Top

نساء في علم الأحياء

 
أتاح برنامج الإثراء في الخريف 2016 الفرصة لمجتمع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية للاستماع مباشرة إلى قصص نجاح نخبة من أربع عالمات متميزات عملن في مجال العلوم البيولوجية. وضمّت حلقة النقاش كلاً من بيينغ هونغ، الأستاذة المساعدة في قسم العلوم والهندسة البيولوجية والبيئية في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وبيتينا بيرغر، المديرة العلميّة لمختبر مسرع النبات في جامعة أديلايد بأستراليا، وأشواق عبدالله البخاري الأستاذة المساعدة في علم الأورام الطبية بجامعة الملك عبد العزيز في جدة، وجازمن ميرزبان، الأستاذة المساعدة في العلوم البيولوجية في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، حيث تحدّثن عن مسيراتهن العلمية وخبراتهن   في بناء حياة مهنية ناجحة وهادفة في ميدان العلوم الحيوية.

مهنة صعبة على الذكور كما على الإناث

قالت بيتينا بيرغر: "ليس من السهل أن تصبح عالماً، سواء للذكور أو الإناث، فهذا أمر يحتاج الكثير من الدعم".
وقالت جازمن ميرزبان: "يتعيّن علينا دعم الإناث خلال نشأتهنّ وانتقالهنّ إلى الميدان العلمي. فالعلم ليس حقلاً سهلاً، وهو يتطلب الكثير من العمل والوقت والالتزام. وتحقيق التوازن بين العمل والحياة أمر صعب، خاصة في البداية".
"إنّ من الصعوبة بمكان قياس الوقت الذي ستخصصينه لعملك ولأسرتك. فالمرأة تتحمّل أعباء مسؤوليات كثيرة في حياتها، ولكنها غالباً لا تلقى تقديراً لهذا؛ فكثيراً ما نراها تقدّم يد العون، مثلاً، لأبنائها أو لذويها أو لزوجها. ويأتي الحصول على شهادة علمية ليضيف إلى تلك المسؤوليات التي تغدو صعبةً حقاً من دون دعم الكثير من الناس".
أضافت هونغ: "لا تحظى النساء دائماً بمنظومة مساندة متميزة". وأوضحت: "كثيراً ما تتأثّر قراراتنا المهنية بالاعتبارات الأسرية وبالتوقعات الاجتماعية التي غالباً ما تقيّد قراراتنا. لكنني أعتقد أنه ينبغي احترام قرارات المرأة، حتى لو قررت عدم مواصلة مسيرتها المهنيّة. فالتفوّق في الحياة، هو في نهاية المطاف، القناعة بكونك بذلت كل ما في وسعك!".

استكشاف كل الفرص

وأشارت جازمن ميرزبان إلى أنّها لم تكن في البداية ترغب في أن تصبح باحثة علمية، فقد كانت تنوي أصلاً أن تصبح طبيبة.
قالت: "حتى في المدرسة الثانوية، كنت مغرمة دوماً بعلم الأحياء. واخترت أن أكون باحثة في مجال العلوم الحيوية والتي من خلالها أستطيع أن أساعد في المجال الطبي. ولست نادمة اليوم على أي قرار اخترته، ولا على أية فرصة اغتنمتها".
وأضافت هونغ: "كانت نجاحاتي سلسلة من الفرص التي أتيحت لي في أوقات مختلفة من حياتي. شغفي بالعلم تطوّر مع حصولي على شهادتي الجامعية، وحصلت بعد ذلك على منح دراسية. خلال تلك السنوات بنيت مهاراتي، وكان حولي أشخاص يؤمنون بي. وهذا ما قاد شغفي للبحث العلمي".

الثقة في بناء حياتك المهنية

ومن جهتها، أوضحت أشواق البخاري: "إنّ شهادة الدكتوراه هي مجرّد نقطة البداية في الحياة المهنية. فبعد ذلك يجب على المرء المواظبة على الأبحاث وإثبات الجدارة. ومن المهم جداً أن نقتنع بما نقوم به، وأن نحبه، لأننا سنقضي الكثير من الوقت في إجراء الأبحاث والدراسات".
قالت جازمن ميرزبان: "علينا نحن النساء أن نتحلى بالثقة بالنفس وبما نفعله في الميدان العلمي. يجب أن نتبع شغفنا وعواطفنا، وأن نتذكر في الوقت نفسه أن المهارات التي طورناها في مشوارنا مطلوبة في أي مجال ندخله".