وقد أسهمت أبحاث البروفيسور دوارتي في إعادة تشكيل الفهم العالمي لحلول المناخ القائمة على المحيطات وإمكاناتها في التصدي للتحديات البيئية العالمية. 

تُعرف جائزة اليابان، والتي يُشار إليها غالبًا بـ"نوبل اليابان"، بأنها واحدة من أرفع الجوائز العالمية في مجالي العلوم والتقنية، وتُمنح للإنجازات الاستثنائية التي تسهم في تعزيز السلام والازدهار على مستوى العالم. 

ويُكرّم البروفيسور دوارتي بهذه الجائزة تتويجًا لعقود من الأبحاث حول نظم الكربون الأزرق، مثل الأعشاب البحرية وأشجار المانغروف والمسطحات الملحية، وهي نظم بيئية تغطي أقل من 0.2٪ من قاع المحيط، لكنها تخزن ما يقرب من 50٪ من إجمالي الكربون المدفون سنويًا في الرواسب البحرية. وقد كان لهذه الاكتشافات تأثير كبير في صياغة الاستراتيجيات الدولية الرامية إلى تسخير هذه النظم لمكافحة تغيّر المناخ واستعادة التنوع البيولوجي. 

واستلم البروفيسور دوارتي الجائزة في حفل رسمي قام في طوكيو، برعاية جلالة الإمبراطور ناروهيتو. 

وقال البروفيسور دوارتي:  "يمثّل حصولي على جائزة اليابان لحظة غامرة بالتواضع والامتنان. فهذا التكريم يسلّط الضوء على القدرات الفريدة التي تختزنها محيطاتنا في إعادة التوازن لصحة كوكب الأرض. وأتطلع لأن يكون هذا الاعتراف مصدر إلهام لجيل جديد من العلماء والقادة الشباب، ليؤمنوا بقوة الحلول المستمدة من الطبيعة، ويعملوا معًا لمواجهة التحديات المناخية بروح التعاون والمسؤولية." 

ومن جانبه، علّق رئيس جامعة كاوست البروفيسور السير إدوارد بيرن قائلاً: "هذا التكريم للبروفيسور دوارتي هو دليل حي على التزام كاوست بالبحث العلمي المتقدّم، ويعكس الأثر المتزايد للمملكة العربية السعودية في مجال الاستدامة والعلوم البيئية على الصعيد العالمي. إن عمله يُجسّد الدور المحوري الذي تلعبه كاوست في دعم رؤية السعودية 2030 والمبادرة السعودية الخضراء، من خلال قيادة الابتكار في حفظ البيئة البحرية والعمل المناخي." 

وعلاوة على أبحاثه العلمية، كان للبروفيسور دوارتي دور بارز في تقديم المشورة للمملكة حول جهودها في الحفاظ على البيئة البحرية، واستراتيجياتها الوطنية للاستدامة، ورعاية المحيطات. كما أسهم بشكل فعّال في صياغة السياسات العالمية الخاصة بالمحيطات، بصفته المدير التنفيذي لمنصة تسريع أبحاث وتطوير الشعاب المرجانية (CORDAP) المدعومة من مجموعة العشرين، والتي تهدف إلى تسريع الابتكار في استعادة الشعاب المرجانية على مستوى العالم. ولا يزال تأثيره واضحًا في المفاوضات المناخية والأطر الدولية للحفاظ على المحيطات. 

ويُعد البروفيسور دوارتي ثاني شخصية من كاوست تفوز بجائزة اليابان، بعد فوز نائب رئيس الأبحاث السابق، البروفيسور جان إم. جي. فريشيه، بالجائزة عام 2013 لإسهاماته البارزة في تطوير مواد البوليمر المقاومة والمضخّمة كيميائيًا، والتي لعبت دورًا محوريًا في تطوير عمليات تصنيع أشباه الموصلات.