التحق بالجامعة
الانتقال إلى الجامعة
انضم إلينا
وظائف أعضاء هيئة التدريس
رؤيتنا
المجلة العلمية
عندما يناقش الباحثون والعلماء استراتيجيات الكربون الأزرق في العالم، فإنهم غالباً ما يقصدون غابات المانغروف أو الأعشاب البحرية أو المستنقعات الملحية. ولا يتم التطرق الى الطحالب الكبيرة التي تعتبر من أكبر البيئات الساحلية انتشارًا وأكثرها إنتاجية، حيث أن إنتاجها الأساسي من الكربون يتجاوز 44٪. مصدر الصورة كاوست.
في دراسة تعتبر الأولى من نوعها، قدم باحثون من مركز أبحاث البحر الأحمر (RSRC) ومركز أبحاث العلوم البيولوجية الحاسوبية (CBRC) في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، دليلًا عالميًا على الدور الهام الذي تلعبه الطحالب الكبيرة في تجميع ثاني أكسيد الكربون من الجو وعزله في أعماق البحار.
ووجد علماء الجامعة تنوعًا كبيرًا من الطحالب الكبيرة التي تنجرف في المحيطات والبحارالمفتوحة حول العالم على مسافات تصل إلى 5000 كيلومتر تقريبًا عن المناطق الساحلية، وأن 69٪ من هذه الطحالب الكبيرة المنجرفة تغرق لأعماق تتجاوز 1000 متر، مما يؤدي إلى عزل الكربون الموجود داخل كتلتها الحيوية في مياه المحيطات العميقة.
تقول أليخاندرا أورتيغا، مؤلفة أولى لهذه الدراسة وطالبة دكتوراه في كاوست:"عندما يناقش الباحثون والعلماء استراتيجيات الكربون الأزرق في العالم، فإنهم غالباً ما يقصدون غابات المانغروف أو الأعشاب البحرية أو المستنقعات الملحية. ولا يتم التطرق الى الطحالب الكبيرة التي تعتبر من أكبر البيئات الساحلية انتشارًا وأكثرها إنتاجية، حيث أن إنتاجها الأساسي من الكربون يتجاوز 44٪. وتظهر نتائجنا انتشار الحمض النووي (DNA) للطحالب الكبيرة في البحار المفتوحة. حيث تمكنا من تقديم دليل كمي على انجراف الطحالب الكبيرة إليها باستخدام الميتاجينومية أو دراسة المادة الوراثية، المستخرجة مباشرة من العينات البيئية التي تم جمعها بواسطة البعثات البحرية العالمية للمحيطات مثل تارا أوشينز (Tara Oceans) ومالاسبينا (Malaspina). وعلى الرغم من أننا خطونا الخطوة الأولى نحو توثيق الحمض النووي للطحالب الكبيرة في البحار المفتوحة، الا أنه لا يزال أمامنا طريق طويل قبل أن نتمكن من فك شيفرة الحمض النووي التي ستقودنا الى تحديد كميات الكربون العضوي التي تخزنه هذه الطحالب في محيطات العالم".
تعد الطحالب الكبيرة من الموائل الساحلية الهامة. فعلى سبيل المثال هذه الطحالب بنية اللون الموجودة في البحر الأحمر تأوي العديد من الأسماك والكائنات الحية. مصدر الصورة: كاوست
تميزت هذه الدراسة التي أجرتها كاوست في حسمها الجدل الكبير حول دور الطحالب البحرية الكبيرة في تخزين الكربون، خاصة وأنه لا توجد أدلة كافية على مصير هذه الطحالب عند انجرافها الى البحار المفتوحة، حيث أكدت هذه الدراسة وبالأرقام، الدور الذي تلعبه الطحالب الكبيرة في عزل الكربون في البحار المفتوحة وأهمية إدراجها في تقييمات الكربون الأزرق، والتي سيكون لها دور استراتيجي في التخفيف من أثار ظاهرة تغيّر المناخ.
وفي هذا السياق، يقول البروفيسور كارلوس دوارتي ، مؤلف مشارك في الدراسة وأستاذ علوم البحار في كاوست: "لقد تمكنا من تحليل الكم الهائل من البيانات بكفاءة من خلال منصة التحليل الميتاجينومية (DMAP)، التي أنتجها مركز أبحاث العلوم البيولوجية الحاسوبية في كاوست، بدعم من الحاسوب العملاق شاهين وقدراته الحاسوبية الفائقة، التي ميزت فريقنا البحثي مقارنة مع المجموعات البحثية الأخرى في العالم".
"واستندت هذه الدراسة إلى تقارير التوزيع العالمي لتسلسل الجينات في عينات تم جمعها من المحيطات بصورة أساسية لوصف التنوع البيولوجي للعوالق البحرية، ولكن اكتشفنا أنها أيضاً مورداً رئيسياً لبيانات الطحالب الكبيرة المنجرفة في محيطات العالم والتي تم التغاضي عنها في التحليلات السابقة لهذه البيانات ، بما في ذلك بيانات البعثة العلمية البحرية (Malaspina Circumnavigation) التي توليت شخصياً قيادتها".
وتعد هذه الدراسة إنجازاً مهماً أخر من الإنجازات المتميزة لباحثي جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في مجال استدامة البيئة وحمايتها.