Top

دعم المرأة في مجال علوم وتقنية المعلومات

جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية تحتفل بإنجازات المرأة في مجال علوم وتقنية المعلومات من خلال عقد مؤتمر المرأة في مجال علم البيانات (WiDS) بمشاركة متميزة من سيدات بارزات.


بقلم أندريا هولزبوس، أخبار الجامعة

يعد مؤتمر المرأة في مجال علم البيانات (WiDS) أكبر مؤتمر لعلم البيانات على وجه الأرض، والذي يقام في أكثر من 50 دولة، وبلغ عدد المشاركين في المؤتمر ما يتجاوز 100,000 مشارك ومشاركة، وتم إدراجه كحراك عالمي بارز.

ويهدف هذا المؤتمر السنوي إلى إلهام وتثقيف علماء البيانات حول العالم (ذكوراً وإناثاً) ودعم المرأة  في هذا المجال الحيوي المهم. وعُقد مؤتمر (WiDS) لهذا العام في جامعة ستانفورد بمشاركة أكثر من 100 مؤسسة إقليمية من جميع أنحاء العالم، وكان من ضمن المؤسسات الأكاديمية المشاركة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية.

آخر المستجدات في علم البيانات

احتفلت جامعة الملك عبدالله للعلوم و التقنية بإنجازات المرأة في هذا المؤتمر التقني الذي استمر ليوم واحد والذي أتاح الفرصة للتعرف على أحدث الأبحاث والتطبيقات المتعلقة بعلوم البيانات ضمن مجموعة واسعة من المجالات. وتم تشجيع كل من الرجال والنساء على المشاركة في المؤتمر الذي تصدرته مشاركات متميزة بواسطة متحدثات بارزات.

وقالت جودي لوغان، المديرة المشاركة لمؤتمر المرأة العالمي في علوم البيانات في جامعة ستانفورد: "يسرنا العمل مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في جلب مؤتمر المرأة في مجال علوم البيانات إلى منطقة الشرق الأوسط".

وفي هذا السياق  تقول البروفيسورة زيانغليانغ زانغ، الأستاذة المشاركة في علوم الحاسب الآلي في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وسفيرة الجامعة في مؤتمر(WiDS) : "نحن متحمسون جداً لجلب مؤتمر المرأة في مجال علم البيانات (WiDS)  إلى جامعة الملك عبدالله هذا العام ، والتعريف بالفرص الواسعة في هذا المجال، وتوفير الفرص للمرأة في العالم العربي، وتقديم  مجالات أبحاث وتطبيقات متميزة لطلبتنا ".

وتقول إنجي جابر منظمة مؤتمر (WiDS) في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية:" يتناغم هذه المؤتمر مع مبادرة الجامعة الجديدة "المرأة في مجال علوم وتقنية المعلومات"، والتي تهدف إلى دعم المرأة في هذا المجال ومساعدتها على متابعة تعليمها، ودفع مسيرتها المهنية والدخول إلى صناعة التقنية الفائقة".

التنوع بين الجنسين في علم البيانات

تقول مارغوت جيريتسين، مديرة معهد الهندسة الحاسوبية والرياضية (ICME) في جامعة ستانفورد: "نهدف من هذا المؤتمر العالمي إلى إلهام المزيد من النساء لدخول هذا المجال المهم والمتنامي، والذي له تأثير كبير على جميع قطاعات مجتمعنا. ونأمل من خلال عرض العمل المذهل الذي تقوم به هؤلاء السيدات الرائعات، أن نشجع  المزيد من النساء على الانخراط في المجالات المتعلقة بعلوم البيانات".

تبلغ نسبة التمثيل النسائي في علوم البيانات 26 في المئة. إن الحاجة المتزايدة وأهمية علوم البيانات في الفترة القادمة تمثل فرصة فريدة لكل المهتمين في هذا المجال من الرجال والنساء. كما أن تضمين النساء -خاصة في علم البيانات -ليس فقط الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله، بل هو مدعوم بأبحاث تظهر أن شركات علوم البيانات ذات التنوع العالي بين الجنسين أثبتت أنها تتمتع بربحية أعلى ونمو متزايد في حجمها السوقي.

بدأ المؤتمر بكلمة افتتاحية من الدكتور جيمس كالفين نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، تطرق خلالها للمساهمات الرائعة التي قدمتها النساء في العديد من التخصصات التي لم تكن معروفة لدى الكثير في ذلك الوقت. ويشرح الدكتور كالفين: "إن النساء يشكلن حوالي 40٪ من طلبة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية. وهذا يعني أننا نساعد على ضمان مشاركة المرأة الفعالة في العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات".

الخورزميات، وانترنت الأشياء والجينومات والسمنة المرضية

شارك في هذا الحدث عدد من علماء البيانات المحليين والدوليين، حيث ناقشت النائبة الرئيسية، الدكتورة ميشيل سيباج من المركز الوطني للبحوث العلمية (CNRS) في باريس، مبدأ خوارزميات الانحدار العشوائي. وقدمت الدكتورة خلود خطيب من جامعة عفت في جدة عرضاً حول الصحة الشخصية وكيفية جلب الرعاية الصحية إلى خارج المستشفى وإلى الحياة اليومية للناس عن طريق نشر الوعي والتعريف بالعوامل المرضية المنتشرة بين الناس بهدف مكافحتها. وهي من الأمور التي تساهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 المتعلقة في الصحة البدنية والعقلية والاجتماعية. فعلى سبيل المثال، تهدد السمنة حاليًا ثلث سكان المملكة لدرجة يمكن اعتبارها وباءً، حيث يعاني  70 إلى 75 في المائة من السعوديين من زيادة الوزن أو السمنة المرضية. وقد حدد برنامج الجينوم البشري السعودي الجينات الشائعة لدى السعوديين المسببة لهذه الأمراض.

يمكن للعلم الآن أن يشرح سبب اختلاف كمية الطاقة الناتجة من تناول نفس الكمية من الطعام نتيجة اختلاف التفاعلات الأيضية من شخص لأخر. وباستخدام البيانات والنظر في هذه الاختلافات، تريد الدكتورة خلود الخطيب وضع استراتيجيات قائمة على الجينات للوقاية من المشكلات الصحية قبل حدوثها. تقول الخطيب: "سيعيد إنترنت الأشياء (IoT) تشكيل المستقبل الصحي في المملكة العربية السعودية. فمن خلال بناء سجل صحي كامل ومساعدة الخوارزميات، يمكنك الحصول على نصائح مخصصة لاحتياجاتك الخاصة بدلاً من النصائح العامة".

كما تبحث الدكتورة الخطيب في إمكانية إنشاء خريطة معرفة مخصصة لكل فرد باستخدام تقنيات تعتمد على البيانات بحيث يمكن للأفراد العيش بأسلوب حياة صحي.

مستقبل علم البيانات

وتطرق المتحدثون الآخرون، بما في ذلك دينا غاراتلي (مختبر التصوير العلمي في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية) وسمية البرادعي (طالبة دكتوراه، جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية)، إلى قابلية تطبيق علوم البيانات على نطاق واسع في العديد من المجالات بالإضافة إلى الرعاية الصحية.

كما تناولت النقاشات موضوعات التحديات الشخصية التي تواجه النساء عند العمل في مجال العلوم. واعتبرت الدكتورة بسمة الحربي (خريجة جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية 2017) أن إيجاد التوازن بين الحياة الأسرية والعمل في الأبحاث أمر صعب للغاية، ولكنها تغلبت على المشكلة بفضل مشرفتها التي كانت نموذجاً يحتذى به.

يمكن لعلماء البيانات تطبيق مهاراتهم بطرق لا حدود لها من خلال التعاون مع الباحثين أينما توفرت مجموعات البيانات. وبتخفيض متوقع بنسبة 50 في المائة من الوظائف الحالية على مستوى العالم ومعدل بطالة يبلغ 30 في المائة، فإنه من المتوقع أن يرتفع الطلب على علم البيانات بنسبة 28 في المائة في العامين المقبلين، الأمر الذي يقدم فرصاً أساسية تتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030.