التحق بالجامعة
الانتقال إلى الجامعة
انضم إلينا
وظائف أعضاء هيئة التدريس
رؤيتنا
المجلة العلمية
آثار مدائن صالح من الحضارة النبطية.
حضرت الدكتورة ليلى نعمة، عالمة الآثار الفرنسية والمتخصصة في النقوش الأثرية الى جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية لتتحدث عن تجربتها وشغفها بتاريخ مدائن صالح وذلك ضمن فعاليات برنامج الاثراء الشتوي (WEP). الدكتورة ليلى نعمة باحثة كبيرة وزميلة في المركز الوطني الفرنسي للأبحاث العلمية في باريس وتقوم بأبحاث واسعه عن الأثار في المملكة منذ عام 2002 خصوصا منطقة مدائن صالح التي أضافتها منظمة اليونسكو الى قائمة التراث العالمي في عام 2008.
وتحدثت الدكتورة ليلى ضمن كلمتها الرئيسية عن فريق أبحاثها حيث قالت : " فضلاً عن العديد من علماء الآثار، يضم فريقنا أيضاً الكثير من الفنيين، والكٌتاب، ورسامي الخرائط، والمصورين، ومجموعة متنوعة من المهندسين المعماريين والمتخصصين في دراسة الفخار وبقايا الخضار المتحجرة، والعملات معدنية، والجلود والمنسوجات وغيرها. ويجعل هذا النسيج من المهارات المختلفة دراسة المعالم البشرية للأضرحة والأثار أمراً سهلاً بحيث نتمكن من الحصول على المعلومات بدقة أكبر".
استناداً لحسابات المؤرخ اليوناني ديودوروس من صقلية التي تشير الى أن أول ظهور للأنباط في التاريخ كان قبل نهاية القرن الثالث قبل الميلاد. ووصفهم ديودوروس بالقبائل العربية البدوية الثرية نتيجة احتكارهم تجارة البخور والعطور التي كانت مربحة جداً في تلك الازمنة الموغلة في القدم. إذ كان البخور سعلة ثمينة جداً يستعمل كعطر وكذلك في الطقوس الدينيّة، وقد نافس في قيمته الذهب، وكان الأنباط ينتجونه بشكل أساسي في بلاد اليمن.
الدكتورة ليلى نعمة
كما فرض الأنباط ضرائب على طول طريق القوافل التجارية الذي عرف قديماً باسم طريق البخور، كما اهتموا بالزراعة من أجل تنويع مصادر دخلهم. وكانت أرضهم التي تسمى منطقة الحِجر نقطة التقاء رئيسية للقوافل التجارية المتجه من شبه الجزيرة العربية وبلدان منطقة البحر الأبيض المتوسط (اليونان وروما) وآسيا. وتصف الدكتورة ليلى ذلك : " كانوا يمتلكون خبرة لامثيل لها في تحديد طرق القوافل التجارية وأماكن وجود الماء مما أدى الى سيطرتهم التامة على طرق القوافل التجارية العربية. ويبدوا أنهم ابتدأوا بسك العملات المعدنية في وقت مبكر من القرن الثالث قبل الميلاد واستخدموها بصورة منتظمة أكثر في تعاملاتهم التجارية في القرن الثاني قبل الميلاد. وأصبحوا في نهاية القرن الأول قبل الميلاد دولة متحضرة مستقرة اقتصاديا واتخذوا مدينة البتراء عاصمة لهم".
واشتهر الأنباط بالنحت والنقش على الحجارة والصخور والجبال. وقاموا بإنشاء العديد من المساكن الحجرية والمناطق المدنية والمنشآت المتميزة مثل مسرح البتراء الذي يتسع إلى عشرة آلاف متفرج. وامتدت مملكة الأنباط شمالا حتى دمشق ولكنها فقدت سياستها و استقلالها في مطلع القرن الثاني للميلاد وأضحت ولاية تحت الحكم الروماني. ومع ذلك ظل طريق القوافل القديم بين دمشق والحجاز مستمراً حتى خلال الفترة الاسلامية حيث كانت قوافل الحجيج تستخدمه للسفر الى مكة المكرمة من بلاد الشام لفترة طويل الى أن تم بناء خط سكة حديد الحجاز في القرن العشرين الميلادي.
ويمكن ملاحظة نفوذ اللغة النبطية اليوم في كتابة الحروف العربية الحديثة حيث تقول الدكتورة ليلى : " من المؤكد أن الحروف العربية نشأة من اللغة النبطية في الجزء الشمالي الغربي من المملكة العربية السعودية ، في منطقة الحجاز، بين القرن الثالث والقرن الخامس الميلادي".