التحق بالجامعة
الانتقال إلى الجامعة
انضم إلينا
وظائف أعضاء هيئة التدريس
رؤيتنا
المجلة العلمية
جيوليو تونوني، الخبير في مجال الوعي الإدراكي، يتحدث ضمن فعاليات برنامج الإثراء الشتوي للعام 2019. الصورة بعدسة أندريا باخوفين-إخت.
-بقلمآنيبارنتو، جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية
خلال برنامج الإثراء الشتوي للعام 2019 الذي أقيم في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية(كاوست)، ألقى البروفيسور جوليو تونوني، الخبير البارز في مجال الوعي الإدراكي، محاضرة عن فحص الوعي الإدراكي.
تلقى تونوني شهادته في الطب من جامعة بيزا الإيطالية، حيث تخصص في الطب النفسي. وهو حالياً أستاذ في الطب النفسي، وأستاذ أول في علم الوعي الإدراكي؛ وأستاذ كرسي ديفيد بي وايت في طب النوم في جامعة ويسكونسن ماديسون؛ ومدير معهد ويسكونسن للنوم والوعي.
ما هو الوعي الإدراكي؟
أشار تونوني إلى أن "لكل شخص فكرة مختلفة عن الوعي الإدراكي، وأنه من المهم تحديد ماهيته".
يأتي الوعي الإدراكي كحصيلة تجارب، أيّ تجربة عموماً، شبيهة بمشهد مأخوذ من فيلم سينمائي. يمكن أن تشمل رؤية شخص أو ألوان أو أشكال؛ أو سماع أصوات أو روائح نشمّها؛ أو مشاعر نحسّها أو أفكار تراودنا، وغيرها. وكل تجربة مختلفة عن الأخرى.
في محاضرته ضمن فعاليات برنامج الإثراء الشتوي للعام 2019 يناقش جيوليو تونوني، مدير معهد ويسكونسن للنوم والوعي، ماهية الوعي الإدراكي، من خلال البدء من التجربة نفسها وسؤال النظام الفيزيائي الذي يفسر خصائصه. الصورة بعدسة أندريا باخوفين-إخت.
ومع ذلك، فالوعي الإدراكي لا يتمحور فقط حول المحيط. فنحن نصل إلى مستوى آخر من الوعي الإدراكي عندما نحلم وعندما نكون نائمين. علاوة على ذلك، يُظهر الأشخاص المصابون بالحالة الخضرية بعض النشاط الدماغي في المناطق ذاتها لدى البشر العاديين عند طرح الأسئلة عليهم.
يوضح تونوني: "يمكنهم أن يتخيلوا أنفسهم يلعبون التنس، ويمكنهم تذكّر بعض الذكريات المعروفة".
كيف يمكننا تفسير الوعي الإدراكي في ظلّ هذه التجارب؟ يتّبع تونوني، كعالم أعصاب، مقاربة غير اعتيادية في شرح الوعي الإدراكي. فبدلاً من البدء باستكشاف هياكل الدماغ لشرح الوعي، يبدأ تونوني من الوعي نفسه ويسأل عن النظام الفيزيائي الذي يمكن أن يفسر خصائصه.
ووفقاً لجيوليو تونوني، الخبير في مجال الوعي الإدراكي والمتحدث في برنامج الإثراء الشتوي للعام 2019 في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، فإنّ هناك خمس مسلَّمات لفهم الوعي بشكل أفضل: الوجود الجوهري، والتكوين، والمعلومات، والتكامل، والاستبعاد. الصورة بعدسة أندريا باخوفين-إخت.
تبدأ نظريته، التي تسمّى نظرية المعلومات المتكاملة، من الظواهر، وليس من الارتباطات السلوكية أو العصبية. هناك خمس بديهيات لفهم الوعي بشكل أفضل، وهي: "الوجود الجوهري"، "التكوين"، "المعلومات"، "التكامل"، "الاستبعاد".
ويشير "الوجود الجوهري" إلى وجود وعي إدراكي؛ ثمّة تجربة شخص ما هنا وهي موجودة، وهي حقيقية ومستقلة عن المراقبين الخارجيين. فيما يعني "التكوين" أن الوعي منظم.
يقول تونوني:"على سبيل المثال، قد أميّز في تجربةٍ ما كتاباً، لوناً أزرق، كتاباً أزرق، الجانب الأيسر، كتاباً أزرق على اليسار، وهكذا".
و"المعلومات" تعني أن الوعي محدد. كل تجربة بذاتها هي طريقة فريدة من نوعها، وبالتالي تختلف عن التجارب الممكنة الأخرى. "التكامل" يعني أن الوعي موحد. نحن نختبر المشهد بأكمله وجميع عناصره ككل. وأخيراً، فإن "الاستبعاد"، كما يوضح تونوني، هو حقيقة أن "التجربة تحتوي على ما تحتويه في اللحظة التي نختبرها فيها، وقد لا نسجل بعض المعلومات السياقية، لكن ذلك لا يجعل تلك التجربة الفريدة أقل ثراءً".
أشار خبير الوعي الإدراكي البروفيسور جيوليو تونوني خلال محاضرته الرئيسية في برنامج الإثراء الشتوي للعام 2019 إلى أن "المستقبل سيكون ذكياً للغاية لكن دون وعي على الإطلاق". الصورة بعدسة أندريا باخوفين-إخت.
ما تقترحه نظرية المعلومات المتكاملة هو أن الوعي مرتبط بمعلومات متكاملة يمكن تمثيلها بكمية حسابية دقيقة تسمى Φ (فاي). الجزء الذي يدعم الوعي الإدراكي في دماغنا البشري لديه مقدار عالٍ جداً من الفاي، وبالتالي فهو شديد الوعي، إذ أنّ لديه خبراتٍ معقدةً للغاية وذات مغزى. وتقول النظرية، إن الأنظمة ذات المستوى المنخفض، لديها قدر ضئيل من الوعي، فهي تمتلك فقط تجارب بسيطة وبسيطة للغاية. والأنظمة ذات المقدار الصفري من الفاي وليست واعية على الإطلاق.
ولكن ماذا عن الذكاء أو الذكاء الاصطناعي؟ الشيء يمكنه أن يكون ذكياً للغاية ولكن ليس واعياً إدراكياً على الإطلاق. فأجهزة الكمبيوتر التي تحاكي سلوكنا ليست واعية، وأجهزة الكمبيوتر التي تحاكي سلوكنا العصبي ليست واعية، إنّها مجرد أدوات؛ فثمّة تفكك مزدوج بين الوعي الإدراكي والذكاء. ويختتم تونوني مشيراً إلى أن "المستقبل سيكون ذكياً للغاية ولكن دون وعيٍ على الإطلاق".