طويل الأمد هو تطبيق نتائج أبحاثها في حلول واقعية تسهم في تطوير الممارسات السريرية وعلاج اضطرابات الدماغ. علاوة على ذلك، هي معلمة متحمسة تدعم مشاركة النساء في مجالات العلوم، حيث تقول "لقد عملت بنشاط على إرشاد نساء من المملكة العربية السعودية وماليزيا والمكسيك، وآمل أن ألهم المزيد من النساء لمتابعة مسيراتهن المهنية في مجال العلوم. فمن خلال تعزيز التنوع في مختبري، أسعى إلى بناء بيئة شاملة تعزز الابتكار والنمو في مجال العلوم. إن توجيهي للعلماء الشباب يمنحني شعورًا عميقًا بالهدف. رؤية تطورهم ومعرفة أنني أساهم في نجاح رحلتهم هو أمر يُشعرني بالرضا الشديد". 

طيبه العامودي  

طيبه العامودي طالبة دكتوراه تحت إشراف البروفيسور كارلوس دوارتي، أستاذ ابن سينا المتميز في علوم البحار في كاوست. حصلت على درجتها الجامعية في علم الأحياء البحرية من جامعة ولاية أوريغون في عام 2018، واكتسبت خبرة في الاستشارات البيئية والاستزراع المائي في المملكة قبل انضمامها إلى كاوست في عام 2020. 

تتركز أبحاث العامودي على دراسة تأثير التغير المناخي على النظم البيئية للشعاب المرجانية في البحر الأحمر، مع اهتمام خاص بدور الطحالب الكبيرة في صحة هذه الشعاب ومرونتها. من خلال تحليل التركيب الكيميائي الحيوي للطحالب الكبيرة ووظائفها البيئية، ترى العامودي أن هذه الطحالب يمكن أن تعمل كموائل متجددة، مما يسهم في تعزيز التنوع البيولوجي البحري وبناء أنظمة بيئية أكثر مرونة. وتقول "إذا استطعنا استغلال الجوانب الإيجابية للطحالب الكبيرة، فقد نتمكن من فتح آفاق جديدة لاستعادة الموائل البحرية وتعزيز التنوع البيولوجي البحري وسبل عيش المجتمعات الساحلية".  

تركز أبحاث طيبه العامودي على دور الطحالب الكبيرة في صحة الشعاب المرجانية وتحملها للظروف البيئية..

ومن خلال التعاون مع كل من المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية وشركة البحر الأحمر الدولية، تسعى أبحاث طيبه أيضًا إلى إيجاد موارد مستدامة للمستحضرات الصيدلانية والمنتجات الحيوية الأخرى من خلال التحليل الأيضي. وبالنظر إلى أن الطحالب الكبيرة يمكنها عزل الكربون، فإن زراعتها يمكن أن تساعد على التخفيف من تغير المناخ من خلال امتصاصها لثاني أكسيد الكربون، وتعزيز التنوع الحيوي وتقوية النظم البيئية. 

تعتقد العامودي أن هناك إمكانيات واعدة لاستزراع الطحالب الكبيرة في المملكة العربية السعودية، وتوضح قائلة "نقوم بدراسة الكتلة الحيوية للطحالب لتعزيز الاستثمار في الاستزراع المائي المتجدد في المملكة، مما يحقق فوائد بيئية واقتصادية".  

بدأ شغف طيبه بعلم الأحياء البحرية عندما أدركت أن الكثير من المعلومات حول البيئات البحرية لا تزال مجهولة، خاصة في وطنها، المملكة العربية السعودية. وتعتبر أن هذه الأبحاث ضرورية وحيوية، حيث تقول "إن علوم البحار مجال واسع لم يُدرس بما فيه الكفاية، وهناك الكثير مما لا نفهمه بعد". وأضافت "أرغب في توسيع معرفتي وتطبيقها هنا في المملكة كي أساهم في إحداث تأثير إيجابي". 

التزام كاوست بدعم الباحثات 

يهدف برنامج لوريال-اليونسكو للنساء في مجال العلوم، من خلال جوائزه الدولية ومبادراته الإقليمية والوطنية، إلى تكريم العالمات وتمكينهن، خصوصًا اللواتي يساهمن في تطوير المعرفة والبحث عن حلول للتحديات العالمية. تكريم لينا إبراهيم وطيبه العامودي، بالإضافة إلى الجوائز التي منحت في عام 2023 للبروفيسورة دانا السليمان، أستاذة برنامج هندسة وعلوم المواد، والبروفيسورة سوزانا نونيز، أستاذة برنامج هندسة وعلوم البيئة، وجائزة عام 2017 التي فازت بها البروفيسورة نيفين خشاب، الأستاذة في علوم الكيمياء، يعكس التزام كاوست بدعم العالمات المتميزات في مختلف مراحل حياتهن المهنية. كما يُظهر هذا التكريم توافقًا مع رؤية اليونسكو التي تقول "العالم يحتاج إلى العلم، والعلم يحتاج إلى النساء".