اعلنت جامعة الملك عبدالله أخيراً اقتنائها نظام الحاسب الآلي الخارق كراي XC40 الجديد والذي اطلق عليه إسم شاهين 2 ويزن حوالي 109 طن وهو 25 مرة أسرع من الحاسب الآلي الخارق السابق شاهين 1 والذي تستخدمه الجامعة منذ عام 2009.

وتم شحن وحدات شاهين 2 بعناية إلى مطار جدة بتاريخ 15 مارس 2015 في 123 صندوقاً على متن طائرة 747 الضخمة التابعة للخطوط الجوية العربية السعودية من مطار أوهير الدولي في شيكاغو. ثم نُقلت وحدات الحاسب الآلي العملاق من مطار جدة الدولي إلى جامعة الملك عبدالله محملة على 7 شاحنات كبيرة.

ما الداعي لاقتناء حاسب آلي خارق جديد؟

يوضح البروفيسور جريج نيوباي، مدير مختبر جامعة الملك عبدالله للحوسبة الفائقة: "أصبح شاهين الأصلي قديماً بعد فترة ست سنوات من الاستخدام. لذلك فإن الوقت الآن مناسب جداً لتحديث وتطوير النظام". كما أن الحاسب الآلي السابق يفتقر للعديد من المزايا خصوصا تلك المتعلقة بتعدد مجالات الاستخدام كما في نظام كراي XC40 الجديد، وبذلك لا يلبي احتياجات جميع الطلبة والباحثين والعاملين في الحرم الجامعي. اضافة الى أن ذاكرة شاهين 1 باتت صغيرة نسبياً وسرعة اتصاله محدودة وبطيئة عند الاتصال مع الأجهزة الخارجية مثل وحدات التخزين والشبكات. ووصف البروفيسور جريج استخدامات شاهين 2 بأنها واسعة النطاق أكثر من النظام السابق، وسيعود ذلك بفائدة كبيرة للجامعة خصوصاً أن حوالي 20-25% من أعضاء هيئة التدريس ، فضلا عن الطلبة وزملاء ما بعد الدكتوراه والباحثين والشركاء الخارجيين يعتمدون على خدمات شاهين 1 في أبحاثهم ودراساتهم.

كيف يستفيد العلماء من الحواسيب الخارقة؟

لأجهزة حاسب آلي ذات سرعة وقدرة معالجة عالية. وأغلب الحاسبات الشخصية الموجودة تمتلك معالجاً واحداً على الأكثر وهذا لا يكفي لتحليل ومعالجة هذا الكم الهائل من المعلومات. ولكن الحواسيب الخارقة مثل شاهين 2 تضم 6100 معالجاً تعمل معاً لمعالجة البيانات بقدرة

فائقة جداً مما يوفر الكثير من الوقت والجهد للحصول على النتائج". فعلى سبيل المثال تعتبر عملية التنبؤ بكيفية نقل الرياح للأتربة والغبار عبر الصحراء إلى البحر الأحمر عملية حسابية معقدة للغاية ولكنها مفيدة جداً للعلماء المهتمين بتطوير الخلايا الشمسية خصوصاً أن تراكم الأتربة على اسطح الواح الخلايا الشمسية يعتبر من التحديات الكبيرة في المناطق الصحراوية. لذلك تحتاج هذه العملية إلى حاسب آلي خارق للقيام بهذه المهمة. شاهين 2 سيمكن العلماء من تقسيم إحداثيات المنطقة بأكملها إلى أجزاء رئيسية وإعداد وتنسق نظام شبكي ثلاثي الأبعاد بمساحة واحد كيلومتر مربع لكل قسم. ثم يبدأ بتحليل الرياح في كل قسم على مدار الساعة من أجل تحديد نمط حركة الرياح. ويقوم كل معالج في شاهين 2 بتولي مهمة معالجة العمليات الحسابية المعقدة والمختلفة على حدى ليعطينا تنبؤ كامل عن نمط حركة الرياح تحت كل الظروف. ويصف نيوباي ذلك بصمامات محرك السيارة التي تتحرك معاً لتوليد الطاقة الحركية ودفع السيارة.