Top

الأبحاث المبتكرة والواعدة

أستاذ وطالب من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية يحضران ملتقى الجمعية الكيميائية الأمريكية لعرض أعمالهما على المحفزات التي يعاد استخدامها.

 
حضر فريق متعدد التخصصات من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ضمّ أعضاء في هيئة التدريس وموظفين وطلاباً، الدورة الثانية والخمسين من ملتقى ومعرض الجمعية الكيميائية الأمريكية في فيلادلفيا، بنسلفانيا، والذي عُقد في الفترة بين 21 و24 أغسطس 2016. حضر المؤتمر فالنتين رودينوف، الأستاذ المساعد في العلوم الكيميائية في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ورافقه تيانيو تشن، زميل ما بعد الدكتوراه في مجموعته البحثية؛ حيث تحدث تشن في إحدى جلسات المؤتمر عن البحث الذي نشره مؤخراً مع رودينوف.

التقت مجلة "المنارة" مع فالنتين رودينوف وتيانيو تشن لمناقشة البحث الذي قدّماه، والاطلاع على عملهما في جامعة الملك عبدالله.
 

"العلم الحقيقي لا يثمر فوراً"

قال رودينوف: "لقد توصّل تيانيو في أبحاثه إلى نتائج باهرة جداً قدّمها في المؤتمر، الذي يعدّ منبراً مهمّاً لعرض نتائجنا". وأضاف: "فقد قدّم بحثاً من مشروع أمضى فيه فترة طويلة من أصل عامين من العمل، لأن لا شيء ينجح فوراً، والعلم الصحيح لا يثمر على الفور. إنّه يستغرق وقتاً طويلاً، لكنه ينجح في النهاية. يركز مشروع تيانيو على ما نسميه (الشريط الجزيئي اللاصق- molecular Scotch tape)، الذي كان تيانيو بحقّ القوة الدافعة وراءه، فكان الشخص المثالي لتقديمه في ملتقى الجمعية".

الشريط الجزيئي اللاصق

استلهم الفريق البحثي حلاً لمشكلة المحفّزات الكيميائية من فكرة متواضعة هي : الشريط اللاصق "السكوتش"!
قال رودينوف: "إن ما أوجدناه هو وسيلة لصنع دعامة صلبة تكون لزجة ولاصقة". وأضاف: "تلتصق الجزئيات النانوية من جانب واحد، وتترك الجانب الآخر عرضة للتحفيز، ولهذا السبب أطلقنا على منهجيتنا هذه اسم (الشريط الجزيئي اللاصق). كانت الفكرة تكمن فعلاً في تحقيق التركيب الدقيق لأي شيء نضعه على دعامة صلبة. واستخدمنا في هذه الحالة مادة رخيصة ومستدامة جداً هي هلام السيليكا. إنّها دعامة تقليدية نطليها بطبقة جزيئية واحدة من المادة اللينة.
 

إعادة استخدام المحفزات

لقد أنشأت المجموعة البحثية المبتكِرة نظاماً أكثر عمليةً لتجميع الجزئيات النانوية، كان يعدّ في السابق نظاماً متأخراً في مجال البحوث الكيميائية، لكنه أضاف ميزة أخرى واعدة وهي: إمكانية إعادة استخدام المحفّزات.

لاحظ رودينوف أن: "التكنيكات التقليدية لهذا التفاعل أوجدت الكثير من المنتجات الثانوية التي لا نريدها، لكنّ باستخدام المحفز الذي طورناه كنا تمكنا من تنفيذ التفاعل في ظروف أكثر عملية من كل التجارب التي تم الإبلاغ عنها حتى هذه اللحظة. كان هذا حقاً ثمرةً لنهجنا، لأن بعض المحفزات التقليدية كالذهب مثلاً والذي يعد محفّزاً كبيراً لهذا التفاعل، لا يعتبر عنصر مستقراً بحد ذاته، ناهيك عن صعوبة إعادة تدويره ، لذلك لا نستطيع في هذه الحالة إعادة استخدامه كمحفّز. أما مع الدعم الذي يوفره شريطنا الجزيئي اللاصق الجديد، فقد صار بمقدورنا عملياً أن نفعل ذلك".
 

الأبحاث المبتكرة والواعدة

لقد استطاعت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية أن تستقطب رودينوف وتلميذه تشن، والكثير من باحثي وطلبة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، بفضل المواد والمعدات البحثية التي لا نظير لها، والمتاحة لهم لتحقيق أهداف أبحاثهم.

قال رودينوف: " أنا سعيد بتواجدنا في جامعة الملك عبدالله، لأننا هنا نمتلك فرصة لإجراء أبحاث مبتكرة وواعدة، فضلاً عن الأبحاث التي تعدّ معقدة في أماكن أخرى". وأضاف: "لا حدود للأبحاث التي يمكننا القيام بها في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، فكلما شعرنا بالحماسة والشغف نحو بحث معين، نثق تماماً أن لدينا ما يكفي من الموارد للقيام به".

ومن جهته، قال تشن الذي جاء إلى جامعة الملك عبدالله قادماً من جامعة تشجيانغ، في هانغتشو بالصين: "جئت إلى هنا طلباً للعلم، وكذلك للعمل مع شخص مثل البروفيسور رودينوف. ما كان لي أن أحظى بفرصة إجراء هذا المشروع في أي مكان آخر. لقد استمتعت كثيراً بالفرصة التي منحتني إياها الجامعة للالتقاء بأناس من مختلف المجالات العلمية والعمل مع الكثير من الكيميائيين الموهوبين على المشاريع البحثية".
​